1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاجات في لبنان: "الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي"

١٥ أبريل ٢٠١١

تشهد بيروت في 17 نيسان/أبريل مظاهرة تدعو إلى إصلاح النظام السياسي للبلاد المطبق منذ الاستقلال في أربعينيات القرن الماضي. ويعد هذا الاحتجاج محطة تالية في سلسلة من النشاطات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الثورات العربية.

مظاهرات ضد الطائفية في بيروت خلال شهر مارس/ آذار 2011 (صورة من الأرشيف)صورة من: DW

يعيش حسين مرعي منذ بداية شهر آذار/مارس الماضي في خيمة نصبها مع أصدقائه على رصيف شارع رئيسي مقابل وزارة الداخلية في بيروت. فوق طاولة بلاستيكية بيضاء وُضعت زجاجات مياه وعلبة مسحوق القهوة وبسكويت. على جدار الخيمة كتبت شعارات تحتج على الفقر والفساد وتنادي بإسقاط النظام الطائفي. "نحن جزء من الشعب اللبناني الذي يحس نفسه مخنوقا من الطائفية"، يقول حسين مرعي. خَبر هذا الشاب الذي يبلغ الخامسة والعشرين من عمره النظام الطائفي بعد انتهائه من دراسة الغرافيك ديزاين ومحاولته إيجاد مكان مناسب للعمل، وفشله في ذلك بسبب عدم امتلاكه "للواسطة"، كما يقول: "قدمت عدة مرات على طلب للتوظف ثم وصلت إلى النتيجة بأن كل هذا لا يجدي نفعا، فتوقفت".

لافتات ضد الطائفية وضعت على خيمة نصبها المحتجون على الطائفية في إحدى شوارع بيروت الرئيسيةصورة من: DW

لا ينتمي حسين وأصدقاؤه إلى أي منظمة أو حزب سياسي. الحركات الاحتجاجية في دول عربية أخرى دفعتهم إلى أخذ زمام المبادرة: "لا يوجد نظام يسقط إلا من ضغط الشارع، لذلك يجب أن ننزل نحن أيضا " ويشير حسين مرعي إلى أن الكثير من اللبنانيين يخافون من كلمة "لا طائفي" ويظنون بأنها معادية للأديان، لذلك فهو يسعى دوما للتحدث مع المارة والتوضيح بأنه يريد أن يعيش في كنف دولة تعامل أفراد شعبها كمواطنين وليس كمنتمين إلى دين معين.

الشعب يريد ...

الثورتان المصرية والتونسية بعثتا الأمل لدى اللبنانيين في إمكان إحداث تغييرات جذرية في بلادهم أيضا. "الشعب يريد إسقاط النظام" – هذا الشعار الشهير الذي انطلق من ساحة التحرير في القاهرة أصبح يُستعمل في لبنان أيضا ولكن بعد إدخال تغيير طفيف. "النظام" استبدل "بالنظام الطائفي". وتشكلت أولى المجموعات التي اتخذت من الشعار اسما لها على الفيسبوك، وهي تضم الآن أكثر من عشرين ألف عضو. تبعتها مجموعات أخرى مثل "نطالب بتغيير الدستور" أو "خيمة إسقاط النظام الطائفي في صيدا" وبدأ حسين مرعي نشاطه في إحدى هذه المجموعات.

إلا أن الحركة الاحتجاجية سرعان ما خرجت من العالم الافتراضي وأصبحت تضم منظمات من المجتمع المدني أيضا، بدأت بالاشتراك في الدعوة إلى مظاهرات أيام الآحاد في بيروت ومدن لبنانية أخرى. مايا جزين تعمل في منظمة نسائية غير حكومية، اشتركت في الدعوة إلى الخروج في مظاهرة يوم أحد خلال شهر آذار/مارس الماضي. وبدأت جزين مشوارها مع نساء ورجال من أعمار مختلفة من ساحة في شرقي بيروت إلى وزارة الداخلية غربي المدنية.

اللبنانيون ضاقوا ذرعا بالنظام الطائفي الذي يحرم الكثيرين من حقوقهم الأساسية في العمل وترقي السلم الوظيفي، ومن المشاركة في الحياة السياسيةصورة من: DW

الناشطة مقتنعة بأن النظام الطائفي يقف عائقا في طريق سن قانون مدني للأحوال الشخصية، بالإضافة إلى قانون لمكافحة العنف الأسري، وحق المرأة في إعطاء جنسيتها إلى زوجها وأولادها: "لن نأخذ حقوقنا إلا إذا سقط النظام الطائفي." وتنتقد الشابة اللبنانية أيضا المحسوبيات المنتشرة في الحياة العملية: "أنا أريد أن يتم توظيفي حسب كفاءتي لا أن أضطر إلى الذهاب إلى زعيم طائفتي لكي أحصل على عمل." ومن الملاحظ اشتراك العديد من العائلات في المظاهرة. باولا مثلا التي حضرت مع زوجها وأولادها: "أنا مسيحية وزوجي مسلم ولا أريد أن يُحسب أطفالي على طائفة معينة. أنا خرجت اليوم من أجل الجيل القادم. يجب أن نُعامل كلنا كلبنانيين فقط."

مطالب ضبابية

يشهد الرأي العام اللبناني مناقشات حامية حول فرص نجاح إسقاط النظام الطائفي وما إذا كان إسقاطه سيهدد وجود نموذج الدولة اللبنانية. فالبعض يقول بأن توزيع الحصص السياسية على الطوائف في لبنان يضمن التعددية الدينية وتمثيلها السياسي. وينتقد آخرون الشعارات الضبابية للناشطين الشباب التي يرونها مزيجا من شعارات سياسية واقتصادية واجتماعية تفتقر إلى رؤية واضحة وخطة عملية.

ربما يساهم اشتراك ناشطين قدامى انخرطوا في نضالات سابقة في تفعيل التحركات الشبابية. أوغاريت يونان مثال على ذلك. وتعود تجربة يونان إلى أيام الحرب الأهلية اللبنانية، فمنذ ذلك الوقت كرست حياتها من أجل طرح بدائل تنهي الطائفية، التي لم تؤد حسب اعتقادها إلا إلى الحرب والتهجير. وتقترح الناشطة تضافر الجهود بين كافة الشرائح العمرية، وترى أن الوقت قد حان للعمل على تنقية الدستور اللبناني من سلطة الطوائف، واعتماد قانون مدني للأحوال الشخصية. وقد قامت منظمة شبابية أخيرا بتبني مشروع قانون الأحوال الشخصية وستسعى من أجل تقديمه إلى مجلس النواب.

يوم الأحد المقبل ستشهد شوارع بيروت من جديد نزول هؤلاء الشباب وقدامى المناضلين، وسنسمع هتافات تذكر بالتحركات في مدن عربية أخرى، ولكن بإضافة كلمة "طائفي".

منى النجار/ بيروت

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW