اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول درعا السورية الخميس
٣ يوليو ٢٠١٨
أعلنت واشنطن أن وزير خارجيتها ناقش مع نظيره الروسي وقفا لإطلاق النار في درعا بجنوب سوريا. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين من القتال الدائر هناك منذ حزيران بنحو 300 ألف شخص ويعقد مجلس الأمن الخميس اجتماعا بهذا الشأن.
إعلان
أفادت مصادر دبلوماسية الثلاثاء (الثالث من تموز/ يوليو 2018) أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الخميس في جلسة طارئة لبحث الوضع في جنوب غرب سوريا حيث تسبب هجوم تشنه قوات النظام بإسناد من روسيا ضد فصائل معارضة بنزوح حوالى 300 ألف شخص.
ودعا إلى هذا الاجتماع الطارئ كل من السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال تموز/ يوليو الجاري والكويت، بحسب ما أعلنت البعثة السويدية لدى الأمم المتحدة. وبحسب المنظمة الدولية فقد نزح ما بين 270 ألفا و330 ألف سوري بسبب الهجوم المتواصل.
وفي واشنطن قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير مايك بومبيو ناقش وقفا لإطلاق النار في جنوب سوريا وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء. وقالت المتحدثة هيذر ناورت للصحفيين "الآن، وبينما نتابع الوضع هناك، تنتابنا مخاوف شديدة". وأضافت "هناك ضربات جوية مستمرة، توقفت بعض المساعدات الإنسانية وربما بدأت تدخل مجددا الآن، لكن بالتأكيد الوضع غير آمن".
ومن جانبها حثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأردن اليوم الثلاثاء على فتح حدودها أمام السوريين الفارين من أعمال العنف في جنوب سوريا. وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ليز تيروسيل، في بيان لها: "ندعو الحكومة الاردنية إلى ابقاء حدودها مفتوحة، كما ندعو الدول الاخرى في المنطقة إلى استقبال المدنيين الفارين."
وكانت الأمم المتحدة قدرت أمس الاثنين نزوح ما لا يقل عن 270 ألف سوري، بسبب الهجمات البرية والجوية التي بدأت في منتصف حزيران/يونيو على محافظة درعا، من جانب الحكومة السورية المدعومة من روسيا وحلفائها. وقد حذر البيان من أن الوضع في درعا يتفاقم وأن الهجمات اليومية تؤثر بشكل كبير على المدنيين الذين يعيشون هناك.
وفي سياق آخر لقي نجل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حتفه في محافظة حمص السورية، حسبما أعلنت اليوم الثلاثاء ما يعرف باسم وكالة "ناشر نيوز" ذات الصلة بالتنظيم الإرهابي.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
صراع النفوذ في الأزمة السورية
منذ أن بدأت الاحتجاجات السلمية في سوريا يوم 15 مارس/آذار 2011، والكثير من الجهات تتدخل لإخماد نيران الأزمة التي صارت حربا فيما بعد. وقد شكل التدخل الأجنبي بداية لصراع حول النفوذ في هذا البلد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens
روسيا
يعتبر النظام السوري حليفا تقليديا لروسيا، وقد حال التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 دون سقوط نظام الأسد، كما أن كفة القتال أصبحت منذ ذلك الوقت تميل لصالح القوات الحكومية وحلفائها. بتدخلها في سوريا ضمنت روسيا لنفسها قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط وتمكنت من إنشاء قاعدة جوية جديدة في اللاذقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Klimentyev
إيران
منذ الثمانينيات تحظى سوريا بأهمية استراتيجية لدى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فدمشق هي الحليف الأهم لطهران في العالم العربي، وهي الجسر إلى ميلشيات حزب الله اللبناني، لذلك أرسل الحرس الثوري الإيراني "مستشارين عسكريين" إلى سوريا لدعم الأسد كما جندت إيران مقاتلين من العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب النظام السوري. ويقول مراقبون إن ايران تسعى إلى تأمين ممر يربط طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.
صورة من: AP
دول الخليج
السعودية والإمارات وقطر كانوا منذ بداية الأزمة السورية بالإضافة إلى تركيا، أهم الداعمين للقوات المعارضة في سوريا، خاصة الإسلامية منها. فيما توجه أصابع الاتهام إلى قطر بدعم التنظيمات الجهادية في سوريا. واليوم أصبح الدعم الخليجي يأخذ طابعا سياسيا أكثر، وتتولى الرياض مهمة التقريب بين أطياف المعارضة، لكن هدفها الأساسي يبقى هو الحد من نفوذ غريمتها إيران في سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
من الصداقة إلى العداوة
تحولت الصداقة التي كانت تجمع عائلة اردوغان بعائلة الأسد إلى عداوة، فقد دعمت تركيا الفصائل السورية المسلحة مثل الجيش الحر، كما تحالفت أنقرة مع قوى إسلامية متشددة أيضا وهو ما جلب إليها الكثير من النقد من طرف حلفائها في الناتو. وحتى اليوم يدعو الرئيس التركي للإطاحة بالأسد. لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة له هو الحد من وجود وحدات حماية الشعب الكردية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/SANA
اسرائيل
القلق الأكبر بالنسبة لإسرائيل من الأزمة السورية هو تمركز جماعة حزب الله والحرس الثوري الإيراني على حدودها. وتسعى إسرائيل إلى منع إيران من النجاح في إنشاء قواعد عسكرية وقاعدة بحرية في البحر المتوسط. ومنذ تردد أنباء عن إطلاق طائرة إيرانية بدون طيار فوق إسرائيل في أوائل فبراير ورد إسرائيل بقصف قواعد إيرانية في سوريا ازدادت حدة التوتر.
صورة من: Reuters/Handout Israel Defence Ministry
الولايات المتحدة الأمريكية
منذ 2014 تقود الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا. ورغم التحفظ التركي قامت الولايات المتحدة بتسليح وتدريب قوات سوريا الديموقراطية لمواجهة التنظيم المتطرف في شمال سوريا. وحتى بعد القضاء على "داعش" ترغب الولايات المتحدة في الإبقاء على قواتها الخاصة في سوريا لاحتواء إيران ومراقبة الوضع في المنطقة. إعداد: هشام دريوش/ مريم مرغيش
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens