بوساطة أمريكية - محادثات سورية-إسرائيلية بباريس لبحث التهدئة
صلاح شرارة رويترز، أ ف ب، د ب أ
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥
قالت مصادر سورية إن وزير الخارجية أسعد الشيباني التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باريس بحضور المبعوث الأمريكي توم باراك لبحث الترتيبات الأمنية على الحدود وتنفيذ اتفاق 1974.
صورة من الأرشيف لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني صورة من: picture alliance/dpa/Saudi Press Agency
إعلان
التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء 19 أغسطس/ آب 2025، وفداً إسرائيلياً في باريس لبحث خفض التصعيد، في اجتماع تم برعاية أمريكية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وذكرت "سانا" أن اللقاء تناول ملفات تتعلق باستقرار الجنوب السوري، ووقف إطلاق النار في السويداء، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصادر سورية أن الاجتماع ضم، بجانب الشيباني، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، والمبعوث الأمريكي توم باراك. وتناول الاجتماع أيضا إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الموقعة عام 1974، والتي أُنشأت بموجبها منطقة عازلة بين الجانبين تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان.
مواجهة تركية إسرائيلية في سوريا؟
02:09
This browser does not support the video element.
ويعد هذا اللقاء الثاني بين الجانبين في باريس خلال أقل من شهر، بعد اجتماع مماثل في يوليو/ تموز، فيما أفادت "فرانس برس" بأن لقاءات أخرى جرت في باكو.
وتأتي هذه المحادثات في أعقاب أعمال عنف دامية شهدتها السويداء منتصف يوليو/ تموز، أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من الدروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتدخلت إسرائيل بغارات جوية لمنع ما قالت إنه قتل جماعي للدروز على أيدي القوات الحكومية. وأعلنت واشنطن ليل 18- 19 تموز/يوليو أنّ سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف لإطلاق النار بينهما.
هذه هي أبرز بنوذ اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل
01:47
This browser does not support the video element.
وسلطت الاشتباكات التي وقعت الشهر الماضي الضوء على التحديات التي يواجهها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في تحقيق الاستقرار في سوريا والحفاظ على الحكم المركزي، على الرغم من تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة وإجراء اتصالات أمنية بين الإدارة السورية وإسرائيل.
ولا تزال سوريا وإسرائيل رسميا في حالة حرب منذ العام 1948.
الدروز في الشرق الأوسط... سرية العقيدة ودواليب السياسة
تصدر "بنو معروف"، وهم أقلية دينية عربية عمرها نحو ألف عام، واجهة الأحداث مؤخراً وخاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. ألبوم صور نحاول فيه إلقاء الضوء على مذهبم الباطني وتاريخهم السياسي وأعدادهم وتوزعهم.
صورة من: Suwayda24/AP/picture alliance
الدروز طائفة باطنية تحافظ على درجة من السرية فيما يخص ممارساتها الدينية. ونشأت الدعوة الدرزية في مطلع القرن الحادي عشر، وهي متفرعة من المذهب الاسماعيلي، ثاني أكبر المذاهب الشيعية بعد الاثني عشرية. وتضم العقيدة الدرزية شعائر من الإسلام وفلسفات أخرى كالأفلاطونية مع التركيز على التوحيد وتناسخ الأرواح من بين أمور أخرى.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
المعتقد الدرزي غير تبشيري وتبقى تعاليم الطائفة ضمن أبنائها، ومن غير المستحب ومن النادر الزواج من خارج الطائفة. ولا يسمح المذهب بتعدد الزوجات. يرتدي المتدنيون من الرجال الزي الأسود والقلنسوة البيضاء، وتغطي النساء المتدينات منهن رؤوسهن وقسماً من وجوههن بوشاح أبيض مع زي أسود طويل.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
يقدر عدد الطائفة الدرزية بنحو مليون إنسان تتركز غالبية أتباعها في مناطق جبلية في لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن ودول المهجر. وهاجر بعضهم إلى مختلف أنحاء العالم مثل أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وأستراليا، إضافة الى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. من أبرز وجوههم في المهجر المحامية أمل علم الدين زوجة الممثل جورج كلوني. على رغم الانتشار، عمل الدروز على الابقاء على روابط وثيقة فيما بينهم.
صورة من: Alberto Pezzali/Invision/AP/picture alliance
في لبنان، يُقدّر عددهم بنحو 200 ألف، ويتركزون في جبال وسط البلاد، وخاصة الشوف وعاليه والمتن الأعلى، ومناطق عند امتداد السفح الغربي لجبل الشيخ مثل حاصبيا وراشيا. وأدى كمال جنبلاط دوراً سياسياً محوريا اعتباراً من الخمسينات من القرن الماضي وحتى مطلع الحرب الأهلية (1975-1990)، الى حين اغتياله في 1977 على يد مخابرات حافظ الأسد كما يتهم ابنه وخلفه في زعامة دروز لبنان، وليد جنبلاط.
صورة من: Houssam Shbaro/Anadolu/picture alliance Houssam Shbaro / Anadolu
أما في إسرائيل، يتوزع الدروز على أكثر من 20 قرية في الجليل وجبل الكرمل وهضبة الجولان المحتلة. ويبلغ عدد حاملي الجنسية الإسرائيلية 153 ألفا. يضاف إليهم نحو 23 ألفاً في الجولان، غالبيتهم العظمى تحمل إقامات إسرائيلية دائمة. ووفق مركز التراث الدرزي في اسرائيل، تعترف إسرائيل بالطائفة "بصفتها كياناً منفرداً له محاكمه الخاصة وقيادته الروحانية المستقلة". يتطوع الكثير من أبناء الطائفة في الجيش الإسرائيلي.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
النسبة الأكبر من الدروز في سوريا بعدد يبلغ نحو 700 ألف شخص يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، في شمال غرب البلاد. اشتهر منهم في سوريا سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925. كما يُقدّر وجود ما بين 15 و20 ألف درزي في الأردن، خصوصاً في الشمال.
صورة من: Jalaa Marey/AFP/Getty Images
عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيد الدروز أنفسهم عن تداعياتها، فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. بعد سقوط بشار الأسد اتسمت العلاقة بين السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع والدروز، وخاصة زعيمهم الروحي حكمت الهجري بالتوجس والتوتر. وفي بداية أيار/مايو أدت أعمال العنف ومواجهات في جرمانا وأشرفية صحنايا قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن إلى مقتل 119 شخصاً.
صورة من: Rama Jarmakani/DW
في تموز/يوليو 2025 اندلعت مواجهات بين عشائر البدو وفصائل مسلحة درزية في مواجهات دموية اتخذت طابعاً طائفياً ذهب ضحيتها مئات القتلى من المدنيين والفصائل المسلحة من البدو والدروز وقوات الجيش والأمن العام. طلب حكمت الهجري تدخل إسرائيل التي استجابت بشن غارات "مؤلمة" في دمشق والسويداء ودرعا. وتقول إسرائيل إنها تريد حماية الدروز، مشددة على أنّها لن تسمح بوجود عسكري للحكومة الجديدة في جنوب البلاد.