تتوالى ردود الأفعال الدولية والمحلية الغاضبة بسبب قرار محكمة جنائية تركية توقيف صحفيين متهمان بـ"التجسس" و"تسريب أسرار الدولة" في تركيا، فيما خرجت مظاهرات كبيرة في اسطنبول تطالب بإطلاق صراحهما على الفور وتندد بأردوغان.
إعلان
تتوالى ردود الأفعال الدولية والمحلية الغاضبة غداة القرار الصادر عن محكمة جنائية تركية بتوقيف صحفيين وجهت إليهما تهمتي "التجسس" و"تسريب أسرار الدولة" لنشرهما مقالة في أيار/مايو الماضي حول شحنات أسلحة أرسلتها المخابرات التركية إلى مجموعات إسلامية في سوريا.
ووصفت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي مايا كوسيانجيتش اليوم الجمعة (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، هذا التطور بأنه "وضع مقلق" وقالت إن الاتحاد الأوروبي يتابع القضية "عن كثب".
بدورها، نددت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها في فيينا بالملاحقات "المرفوضة" بحق الصحافيين التركيين. وقالت دونيا مياتوفيتش ممثلة المنظمة لحرية الصحافة في بيان إن "إمكان (فرض) عقوبة قضائية قاسية ينطوي على رسالة مقلقة للمجتمع مفادها أن أي خلاف مع النظام سيعاقب عليه بشدة". وطالبت المنظمة السلطات التركية بـ"إسقاط التهم والإفراج عن الصحافيين".
وتجمع أكثر من ألف شخص أمام مكاتب صحيفة جمهورييت اليوم الجمعة في اسطنبول وأنقرة بينهم صحافيون ونواب معارضون احتجاجا على اعتقال جان دوندار رئيس التحرير واردم غول مدير مكتب الصحيفة في أنقرة. وهتف المحتجون "كتفا إلى كتف ضد الفاشية" و"طيب لص، طيب كاذب، طيب قاتل" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونفى الرئيس التركي بشكل قاطع تقديم الدعم العسكري للحركات الجهادية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، ورفع بنفسه دعوى قضائية ضد دوندار (54 عاما) وتوعد علنا في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية أنه "لن يخرج هكذا بسهولة".
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد أن "تركيا بوصفها بلدا مرشحا عليها أن تضمن مواءمة تشريعاتها الحالية مع المعايير الأوروبية". ويجتمع القادة الأوروبيون والأتراك في قمة الأحد في بروكسل لبحث أزمة الهجرة.
بدوره تقدم اتحاد الصحفيين الألمان بعريضة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير لمطالبة برلين الضغط على تركيا خلال اجتماع الأحد للإفراج الفوري عن الصحفيين. وشدد فرانك أوبرآل رئيس اتحاد الصحفيين الألمان في كلمته أنه "لا يتوجب على ممثلي الديمقراطية الأوروبية غض الطرف، حيث يتم ملاحقة واعتقال الصحفيين".
و.ب/ح.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .