"احتجاج برلين" صرخة في وجه غلاء الأسعار بإسرائيل
١٣ أكتوبر ٢٠١٤ بدأت مجموعة من الإسرائيليين مؤخراً بتنظيم تحرك على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على غلاء المعيشة داخل إسرائيل، خاصة في ما يتعلق بأسعار المواد الغذائية، وذلك من خلال مقارنتها بالأسعار خارج إسرائيل، لاسيما في الدول الأوروبية كألمانيا.
وبدأت هذه الاحتجاجات بعدما قام أحد الإسرائيليين بنشر صورة فاتورة تظهر أن سعر علبة الحليب بطعم الكاكاو في العاصمة الألمانية برلين يبلغ 19 سنت، بينما يصل سعر نفس المنتج ثلاثة أضعاف ذلك داخل محل تجاري بتل أبيب. لذلك، أطلق على هذا الاحتجاج اسم "احتجاج برلين" أو "احتجاج الشوكو". لم يأت اختيار برلين صدفة، إذ بدأ بعض الإسرائيليين الانتقال للعيش فيها. فالحياة في العاصمة الألمانية تقدم الكثير من المغريات، رغم ما ارتباط ماضيها بالنازية، التي عانها بسببها اليهود.
ويقول مطلق الحملة، الذي قام بنشر صورة الفاتورة، وبحسب موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي: "نحن لا نريد أن ندفع الإسرائيليين إلى مغادرة إسرائيل، وإنما نريد أن نثير موجة احتجاجية كي تقوم حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو بالتفاوض معنا على مطالبنا الاقتصادية، ومن أجل خلق وعي تجاه هذه القضية داخل المجتمع الإسرائيلي، فالإسرائيليون لا يتركون بلادهم بسبب حروب أو تجنيد إلزامي، بل بسبب (غلاء) الأسعار".
من جانبه، صرح وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، بأن "المحتجين محقون بمطالبهم وأن الأسعار مرتفعة داخل إسرائيل. لكن من غير الممكن تخفيض الأسعار بهذه السرعة وسنعمل على فرض الرقابة عليها". كما ربط لابيد الوضع الاقتصادي الذي تمر به إسرائيل بالحرب التي وقعت مؤخراً ضد قطاع غزة، ودافع عن سياسة حكومته الاقتصادية، خاصة مع قرب إقرار الكنيست (البرلمان) للميزانية السنوية للحكومة.
وفي حديث مع DW عربية، أشار ران ملماد، الباحث الاجتماعي ونائب رئيس جمعية "يديد" للحقوق الاجتماعية، إلى أن "الاحتجاج ما زال ضمن الشبكات الاجتماعية وهو سيكون قوي فعلاً إذا ما قرر الإسرائيليون مقاطعة المنتجات باهظة الثمن. ففي المرة السابقة، كان هناك احتجاج على أسعار جبنة الكوتاج (وهو نوع من الجبن رائج بين الإسرائيليين)، الأمر الذي دفع الكثيرين لمقاطعة هذا المنتج، ما أدى الى تخفيض الشركات المنتجة لأسعاره".
وأضاف ملماد: "هناك طريقتان لحل قضية غلاء المعيشة – إما من خلال قوانين رسمية، وعلى ما يبدو فإن الحكومة تماطل في هذه القضية، أو مقاطعة هذه المنتجات. هذا الاحتجاج يعتبر بسيطاً، فهو ليس احتجاجاً عاماً بل هو صرخة للإسرائيليين من أجل المقاطعة، وبذلك تضطر الشركات إلى تخفيض الأسعار. لا أظن أن ارتفاع الأسعار مرتبط بالحرب الأخيرة، بل باستغلال الشركات المنتجة والتي يجب عليها أن تخفض الأسعار، وهذا مرتبط بقدرة الناس على المقاطعة".
يشار إلى أنه خلال الساعات الأخيرة، قامت بعض الشركات الغذائية الإسرائيلية بتخفيض بعض أسعار المنتجات بشكل مؤقت، وذلك كنوع من الدعم والتشجيع للمستهلكين.