احتدام المواجهات بين إسرائيل وحماس وغوتيريش يدعو لضبط النفس
١٣ نوفمبر ٢٠١٨
استمر التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس وفصائل فلسطينية متشددة أخرى، حيث عثر الليلة الماضية على جثة مواطن إسرائيلي تحت انقاض مبنى دمره صاروخ أطلق من غزة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة طرفي الصراع إلى ضبط النفس.
إعلان
بعد يوم مليء بالأحداث الدموية بين حماس وإسرائيل، حيث أطلق فلسطينيون من غزة وابلا من الصواريخ وقذائف هون على مناطق إسرائيلية وردت الأخيرة بقصف جوي لأحياء في غزة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش طرفي الصراع إلى ضبط النفس.
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش حث كل الأطراف الليلة الماضية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم غوتيريش في بيان "يحث الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. منسق الأمم المتحدة الخاص نيكولاي مالادينوف يعمل عن كثب مع مصر وكل الأطراف المعنية لاستعادة الهدوء".
من جانب آخر، انتشلت فرق الإنقاذ في مدينة عسقلان في جنوب إسرائيل ليل الاثنين-الثلاثاء جثّة رجل من تحت أنقاض مبنى أصيب بصاروخ أطلق من قطاع غزة، بحسب ما اعلنت مصادر طبية. وهو أول قتيل يسقط في إسرائيل من جرّاء الصواريخ التي انهمرت على جنوب الدولة العبرية انطلاقاً من قطاع غزة اعتباراً من ظهر الاثنين وبلغ عددها أكثر من 300 صاروخ، في تصعيد تسبّبت به عملية أمنية نفّذتها مساء الأحد داخل القطاع المحاصر وحدة من القوّات الخاصّة الإسرائيلية.
والقتيل الذي لم يتم التعرّف على هويّته في الحال والذي قالت وسائل إعلام إٍسرائيلية إنّه أربعيني، انتشلت جثّته بعدما كانت فرق الإنقاذ قد انتشلت من تحت ركام نفس المبنى امرأة مصابة بجروح خطرة وحالتها حرجة، بحسب ما أفادت منظمة الإسعاف الإسرائيلية "يونايتد هاتزالا". وفي الأثناء أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات إلى قرب الحدود مع غزة.
وأكّد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكس أنّ الجيش حشد تعزيزات كبيرة ونشر بطاريات صواريخ إضافية، وقال "نحن مستعدّون لزيادة جهودنا ضدّ المنظمات الإرهابية". وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس دبّابات تتحرّك في اتّجاه قطاع غزة، وهو مشهد ليس غريباً في فترات التصعيد المماثلة.
يذكر أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في غارات إسرائيلية استهدفت قطاع غزة الاثنين وأدّت كذلك إلى تدمير مبنى التلفزيون التابع لحركة حماس التي تسيطر على القطاع.
في المقابل، دعت حركة حماس الفلسطينية إلى إجراء تحقيق دولي في "الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية".
وقالت الحركة التي تسيطر على غزة في بيان: "الاحتلال الإسرائيلي يعبر كل الخطوط الحمراء ويتجاوز كل الاتفاقيات الدولية."
وأضافت: "يجب إعلان تحقيق مستقل في الجرائم الإسرائيلية الفظيعة الآن، وحماس مستعدة لتقديم كل دليل على الجرائم الإسرائيلية ضد الانسانية"، داعية الامم المتحدة الى توجيه اتهامات لإسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.
وتزعم حماس أن الطائرات الحربية الإسرائيلية كانت تقصف "الأماكن المدنية فقط" مع تصاعد العنف في المنطقة منذ يوم الأحد. فيما تقول إسرائيل إن حماس تتعمد وضع المدنيين في طريق الأذى لاستخدامهم كدروع بشرية، حسب الرواية الإسرائيلية.
ح.ع.ح/ح.ز(د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.