اجتماع طارئ لأمريكا وحلفائها عقب إطلاق صاروخ كوري شمالي
١٨ نوفمبر ٢٠٢٢
تزامناً مع أعمال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى في خطوة أثارت انتقادات أمريكية وقلق دولي. أجرت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية مؤخراً.
إعلان
أدانت الولايات المتحدة إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي طويل المدى اليوم الجمعة (18/11/2022).
وقال ادريان واتسون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في بيان اليوم (18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022): "هذا الإطلاق يمثل انتهاكاً صارخا للقرارات المتعددة لمجلس الأمن الدولي ويثير، بلا داع، توترات ويخاطر بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".
والوضع حالياً في شبه الجزيرة الكورية شديد التوتر. وأجرت كوريا الشمالية المسلحة نووياً سلسلة من التجارب الصاروخية في الأسابيع القليلة الماضية. ويخشى المراقبون من اقتراب تنفيذ بيونغ يانغ أول تجربة نووية لها منذ سنوات.
وأشار واتسون إلى أن "هذا الإجراء يُظهر أن كوريا الشمالية تواصل إعطاء الأولوية لأسلحتها غير المشروعة للدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية على رفاهية شعبها".
وعقد زعماء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ودول حليفة أخرى اجتماعا طارئا خلال قمة آسيوية اليوم الجمعة ونددوا بشدة بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات ودعوا إلى رد فعل موحد إزاء هذه الخطوة. ووصفت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس، خلال اجتماع على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في العاصمة التايلاندية بانكوك، عملية الإطلاق بأنها "انتهاك صارخ"
للعديد من قرارات الأمم المتحدة، وقالت إن تصرفات كوريا الشمالية تزعزع الأمن في المنطقة.
تجربة جديدة
وكان الجيش الكوري الجنوبي قد أعلن في وقت سابق اليوم إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات باتجاه بحر اليابان، والذي يعرف أيضاً باسم البحر الشرقي.
ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن هيئة الأركان المشتركة في البلاد قولها إن الصاروخ أطلق من منطقة سونانا في بيونغ يانغ في حوالي الساعة 14:10 صباحا بالتوقيت المحلي (0114 بتوقيت غرينتش).
وذكرت هيئة الأركان المشتركة في رسالة نصية أُرسلت إلى يونهاب: "في الوقت الذي نقوم فيه بتعزيز مراقبتنا ويقظتنا، يحافظ جيشنا على وضع الاستعداد الكامل بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".
ولم تكشف هيئة الأركان المشتركة عن المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤولون يابانيون إن الصاروخ يمكنه أن يصل إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة وهبط على بعد 200 كيلومتر فقط قبالة اليابان.
عزلة كوريا الشمالية.. الموت في انتظار من يحاول الهروب
كوريا الشمالية تضيق الخناق على مواطنيها وتحرمهم من حق مغادرة بلدهم، كما تفرض حظراً على تسريب المعلومات إلى الخارج.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن بيونغ يانغ مقبلة على الانعزال أكثر من أي وقت مضى.
صورة من: Daily NK
صداقة إجبارية
شهدت العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية في السنوات الأخيرة توتراً متصاعداً، بعدما كانت في السابق أكثر حميمية. ويتجلَى على حدود البلدين بعض مظاهر سوء العلاقات بينهما، حيث يخضع المسافرون هناك لعمليات تفتيش متشددة، تطال حتى أبسط الأمتعة والمتعلقات الشخصية.
صورة من: Daily NK
إعادة بناء جسر الصداقة
ورغم التوترات فإن كوريا الشمالية بحاجة إلى العلاقة مع الصين. ويخدم جسر الصداقة الصيني الكوري 70 في المائة من حجم التبادل التجاري بينهما. والآن أصبح الجسر متهالكا ويجب بناء آخر جديد. لكن على الجانب الكوري توقف العمل في بناء الجسر بسبب نقص الأموال، رغم وجود مستثمرين من القطاع الخاص الصيني.
صورة من: Daily NK
أوامر بإطلاق النيران
حتى وقت قريب كان هناك سياج من السلك الشائك على الحدود الشمالية مع روسيا والصين يمنع هروب الناس أو تهريب المخدرات. لكن في العام الماضي جرفت السيول بعض أجزائه كما أضرت بالباقي. وعليه قررت الإدارة المحلية بناء سياج جديد وأعطت أوامرها لحرس الحدود بإطلاق النار على المتسللين.
