اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم الأربعاء (3 أكتوبر 2012 ) أن سياسة العقوبات التي ينهجها الاتحاد الأوروبي ضد إيران تأتي بمفعولها، وقال "العقوبات ضد إيران تأتي بمفعول. ومفعول العقوبات يثبت أنه من الصحيح مواصلة العمل من أجل حل سياسي ودبلوماسي للنزاع حول برنامج إيران النووي". وقال فيسترفيله في ميونيخ "سنضغط خلال شهر أكتوبر لتشديد العقوبات إذا لم يحصل تقدم جوهري في المفاوضات".

وعرضت حكومة طهران بصفة مفاجئة على الدول الغربية حلا وسطا يتمثل في أن تخفض إيران تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة مقابل أن تحصل على المعدات لذلك من الخارج، كما أشار إلى ذلك أمس الثلاثاء الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

واندلعت صدامات بين محتجين ورجال الشرطة في وسط طهران اليوم الاربعاء في اول مؤشر على الاضطرابات الشعبية على خلفية ازمة العملة الايرانية التي تسجل انخفاضا تاريخيا خسرت فيه أكثر من نصف قيمتها منذ الاسبوع الماضي.

واقتحم مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب حي الفردوسي الذي تنتشر فيه محلات الصرافة، واعتقلوا عددا من الصرافين غير القانونيين وأمروا بإغلاق مكاتب الصرافة المرخصة وغيرها من المتاجر. وشوهد رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي والملابس المدنية وهم يقومون باعتقال العديدين.

وارتفعت أعمدة الدخان من موقعين في المنطقة. وبدا ان الدخان يتصاعد من حاويتي قمامة كانت إحداهما بجانب السفارة البريطانية التي أخليت العام الماضي بعد ان اقتحمها متظاهرون مؤيدون للحكومة. وبحسب شهود عيان فقد ألقى بعض المحتجين الحجارة على رجال وسيارات الشرطة ثم فروا من المكان.

واندلع احتجاج في البازار الكبير التاريخي في طهران والذي يضم عددا من المتاجر المهمة للمدينة، إلا أن الشرطة سارعت إلى إخماده. وصرح الكولونيل خليل هلالي القائد في قوات الأمن لوكالة مهر الإخبارية أن الشرطة "ستتحرك" ضد التجار الذين أغلقوا محلاتهم بسبب "تعكيرهم" الأجواء.

ونقلت وكالة فارس عن الجنرال اسماعيل احمدي مقدم، قائد الشرطة الوطنية قوله إن وحدة خاصة مؤلفة من قادة الشرطة ومسؤولين اقتصاديين من الحكومة قد تشكلت "لمواجهة من يشيعون الاضطراب في سوق العملة". وأضاف أن "تقييم البنك المركزي يفيد بان الناس يحتفظون بكمية كبيرة من العملة والذهب في منازلهم ما ينعكس سلبا على الاقتصاد".

ويبدو أن حملة القمع هي محاولة من السلطات لوقف الانهيارالكبير لقيمة الريال الايراني هذا الأسبوع. وقد قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء ان العقوبات الغربية هي المسؤولة عن تدهور العملة. الا ان منافسيه قالوا ان سوء ادارته للاقتصاد هي السبب الرئيس في ذلك.

م. أ. م./ م.س ( أ ف ب، د ب أ)