نشرت الشرطة الألمانية 4500 من عناصرها لمواجهة احتجاجات مناوئة لـ"المعرض الدولي للسيارات" المقام في مدينة ميونخ، يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف. ويتهم المتظاهرون المعرض وشركات السيارات بالتقصير في حماية المناخ.
إعلان
أعلنت الشرطة الألمانية في مدينة ميونخ اليوم السبت (11 أيلول/سبتمبر) نشر أكبر قوة لها في المدينة، لمواجهة الاحتجاجات المناوئة لمعرض السيارات في المدينة، وذلك مع وصول أعداد المشاركين في الاحتجاجات إلى الذروة. وقال متحدث باسم الشرطة قبل ظهر اليوم إن عدد القوة المنتشرة سيصل إلى ذروته، بواقع 4500 شرطي. يشار إلى أنه من المتوقع أن يشارك عشرات آلاف الأشخاص في مظاهرة وتجمع للدراجات في ميونخ اليوم.
واصطفت العشرات من حافلات الشرطة عند ساحة "تيريزنفيزه" حيث من المنتظر أن تنتهي عندها المسيرتان. ومن المنتظر أن يتجمع سائقو الدراجات في وقت لاحق من بعد الظهر عند هذه الساحة في موكب استعراضي عبر 16 مساراً، ويتوقع المنظمون مشاركات الآلاف. ويتهم المتظاهرون المعرض وشركات صناعة السيارات بالتقصير في حماية المناخ والسعي فقط لإعطاء أنفسهم "مظهراً خارجياً نظيفاً". وتشير توقعات الشرطة إلى أن حركة المرور في المدينة ستتقيد بقوة قبل وأثناء وبعد الموكب الاستعراضي للدراجات.
وإلى جانب هاتين المظاهرتين، تتوقع الشرطة اضطرابات أخرى محيطة بمعرض السيارات، وأشارت إلى أنه من المتوقع حدوث محاولات جديدة لاختراق حواجز الشرطة التي كانت منعت مثل هذه المحاولات أمس الجمعة باستخدام الهروات ورذاذ الفلفل. وقال المتحدث إن الشرطة يمكن أن تتخذ اليوم أيضاً تدابير إجبارية إذا تطلب الأمر، محذراً من الاقتراب من الحواجز الشرطية ومعرباً في الوقت نفسه عن أمله في أن يظل كل شيء سلمياً.
"هدف حماية المناخ هو ما يقودنا"
ولم يعد أكبر معرض للسيارات في ألمانيا، يهتم بالسيارات فقط، بل يسعى هذا العام لأن يشمل وسائل النقل بشكل عام، بدءا من الدراجات الهوائية والكهربائية وانتهاء بالسيارات. وهذا أول حدث رئيسي لصناعة السيارات في جميع أنحاء العالم منذ تفشي جائحة كوفيد-19.
وفي مؤتمر صحفي قبل افتتاحه، قالت هيلديغارد مولر رئيسة رابطة صناعة السيارات الألمانية (في.دي.إيه) التي تنظم هذا المعرض: "يدور هذا المعرض حول المحركات الصديقة للمناخ (ووسائل) الانتقال الرقمية... هدف حماية المناخ هو ما يقودنا".
والمعرض، الذي انتقل هذا العام من فرانكفورت إلى ميونخ تحت عنوان "الانتقال في المستقبل"، بعيد كل البعد عن شكله المعتاد الذي يضم أكبر وأقوى السيارات في السوق. وينتهي المعرض يوم الأحد المقبل.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، رويترز)
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية... ظلال ثقيلة وبداية جديدة
كبدت أزمة كورونا شركات السيارات الأوروبية خسائر جسيمة، إذ تراجعت مبيعات وأرباح بعضها بشكل حاد مثل رينو الإيطالية ودايملر الألمانية، لكن يبدو أن الأمر سيبدأ في التحسن تدريجياً. تفاصيل أوفى في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
تدهور في الأرباح
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78 بالمئة في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.تدهور في الأرباح
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
انخفاض في المبيعات
شهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20 بالمئة. خلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15 بالمئة. هذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس/آذار
صورة من: Imago Images/A. Hettrich
توقف ثم عمل جزئي
منذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع، استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل/نيسان قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر نيسان/أبريل الجاري. يمس هذا القرار حوالي 80 بالمئة من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
البشائر الأولى
بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين (في الصورة عمال بمصنع سيارات دونجفنج هوندا أثناء الاستراحة). وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48 بالمئة في شهر مارس/آذار بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة في شهر فبراير/شباط. تعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الإقلاع من جديد
يعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكسفاغن، وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي السيارة التي تعول عليها فولكسفاغن كثيرا في المستقبل. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
صورة من: Oliver Killig
معايير نظافة صارمة
تتخذ شركة فولكسفاغن من مدينة فولفسبورغ بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل/نيسان. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكسفاغن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية. وسوف تقوم فولكسفاغن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Stratenschulte
تبخر السيولة
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20 بالمئة تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى 10،3 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Ena
مفاوضات مع النقابات
لم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29 بالمئة عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Brinon
في عين العاصفة
أما في إيطاليا، وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو/أيار. وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76 بالمئة في شهر مارس/آذار. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55 بالمئة. ترجمة سلمى حامد