صورة من: Daily NK
عودة الفارين
منذ سنوات وعدد المواطنين الفارين من كوريا الشمالية في تناقص. غير أن هروب المواطنين يبقى مشكلة عويصة بالنسبة للنظام الكوري الشمالي. هنا في الصورة، نجمة تلفزيون كوريا الجنوبية، ليم جي هيون، التي عادت إلى كوريا الشمالية في ظل ظروف مريبة، وأخذت في يوليو/ تموز تتحدث في التلفزيون الرسمي لكوريا الشمالية عن مزاعم حول "الجحيم في الجنوب".
صورة من: Uriminzokkiri TV
ابتزاز واختطاف
كثير من الكوريين الشماليين يعودون إلى بلدهم عندما يجري اعتقال عائلاتهم أو ابتزازها. وطبقا لأحد التقارير فإن حكومة بيونغ يانغ اتخذت خطوة أوسع من ذلك، حيث تقوم بإرسال عملائها في مناطق الحدود الصينية لمطاردة مواطنيها الفارين واختطافهم من هناك. ويقال إن هؤلاء العملاء يقيمون في فندقين في مدينة داندونغ الصينية على الحدود الكورية الشمالية.
صورة من: Wikipedia Commons
جولات سياحية للأجانب
رغم كل العزلة التى يفرضها نظام كوريا الشمالية على مواطنيه قام بتوجيه دعوة للسياح الأجانب لاستكشاف البلد عن طريق وكالة السفر الحكومية، التى تنظم رحلات إلى أماكن مختلفة. ويمكن للمهتمين اختيار نوع السياحة، التى يفضلونها: رياضية، ثقافية أو سياحة عمل، رغم غرابة الأمر. الكاتب: جان تومس/ فريدة تشامقجي
صورة من: Tourism DPRK
6 صورة1 | 6
قلق وتوتر دوليان
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن الصاروخ سقط على الأرجح في المنطقة الاقتصادية الخاصة لبلاده، وفقا لوكالة أنباء كيودو اليابانية.
ونقلت الوكالة عن كيشيدا احتجاجه الشديد على الإطلاق ووصف استفزازات بيونغ يانغ بأنها "غير مقبولة". وقال كيشيدا للصحفيين في العاصمة التايلاندية بانكوك، "كوريا الشمالية تكرر الاستفزازات بوتيرة غير مسبوقة وهي غير مقبولة على الإطلاق" مضيفا أنه لم ترد تقارير حتى الآن بشأن أضرار لحقت بالطائرات أو السفن.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو في طوكيو إن الصاروخ حلق لحوالي ألف كيلومتر في مسار "مرتفع" ووصل إلى ارتفاع يصل إلى 6 آلاف كيلومتر.
ولم تصدر الحكومة اليابانية أمرا بتدمير الصاروخ. وقال رئيس الوزراء إنه من المحتمل أن يكون قد هبط في المياه الواقعة غرب جزيرة هوكايدو الرئيسية في أقصى شمال اليابان.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن موسكو "قلقة" من الوضع في شبه الجزيرة الكورية وتدعو الأطراف المعنية إلى الابتعاد عن المواجهة. وقال ريابكوف لوكالة الأنباء ريا نوفوستي الرسمية إن موسكو تبقى "وفية" للبحث عن حل "دبلوماسي" لشبه الجزيرة الكورية لكن "الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة (...) تفضل مسارًا مختلفًا (...) كما لو أنها تختبر صبر بيونغ يانغ". واضاف "نحن نراقب الوضع بقلق".
تهديدات من كوريا الشمالية
من جانبها، تقول كوريا الشمالية أن تجاربها الصاروخية تعد رداً على المناورات العسكريّة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبيّة والتي تعتبرها بيونغ يانغ تدريبات لغزو أراضيها أو الإطاحة بنظامها.
وحذر وزير الخارجية الكوري الشمالي تشوي سون هوي يوم أمس الخميس من أن بيونغ يانغ ستتخذ إجراءات عسكرية "أكثر شراسة" إذا عززت الولايات المتحدة إلتزاماتها الأمنية تجاه كوريا الجنوبية واليابان.
