احتجاجات على انسحاب تركيا من معاهدة حماية المرأة من العنف
٢٠ مارس ٢٠٢١
تظاهر الآلاف في تركيا لمطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعودة عن قراره الانسحاب من اتفاق إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة وخرج معارضون أتراك بانتقادات للسلطات، بينما أعربت ألمانيا عن رفضها للخطوة التركية.
إعلان
هتف آلاف النساء والرجال الذين تجمعوا في منطقة كاديكوي في إسطنبول بشعارات من بينها "الغِ قرارك، طبّق الاتفاق!"، وذلك بعد ساعات على إعلان أردوغان سحب بلاده من اتفاق اسطنبول، أول معاهدة دولية وضعت معايير ملزمة قانونا في حوالى ثلاثين بلدا لمنع العنف القائم على أساس الجنس.
وحمل المتظاهرون صور نساء قُتلنَ ولافتات كُتب عليها "النساء سيربحنَ هذه الحرب". وقالت بانو إحدى المتظاهرات، لوكالة فرانس برس "سئمتُ من هذه الدولة الأبوية. سئمتُ من الشعور بانعدام الأمان. كفى!". ونُظّمت أيضاً تجمّعات أقلّ حشداً، في أنقرة وإزمير (غرب)، بحسب ما أفادت وسائل إعلام.
وبهذا الإجراء، يرضخ أردوغان لضغوط مجموعات إسلامية محافظة تدعو منذ أشهر إلى التخلي عن هذا الاتفاق الذي أضر برأيهم، بالقيم العائلية "التقليدية" من خلال دفاع الاتفاق عن المساواة بين الجنسين و"دعم" مجتمع المثليين من خلال دعوته إلى عدم التمييز على أساس التوجه الجنسي.
وقالت امرأة عرّفت نفسها باسم ميرفينور، في فيديو عبر مواقع التواصل: "الانسحاب من المعاهدة يعني تعريض حياة النساء للخطر في مواجهة قتل النساء بسبب جنسهن والعنف الأسري". وأضافت: "هذا (الانسحاب من المعاهدة) يعني أن نقول إننا لا نعبأ بقتل النساء".
وقال محام من بين المتظاهرين، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، إن المعاهدة سمحت لمعظم النساء في تركيا بالفرار من العنف عبر المحاكم من خلال تغيير هويتهن، والانتقال إلى مسكن جديد آمن أو اشتراط وضع سوار إلكتروني أمني للتعقب حول كاحل الرجال الذين يمثلون لهن تهديدا، وهو ما قد يصبح غير ممكن مع إلغاء العمل بالاتفاق.
عينٌ على أوروبا - عنف منزلي ضد نساء بأوروبا "جائحة موازية" لوباء كورونا
26:05
انتقادات كبيرة
وأثار القرار الذي تم اتخاذه رغم تزايد جرائم قتل النساء منذ عقد في تركيا، غضب المنظمات المعنية بحقوق المرأة وانتقادات من جانب الاتحاد الأوروبي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن انسحاب تركيا من اتفاق إسطنبول، الموقعة في عام 2011 والتي تهدف لحماية المرأة من العنف الأسري، يبعث بإشارة خاطئة لأوروبا وللمرأة التركية. وأضافت المتحدثة "لا يمكن للتقاليد الثقافية ولا الدينية ولا غيرها من الأعراف أن تكون عذرا لتجاهل العنف ضد المرأة".
ومن جانبها، قالت وزارة الشؤون الخارجيةالفرنسية اليوم السبت إنها تأسف بشدة لقرار تركيا الانسحاب المعاهدة مشيرة إلى أن الإجراء تراجع جديد فيما يخص احترام حقوق الإنسان. وذكرت الوزارة الفرنسية في بيان أن "القرار سيؤثر في الأساس على المرأة التركية التي تعبر فرنسا عن كامل تضامنها معها".
وقال مجلس أوروبا إن انسحاب تركيا من اتفاق اسطنبول "نبأ مدمر" و"يهدد حماية المرأة" في هذا البلد. ومجلس أوروبا هو منظمة أوروبية أنقرة عضو فيها وبرعايتها وقعت الحكومة التركية هذه المعاهدة عام 2011.
وكتب مقرر البرلمان الأوروبي حول تركيا ناتشو سانشيز أمور في تغريدة "هذا هو الوجه الحقيقي للحكومة التركية الحالية: ازدراء تام لدولة القانون وتراجع تام لحقوق الإنسان".
وأدان معارضو الرئيس التركي بشدة الانسحاب من المعاهدة السبت. وقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أحد أبرز خصوم أردوغان، إن "الإعلان عن الانسحاب من اتفاق اسطنبول فيما نبلّغ كل يوم باعتداء جديد يرتكب ضد نساء، أمر مرير". وأضاف أنه "ازدراء بالنضال الذي تخوضه النساء منذ سنوات".
وكتبت غوغشي غوغشان نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري المكلفة شؤون حقوق الإنسان، في تغريدة على تويتر أن التخلي عن هذا الاتفاق يعني "السماح بقتل النساء". وأضافت "رغما عنكم وعن شرّكم، سنبقى على قيد الحياة ونعيد إحياء الاتفاق".
وأعربت منظمة "كاديم" النسوية المحافظة المقربة من السلطة وإحدى بنات أردوغان هي عضو فيها، عن استيائها، مشيرة إلى أن اتفاق إسطنبول "كان يلعب دوراً مهماً في مكافحة العنف".
دفاع حكومي
وفي مواجهة هذا الكم الهائل من الانتقادات، حاولت الحكومة طمأنة الرأي العام. فقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن "مؤسساتنا وقوات حفظ النظام ستواصل مكافحة العنف المنزلي والعنف ضد النساء".
من جهتها، قالت وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية زهراء زمرد سلجوق إن الدستور التركي والقوانين المحلية "تضمن حقوق المرأة"، وفق ما نقلت عنها وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وما زال العنف المنزلي وجرائم قتل النساء مشكلة خطيرة في تركيا. وارتفع عدد الجرائم ضد النساء منذ عقد، وفقا لمجموعة "وي ويل ستوب فيميسايد" الحقوقية، التي أحصت مقتل 300 امرأة عام 2020 على أيدي شركائهن أو شركائهن السابقين، و77 امرأة منذ مطلع العام.
إ.ع/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
يا إنسان: أين هي حقوقك!
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو "الهدف المشترك المنشود من جميع الشعوب والأمم"، وتمت الموافقة عليه في 10 من ديسمبر 1948. وقد صادقت عليه كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
صورة من: Imago/M. Westermann
اعتمدت الأمم المتحدة نظاما أساسيا مكونا من 30 بندا تريد من خلاله دعم "التقدم الاجتماعي وضمان ظروف حياة أفضل". والناس أحرار ومتساوون في الكرامة والحقوق.
صورة من: Imago/M. Westermann
حظر التمييز ـ البند 2
جميع الحقوق والحريات تسري على الجميع، على مستوى العالم ـ بغض النظر عن العرق ولون البشرة والجنس واللغة والدين والميول السياسي والأصل الوطني أو الاجتماعي والثروة والمولد. (الصورة بنيويورك، 16 فبراير 2016)
صورة من: Getty Images/AFP/J. Samad
الحق في الحياة والحرية
كل شخص له الحق في الحياة والحرية والأمن (3). لا يحق احتجاز أحد في عبودية أو ملكية جسدية (4). لا يحق إخضاع أحد للتعذيب أو معاملة قاسية غير إنسانية أو مهينة أو للعقوبة (5). (الصورة توثق للتعذيب في مصر 25 مايو 2016)
صورة من: NDR
المساواة أمام القانون
كل إنسان له الحق في محاكمة عادلة وحماية القانون (6،8،10،12). وهو بريء مادام لم تُثبت إدانته. (11) جميع الناس سواسية أمام القانون. ولا يحق سجن أحد بعشوائية واحتجازه أو طرده خارج البلاد. (الصورة أنقرة: اعتقال متظاهرين أكراد)
صورة من: Getty Images
ليس هناك إنسان غير شرعي
