اتهام إيراني في الحرس الثوري بمحاولة اغتيال جون بولتون
١٠ أغسطس ٢٠٢٢
اتهمت واشنطن عضوا في الحرس الثوري الإيراني بالتآمر لاغتيال جون بولتون، مستشار الأمن القومي في عهد ترامب. وفيما أشارت واشنطن إلى أن الدافع هو على الأرجح الانتقام لمقتل سليماني، رفضت إيران الاتهامات وقالت إنها "بلا أساس".
إعلان
أشارت اتهامات قدمتها الولايات المتحدة ضد فرد بالحرس الثوري الإيراني إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون كان هدفا لمخطط اغتيال إيراني، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.
وكان يهدف المخطط المزعوم لشهرام بورصافي إلى الثأر لمقتل الجنرال قاسم سليمانيقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بحسب بيان صدر من وزارة العدل اليوم الأربعاء (10 أغسطس/ آب 2022).
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن شهرام بورصافي، المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، وهو من طهران ويبلغ من العمر 45 عاما، كان على الأرجح مدفوعا لقتل بولتون انتقاما لمقتل قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري الإيراني الذي لقي حتفه في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في يناير/كانون الثاني 2020.
وفي أول رد فعل رسمي رفضت إيران الاتهامات الأمريكية قائلة إنها "بلا أساس وذات دوافع سياسية". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية، "إيران تحذر بشدة من أي تحرك ضد المواطنين الإيرانيين تحت ذريعة هذه الاتهامات العبثية التي لا أساس لها".
ولا ترتبط إيران بمعاهدة لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة، ولا يزال بورصافي حرا طليقا. وأصدر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي)، اليوم الأربعاء ملصقا له باعتباره من أهم المطلوبين.
ووفقا للشكوى الجنائية، طلب بورصافي من شخص مقيم في الولايات المتحدة التقاط صور لبولتون بذريعة أنها ضرورية لكتاب يصدر قريبا. وبعد ذلك قدم الشخص المقيم في الولايات المتحدة بورصافي إلى مخبر حكومي سري يمكنه التقاط الصور مقابل مبلغ من المال.
وقال المحققون إن بورصافي تواصل في الشهر التالي مع المخبر على تطبيق مراسلة مشفر وعرض عليه 250 ألف دولار لاستئجار شخص ما "للقضاء" على بولتون ووصل التفاوض على المبلغ إلى 300 ألف دولار.
وعندما طلب المخبر من بورصافي أن يكون أكثر تحديدا في طلبه، قال إنه يريد تصفية "الرجل"، وقدّم الاسم الأول لبولتون والاسم الأخير، حسبما ورد في بيان صدر بعد حلف اليمين وقُدم لدعم الشكوى. وطلب من المخبر لاحقا فتح حساب عملة مشفرة لتسهيل الدفع. وفي اتصالات لاحقة، يُعتقد بأنه أبلغ المخبر بأنه طريقة تنفيذ القتل غير مهمة، لكن "مجموعته" ستحتاج إلى شريط مصور كدليل على تنفيذ المهمة.
ونشر بولتون بيانا على تويتر اليوم وجه فيه الشكر لوزارة العدل على الإجراءات التي اتخذتها. وقال "بينما لا نستطيع قول الكثير علنا الآن فهناك أمر واحد لا جدال فيه .. حكام إيران كاذبون وإرهابيون وأعداء للولايات المتحدة".
في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي اليوم إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن الاتهامات الموجهة لبورصافي يجب أن تؤثر على الدبلوماسية النووية مع إيران. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "من وجهة نظرنا، ينبغي ألا يحدث ذلك"، مشيرا إلى أن وزارة العدل وجهت اتهامات لبورصافي بمعزل عن الدبلوماسية الأمريكية مع إيران.
وتسعى واشنطن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي فرض قيودا على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. واختُتمت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا يوم الاثنين، حيث قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنهم قدموا نصا نهائيا لإحياء الاتفاق.
وسحب ترامب بلاده من الاتفاق النووي في عام 2018 وعاود فرض عقوبات أمريكية قاسية، مما دفع طهران إلى البدء في انتهاك القيود التي ينص عليها الاتفاق بعد عام تقريبا. وأحيا ذلك المخاوف من أن إيران ربما تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".