إنه "أحد أحلك الأيام في تاريخ مؤتمر نزع السلاح". هكذا غرّد المبعوث الأمريكي لنزع السلاح بجنيف تعليقا على تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة. كيف حصل ذلك وثمة من يتهم سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية؟.
إعلان
احتجت حكومات غربية على تولي سوريا الرئاسة الدورية لمؤتمر نزع السلاح في جنيف والذي دخل حيز التنفيذ اليوم الاثنين (28 أيار/ مايو 2018).وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "تسبب النظام السوري في معاناة مهولة من خلال القصف المكثف والظلم والتجويع والاستخدام المتكرر للأسلحة الكيماوية". وأضاف "لذلك لا يتمتع النظام بأي مصداقية على الإطلاق لتولي الرئاسة بطريقة موضوعية وملائمة".
بدوره أصدر السفير البريطاني لدى مؤتمر نزع السلاح ماثيو رولاند بيانا أعرب فيه عن "الأسف لتولي سوريا رئاسة المؤتمر (...) بالنظر إلى ما برهن عنه نظامها من عدم احترام مستمر للضوابط والاتفاقيات المتعلقة بحظر الانتشار ونزع السلاح الدولي"، مشددا في الوقت نفسه على أنّه سيحرص على "أن لا تعرقل الرئاسة السورية عمل المؤتمر".
من جانبه، وصف روبرت وود، مبعوث واشنطن لنزع السلاح في جنيف، اليوم بأنه "أحد أحلك الأيام في تاريخ مؤتمر نزع السلاح". وغرد على تويتر: "يجب على المجتمع (الدولي) ألا يصمت".
في المقابل نقلت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) عن مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا قوله إن بلاده "ستتعامل مع متطلبات رئاستها للمؤتمر بكامل المهنية والمسؤولية وستعمل على الدفاع عن الأولويات والمبادئ التي تؤمن بها وتتبناها في الأمم المتحدة والمحافل الدولية متعددة الأطراف وفي مقدمتها احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقواعد والمبادئ التي قام عليها مؤتمر نزع السلاح".
"رئاسة بلا أهمية"
ورغم كل هذا الجدل قال ريتشارد لينان، الخبير في نزع السلاح، إن الأمر ليس له أهمية في النهاية. وقال :"لا أهمية لذلك نظرا لأن المؤتمر معطل منذ 20 عاما"، حيث لم تكن له أي إنجازات منذ التفاوض على الحظر العالمي للتجارب النووية عام 1996 ومعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية عام 1997 .
وتواجه القوات الحكومية السورية اتهامات باستخدام أسلحة كيماوية أكثر من مرة خلال الحرب الأهلية. ونفى مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا هذه الاتهامات.
م.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
ضرب أهداف محددة في سوريا ردا على "كيماوي دوما"
بعد أسبوع من وقوع هجوم في دوما، يفترض أن يكون النظام السوري استخدم خلاله أسلحة كيماوية، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب قيام قوات بلاده بالتعاون مع فرنسا وانجلترا بضرب أهداف "دقيقة" لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/S. Walsh
ترامب ينفذ تهديداته
نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا هجمات جوية على سوريا فجر السبت (14 أبريل/ نيسان 2018). وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي محتمل على بلدة دوما وتهديد ترامب بتوجيه ضربة لسوريا، فقد اتهمت الدول الثلاث نظام الأسد بالوقوف وراء الهجوم.
صورة من: Reuters/Twitter/French Military
أهداف تحيط بدمشق
المواقع التي قُصفت تضمنت مطار الشراعي بغربي دمشق في منطقة الديماس قرب الحدود اللبنانية. كما أصاب الهجوم موقعا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش في شرق القلمون ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق، حسب مصدر مقرب من النظام السوري.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
ضرب المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الهجوم أصاب أيضا منشأة للأبحاث العلمية في دمشق حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنشأة تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. بينما قالت باريس إن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج في سوريا.
صورة من: Imago/Xinhua/A. Safarjalani
أعلام سوريا وإيران وروسيا في شوارع دمشق
عندما طلع النهار على دمشق خرج المتظاهرون حاملين الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور الأسد. ونددت الخارجية السورية بـ"العدوان البربري الغاشم". بينما قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا "رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
ترامب: ضربات دقيقة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن هذه الضربات هي قصاص لاستخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأضاف "إنها ليست أفعال إنسان وإنما جرائم ارتكبها وحش" وأوضح ترامب أنها "ضربات دقيقة" قصدت أهدافا لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
فرنسا أبلغت روسيا قبل الضربات
قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الجيش الفرنسي استهدف المركز الرئيسي للبحوث الكيماوية في سوريا ومنشأتين أخريين وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات. وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت للصحفيين "لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد. وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".
صورة من: Reuters/Twitter/Emmanuel Macron
اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من مئة صاروخ على سوريا، مشيرة إلى أن القوات السورية اعترضت "عددا كبيرا" منها. وقال فلاديمير دجاباروف الذي يتولى منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، إن موسكو ستدعو على الأرجح لاجتماع في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Antonov
سبع سنوات ولانهاية في الأفق
دخلت الأزمة السورية عامها الثامن في (مارس/ آذار 2018)، ولا تبدو نهاية في الأفق. ورغم استرجاع بشار الأسد لمناطق كثيرة من أيادي المعارضة وتنظيمات أخرى متطرفة وإرهابية، إلا أنه لا يستطيع بسط نفوذه على بلده. ويقدر ضحايا الحرب السورية حتى الآن بنحو 480 ألف قتيل من كافة الجبهات، بينهم 19 ألف طفل، كما نزح 11 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين خارج سوريا 5.5 مليون سوري. إعداد: صلاح شرارة