اندلع خلاف دبلوماسي بين ألمانيا وإيطاليا بعد أن احتجزت الأخيرة سفينة إنقاذ ألمانية ووضعت قائدتها قيد الإقامة الجبرية. وزير الخارجية الألماني هايكو ماس انتقد تصرف السلطات الإيطالية، وحث القضاء على توضيح الاتهامات بسرعة.
إعلان
انتقد وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس احتجاز السلطات الإيطالية لقائدة سفينة الإنقاذ "سي ووتش 3"، ووضعها قيد الإقامة الجبرية. وقال ماس في تغريدة على موقع توتير "لا يمكن السماح بتجريم إنقاذ المهاجرين من البحر. الأمر متروك للمحاكم الإيطالية كي توضح الاتهامات بسرعة".
كما دعا وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إيطاليا إلى إطلاق سراح قائدة سفينة. وكتب أسيلبورن خطابا مفتوحا إلى نظيره الإيطالي إنزو مافيرو ميلانيسي عبر موقع فيسبوك قال فيه إن قائدة السفينة كارولا راكيته كانت تحاول إنقاذ الأرواح فحسب عندما لم تمتثل للسلطات الإيطالية وأرست السفينة التي يستقلها 40 مهاجراً في لامبيدوزا.
وأضاف أسيلبورن "إن إنقاذ الأرواح البشرية واجب ولا ينبغي أبداً أن يصنف باعتباره جريمة، إن عدم إدراك هذا الواجب، من ناحية أخرى، قد يمثل جريمة". وتابع إن لوكسمبورج ستستمر في إظهار قدر من التعاون مع إيطاليا باستقبال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى شواطئها عن طريق السفن التي تديرها المنظمات غير الحكومية.
وتم احتجاز سفينة إنقاذ ألمانية خيرية ووضع قائدتها قيد الإقامة الجبرية اليوم السبت (29 يونيو/حزيران 2019)، بعدما لم تمتثل للسلطات الإيطالية وأرست السفينة التي على متنها 40 مهاجراً في لامبيدوسا، مما تسبب في خلاف دبلوماسي متزايد بين إيطاليا وألمانيا.
وقال وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سالفيني، وهو يميني متطرف منتقد لعمليات إنقاذ المهاجرين، إن التكتيكات العدوانية لقائدة "سي واتش 3" كارولا راكيته أوضحت أن إيطاليا تتعامل مع "مجرمين". وتواجه ربانة السفينة عقوبة تصل إلى 10 سنوات سجن بسبب أفعالها. فقد تم اتهامها بعدم الامثثال للسلطات الإيطالية عندما قامت بالرسو بالسفينة والتي كان على متنها 40 مهاجراً في لامبيدوزا.
وذكرت وكالة أنباء آنسا الإيطالية أن قاربا تابعا لشرطة الجمارك الإيطالية حاول منع السفينة من الرسو في عدة مناسبات، لكنه اضطر لإفساح الطريق في النهاية حتى لا يصطدم برصيف الميناء. وتم السماح للمهاجرين بالخروج من السفينة، بعد أكثر من أسبوعين من إنقاذهم في البحر في عرض البحر الأبيض المتوسط، لكن وجهتهم ما زالت غير واضحة.
وعرض عدد من دول الاتحاد الأوروبي استقبالهم، لكن ما زال الاتفاق في طور التفاوض. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "ايه دي إن كرونوس" أن راكيته البالغة من العمر 31 عامًا اعتذرت لشرطة الجمارك عن الحادث قائلة: "كانت نيتي هي أن أقوم بمهمتي وليس، بالطبع، أن أصطدم بكم".
وتواجه جمعية "سي ووتش" الخيرية غرامة بقيمة 20 ألف يورو (20 ألف و800 دولار) بموجب قانون إيطالي جديد للسفن التي تقل مهاجرين وتنتهك أوامر عدم دخول المياه الإقليمية الإيطالية، وفقًا لمصادر في وزارة الداخلية.
م.م/ ه.د (د ب أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو