حصل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي على ميدالية من مؤسسة "فريدريش أوغست فون هايك"، في مدينة هامبورغ الألمانية، السبت (22 يونيو/ حزيران 2024).

وتجدر الإشارة إلى أن مايلي الذي يصف نفسه بأنه "رأسمالي لاسلطوي"، كان ظهر في حملته الانتخابية لرئاسة الأرجنتين وهو يحمل منشارا كهربائيا يصدر صوتا عاليا، ووصف أعضاء البرلمان الذين لا يروقون له بأنهم "جرذان" وهاجم "الطبقة (السياسية)" التي تشكلت في الفترة الأخيرة في بلاده.

وحصل ميلي على الجائزة من المؤسسة التي تحمل اسم رائد الليبرالية الجديدة النمساوي، فيما تظاهر المئات من المحتجين خارج الموقع ضد دعوته.

وحضر حوالي 200 من أنصاره المراسم، من بينهم بياتريكس فون شتورش، النائبة البرلمانية عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.

مناصر للمدرسة النمساوية في الاقتصاد!

وهتف المحتجون مرارا بشعار ميلي، "ليبرتاد"، أي (الحرية) بالإسبانية. ويوصف ميلي بأنه رأسمالي فوضوي بسبب وجهات نظره المتطرفة بشأن تقليص الإنفاق الحكومي. ووصف في خطابه لدى تسلم الجائزة تطوره الثقافي باعتباره مناصرا للمدرسة النمساوية في الاقتصاد، التي يعد هايك ولودفيغ فون ميزيس من أبرز خبرائها. ونسب ميلي صعوده إلى قوة اعتقاده باعتباره السياسي الأرجنتيني الوحيد الذي يمثل الأفكار الاقتصادية الليبرالية، وأنه يهدف إلى مواجهة القضايا العالقة في البلاد مثل التضخم الشديد وانخفاض الإنتاجية الصناعية وتضخم الجهاز الحكومي.

وتهدف أجندة ميلي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الليبرالية إلى معالجة مشكلات تعاني منها الأرجنتين منذ فترة طويلة، مثل الفساد والاقتصاد الذي تهيمن عليه الدولة وارتفاع الديون وعدم استقرار العملة.

وتعاني الأرجنتين، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، من الركود حاليا، وتواجه تحديات تشمل جهاز الدولة المتضخم، وانخفاض الإنتاجية الصناعية، واقتصاد ظل كبير يقوض عائدات الضرائب.

وساهمت تدابير تقشفية أصدرها ميلي الذي تولى الرئاسة في كانون الأول/ ديسمبر في إبطاء وتيرة التضخّم لكنّها ألحقت ضررا كبيرا بالأنشطة الاقتصادية وزادت الفقر والبطالة.

ويهدف ميلي إلى اتخاذ إجراءات تقشفية جذرية لتنشيط البلاد. وفي إشارة إيجابية، شهد شهر أيار/مايو أول انخفاض في معدلات التضخم السنوية منذ منتصف العام الماضي.

إثارة للجدل في زيارته لإسبانيا

وقوبل الرئيس الأرجنتيني الشعبوي بجفاء من قبل مسؤولين خلال زيارته لإسبانيا، وسط حرب كلامية مريرة مع الحكومة اليسارية في مدريد. ووجّه خافيير ميلي الجمعة أثناء زيارة لمدريد انتقادات جديدة لرئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز، وذلك خلال حفل لمعهد لليمين المتطرف لتسليمه جائزة تكريمية.
 وكانت زيارة سابقة أجراها ميلي للعاصمة الإسبانية الشهر الماضي قد أثارت خلافا دبلوماسيا دفع مدريد إلى سحب سفيرها لدى الأرجنتين بعدما وصف ميلي زوجة سانشيز بأنها "فاسدة".
وهذا الأسبوع حضّت مدريد الرئيس الأرجنتيني على "إبداء احترام على الدوام لمؤسسات هذا البلد وللشعب الإسباني".
 وتوجّه ميلي إلى مدريد لتسلّم جائزة معهد خوان دي ماريانا السنوية لمكافأته على "دفاعه النموذجي عن أفكار الحرية". والتقى ميلي أيضا إيزابيل دياز أيوسو الرئيسة اليمينية المتطرفة لمنطقة مدريد التي قلّدته ميدالية تكريمية.

نموذجان مختلفان تماما - شولتس يلتقي ميلي

ومن المقرر أن يجتمع المستشار الألماني أولاف شولتس غدا الأحد مع ميلي في برلين. مع ذلك، فإن الجمهور لن يتابع الكثير من هذه الزيارة إذ تم إلغاء استقبال ميلي باستعراض حرس الشرف العسكري، كما تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك في اللحظة الأخيرة. وفي المقابل، تم الإبقاء فقط على جلسة تصوير قصيرة في بداية المحادثة التي من المقرر أن تستمر لمدة ساعة واحدة فقط - بناء على طلب ميلي، وفقا لما ذكره الجانب الألماني.

وبلقاء شولتس مع ميلي، سيجتمع نموذجان مختلفان تماما من السياسيين حيث سيلتقي البراغماتي الهادئ مع غريب الأطوار الصاخب. ومن المرجح أن تدور المحادثات في دار المستشارية بشكل رئيسي حول القضايا الاقتصادية. يذكر أن الأرجنتين تمتلك العديد من المواد الخام مثل الليثيوم الذي تحتاجه ألمانيا بشدة. 

ص.ش/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)