لكل إنسان الحق في التنقل بحرية داخل دولة واختيار مكان إقامته. لكل شخص الحق في مغادرة بلد (13). لكل إنسان الحق في طلب اللجوء في بلدان أخرى هربا من الاضطهاد (14). لكل إنسان الحق في التوفر على جنسية. (الصورة: معسكر اللاجئين إيدوميني باليونان)
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Ghirda
الحماية من الزواج الإجباري
النساء والرجال في سن الزواج يتمتعون في فترة زواجهم وبعدها بنفس الحقوق. الزواج "لا يمكن عقده إلا بتوافق حر وكامل للزوجين". العائلة لها الحق في الحماية من جانب المجتمع والدولة. (الصورة: لاهور باكستان، رجل يعرض صورة زوجته التي راحت ضحية جريمة شرف).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K.M. Chaudary
الحق في الملكية
لكل شخص الحق في الملكية منفردا او في مجموعة. لا يحق تجريد أي شخص بصفة عشوائية من ملكيته. الصورة: داكوتا الشمالية، الولايات المتحدة الأمريكية. سكان أصليون يتظاهرون ضد مشروع مد أنبوب نفط في محمية ستاندينغ روك)
صورة من: Reuters/S. Keith
الحق في حرية الرأي
لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين(18). لكل شخص حرية التفكير والتعبير (19). جميع البشر لهم الحق في التجمع السلمي. (الصورة: إسطنبول، تركيا، احتجاج ضد إغلاق صحيفة Özgür Gündem)
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
الحق في تقرير المصير
لكل شخص الحق في المساهمة في بلورة الشؤون العامة لبلاده بصفة مباشرة أو من خلال ممثلين منتخبين. هناك "حق في الأمن الاجتماعي" وأحقية في حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية تُعتبر ضرورية لكرامته. (الصورة: طفل في حي عشوائي في لواندا، 12 سبتمبر 2016)
صورة من: DW/N. Sul d'Angola
الحق في العمل
كل إنسان له الحق في العمل. كل إنسان له الحق في الحصول على أجر متساو مقابل نفس العمل. الشخص الذي يعمل له الحق في أجر عادل ومرض، وله الحق في الانضمام إلى نقابة. ولكل إنسان الحق في وقت فراغ. (الصورة: عاطلون عن العمل في مكتب العمل بمدينة غيلزنكيرشن، ألمانيا، 5 يناير 2016).
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
حياة كريمة
كل إنسان له الحق في مستوى عيش يضمن له ولعائلته الصحة والرفاهية بما في ذلك التغذية واللباس والسكن والتطبيب والخدمات الاجتماعية الضرورية. الأمهات والأطفال لهم أحقية خاصة في العناية والدعم. (الصورة: نساء وأطفال ينتظرون الحصول على ماء، إثيوبيا، 26 يناير 2016).
صورة من: Reuters/T. Negeri
الحق في التعليم
كل إنسان له الحق في التعليم. التعليم الأساسي إجباري للجميع وبدون رسوم. التعليم يجب أن ينبني على الانفتاح الكامل للشخصية البشرية وعلى احترام حقوق الإنسان. (الصورة: مدرسة مؤقتة في مخيم اللاجئين العشوائي بكاليه الفرنسية قبل إخلاءه، 13 أكتوبر 2016).
صورة من: DW/D. Pundy
الحقوق في الفنون والعلوم
كل إنسان له الحق في مشاركة المجموعة البشرية في الحياة الثقافية والتمتع بالفنون والمشاركة في التقدم العلمي. وكل إنسان يملك الحماية القانونية للملكية الفكرية في إنجازات العلوم والأدب أو الفنون. والانتشار الرقمي لكثير من الإنجازات يبقى اليوم محل جدل كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
حقوق غير قابلة للتجزئة
كل إنسان له الحق في نظام اجتماعي ودولي تتحقق فيه جميع الحقوق والحريات (28). لكل إنسان واجبات تجاه المجموعة. ولا يحق لأي دولة أو مجموعة أو شخص أن يستمد من ذلك حق تقييد حقوق الإنسان العامة (30). (الصورة: دمار الحرب، حلب، سوريا، 23 نوفمبر 2016). الكاتب: جيبسن هيله/م.ا.م