وبعد ذلك أطلقت بيونج يانج صاروخا باليستيا قصير المدى باتجاه بحر اليابان.
وذكرت وكالة يونهاب أنه قبل ذلك بوقت قصير، أجرت كوريا الجنوبية تدريبات دفاع صاروخي بحري "مقررة مسبقا" مع الولايات المتحدة.
يشار إلى أن الصواريخ القادرة على التحليق لمسافة أكثر من 5500 كيلومتر تعد صواريخ باليستية عابرة للقارات. وتحظر قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية اختبار صواريخ باليستية من أي مدى، والتي بعضها قادر على حمل رؤوس نووية.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، د ب ا)
"غوام" ـ جزيرة سياحية تحت تهديد صواريخ كوريا الشمالية
لم يكن الكثير من الناس يعرف شيئا عن جزيرة غوام الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، قبل أن تتحدث عنها كوريا الشمالية وتكشف عن برنامج لاستهداف القاعدة الأمريكية فيها بأربعة صواريخ، فما هي أسرار هي الجزيرة؟
صورة من: Reuters/Navy
تستخدم القوات الأمريكية نحو ثلثي جزيرة غوام كقاعدة عسكرية لها. فيما يبقى ثلث الجزيرة مخصصا للسياحة. وتتميز الجزيرة بسواحلها الخلابة التي تحتوي على مياه فيروزية جميلة، بالإضافة إلى وجود الشعب المرجانية وطرق لمحبي الاستكشاف في الطبيعة. وتعد السياحة ثاني أكبر مورد للاقتصاد في غوام بعد القاعدة العسكرية.
صورة من: picture-alliance/robertharding/M. Runkel
تتميز الجزيرة بجوها الاستوائي وبدرجات حرارة تتراوح بين 26 و30 مئوية طيلة العام. ويمكن السباحة في سواحل غوام طيلة أيام السنة، كما تعلن الجزيرة عن نفسها في موقعها الالكتروني. وهنالك فصلان في السنة في الجزيرة فقط، وهما فصل الرطوبة بين شهري حزيران/يونيو وتشرين الثاني/نوفمبر، وفصل الجفاف في بقية أيام السنة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Vejpongsa
يزور الجزيرة سنويا أكثر من مليون سائح، وخاصة محبي الغوص لمشاهدة الشعب المرجانية فيها. وازدادت الاستثمارات السياحية في الجزيرة منذ ثمانيات القرن الماضي من قبل مستثمرين من كوريا الجنوبية واليابان اللتان لا تبعدان كثيرا عن غوام.
صورة من: Reuters/E. De Castro
لا يستغرق السفر من اليابان إلى جزيرة غوام سوى ساعات طيران قليلة، وتعد غوام أقرب لليابانيين بكثير من جزر هاواي، لذلك يشكل اليابانيون نحو ثلث السياح في غوام، فيما يشكل سياح الصين وكوريا الجنوبية وتايوان نحو ثلث السياح المتبقين.
صورة من: picture-alliance/robertharding/M. Runkel
ما يميز الجزيرة أيضا هو عدم وجود ضريبة على المبعيات، ما يجعلها جنة للتسوق. بالإضافة إلى ذلك يمكن للزائر التعرف على تاريخ الجزيرة المثير. وتخلت إسبانيا عن الجزيرة للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. ويبلغ عدد سكان الجزيرة نحو 160 ألف شخص فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Vejpongsa
يُعتقد أن أول من سكن الجزيرة كان قبل نحو 4000 عام. وفي الحرب العالمية الثانية أحتل اليابانيون جزيرة غوام بعد ضربهم القوات الأمريكية في بيرل هاربر سنة 1941. وتوجد في الجزيرة بعض بقايا الحرب العالمية الثانية.
صورة من: Reuters/E. de Castro
أغلب سكان غوام الأصليين هم من شعب "شامورو". ويُعتقد أنهم أحفاد السكان الأوائل للجزيرة. وتوجد في الجزيرة بعض النصب، مثل الظاهر في الصورة لكبير الشامورو. والسكان الأوائل هم من شعوب إندونيسية- إسبانية- فلبينية مختلطة. وتنتهج الجزيرة الثقافة التقليدية لشعب "شامورو".
الكاتب: جانينا سيمينوفا/ زمن البدري