1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

+++ تغطية مباشرة - سوريا عقب سقوط نظام الأسد+++

٨ ديسمبر ٢٠٢٤

الأمم المتحدة تعبر عن "أمل حذر" بعد سقوط الأسد، والعراق يؤمن حدوده، بينما رئيس المعارضة الإسرائيلية يدعو لـ"تحالف إقليمي" وفق اتفاقيات أبراهام. وقوى المعارضة السورية تعتبر الثامن من ديسمبر / كانون الأول "عيدا وطنيا".

Bürgerkrieg in Syrien
بشار الأسد يفر من البلاد بعد سيطرة المعارضة على دمشق، ودعوة لجعل الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عيدا وطنيا لسوريا. صورة من: Orhan Qereman/REUTERS

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024  عبر حسابها "إدارة العمليات العسكرية" على موقع "تلغرام"، بأن "الطاغية بشار الأسد هرب"، و"نعلن مدينة دمشق حرة". وأضافت أنه و"بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير (...) نعلن اليوم (...) نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا". على ضوء ذلك اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم الأحد 08 / 12 / 2024 من كل عام "عيدا وطنيا لسوريا".

وقال الائتلاف في بيان نشره على موقعه الإلكتروني: "نهنئ الشعب السوري العظيم وجميع أبنائه وبناته بتحرير سوريا من نظام الأسد المجرم، بعد 14 عاما من النضال السلمي والمسلح، من الصيحات والرصاصات، من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة والعيش الآمن والكريم". وأضاف: "نعلن تاريخ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام عيدا وطنيا لسوريا، لأنه يوم انتصار الشهداء والضحايا، يوم انتصار المعتقلين والمهجرين والمظلومين، يوم انتصار الحق والعدالة على الإجرام والظلم".

تركيا تتحدث عن "يوم أمل" وأنباء عن سيطرة المعارضة لمنبج

تزامنت التطورات مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى الدوحة. ومن هناك علّق على يوم سقوط نظام الأسد بأنه "يوم للأمل" وبداية "مرحلة سيشكل فيها الشعب السوري مستقبل بلاده".

وتركيا التي تدعم المعارضة السورية المسلحة ضد بشار الأسد، "تولي أهمية لسلامة الأراضي السورية"، يقول وزير الخارجية التركي، داعيا  "جميع الجهات الفاعلة إلى التصرف بحكمة والتحلي باليقظة"، حتى "لا تستغل" التنظيمات الإرهابية الوضع، مشيرا إلى وجود مشاورات ثنائية بين تركيا وفصائل المعارضة بهذا الشأن. كما وحسب هاكان فيدان "لا يمكن"  لسوريا الجديدة أن تشكل "تهديدا لجيرانها"، أو "امتدادا لميليشيا حزب العمال الكردستاني المحظورة مثيلا شرعيا في سوريا".

في ذات الوقت، أفادت وكالة رويترز، نقلا عن مصدر أمني تركي بأن مقاتلين سوريين مدعومين من أنقرة سيطروا على معظم المناطق المحيطة بمدينة منبج (شمال) من قوات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، والتي تعتبرها أنقرة جماعة "إرهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمسلحي حزب العمال الكردستاني" الذين يقاتلون الدولة التركية منذ أزيد من  أربعين عاما.

وذكر المصدر في وقت لاحق أن مقاتلي المعارضة "دخلوا" المدينة فيما لم  يرد تعليق بعد من المقاتلين الأكراد في المدينة.

"أمل حذر"

وتوالت ردود الأفعالبعد سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق، فقد أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن في بيان "أملا حذرا"، في "لحظة فاصلة" من تاريخ سوريا الحديث و"هي التي تحمّلت ما يقرب من 14 عاما من المعاناة المستمرة والخسارة التي لا توصف". كما أعرب عن "تضامنه مع كل من تحملوا وطأة الموت والدمار والاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تعد ولا تحصى". وأضاف: "لقد ترك هذا الفصل المظلم آثارا عميقة، لكننا نتطلع اليوم بأمل حذر إلى فتح فصل جديد - فصل السلام والمصالحة والكرامة والإدماج لجميع السوريين".

وحض بيدرسن "جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم إلى إعادة بناء مجتمعهم".

 

المعارضة المسلحة تقول إنها حررت جميع المعتقلين داخل أقبية نظام الأسد. صورة من: Kasim Rammah/picture alliance/Anadolu

 

وأوضح أنه من أجل الوصول إلى ذلك يجب "تحقيق الرغبة الواضحة التي عبر عنها ملايين السوريين في وضع ترتيبات انتقالية مستقرة وشاملة، واستمرار المؤسسات السورية في العمل". وقال: "اسمحوا لي أن أردد هذه التصريحات وأوجه نداءً (...) إلى جميع الجهات المسلحة على الأرض للحفاظ على حسن السلوك والقانون والنظام وحماية المدنيين والحفاظ على المؤسسات العامة".

ترامب: "هرب الأسد" بعدما تخلت عنه روسيا

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كان من أول المتفاعلين مع الأحداث، إذ كتب عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال، بأن بشار الأسد "فرّ من بلاده"، وأن "حاميته، روسيا، روسيا، روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن". وعلى منصة إكس كتب أيضا: "رحل الأسد. فرّ من بلاده. لم تعد روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بحمايته بعد الآن". وأضاف: "روسيا وإيران في حالة ضعف الآن، الأولى بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاحها في المعركة".

 

 

أما البيت الأبيض فأصدر بيانا قال فيه إن "الرئيس بايدن وأعضاء فريقه يتابعون عن كثب الأحداث غير العادية في سوريا وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين". كما أعربت الصين  عن أملها "في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن". وأوضح متحدث باسم الخارجية الصينية بأن الحكومة ساعدت بعض مواطني البلاد على مغادرة سوريا، مطالبا السوريين بـ "ضمان أمن الأفراد والمؤسسات الصينية"، خاصة وأن "السفارة الصينية في سوريا مستمرة في العمل" على حدّ قوله.

 

ألمانيا "مرتاحة" لسقوط الأسد 

 ألمانيا، أعربت عن "ارتياحها الكبير" لسقوط حكم الرئيس بشار الأسد، لكنها حذّرت في الوقت عينه من وصول "متشددين" الى السلطة. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان "يجب على البلاد الآن ألا تسقط بين أيدي متشددين آخرين تحت أي شكل كان. لذلك ندعو كل الأطراف الى تحمّل كل مسؤولياتها تجاه جميع السوريين". وأضافت "يشمل ذلك حماية كاملة للأقليات الإتنية والدينية مثل الأكراد والعلويين والمسيحيين، وعملية سياسية شاملة تنشئ توازنا بين المجموعات". ولفتت بيربوك إلى أن "المجتمع الدولي مدعو أيضا إلى ضمان أن تخرج سوريا من دائرة الحرب والعنف". وأكدت أن ألمانيا "كانت تعمل بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة، وكذلك مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وتحالف كواد (يضم بالإضافة إلى ألمانيا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا)، واللاعبين الإقليميين المجاورين لسوريا، مثل تركيا والأردن".
من جهة أخرى، دعت بيربوك إلى "محاسبة الأسد" بعد عمليات "القتل والتعذيب واستخدام غازات سامة ضد شعبه".
 

اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق

إيران -حليفة بشار الأسد الأولى- لم تصدر إلى غاية اللحظة بيانا رسميا حول سقوط الأسد، إلا أن قناة برس تي.في الإيرانية الناطقة بالإنكليزية أفادت بأن مقاتلين من المعارضة السورية اقتحموا السفارة الإيرانية بعد سيطرتهم على دمشق. وهو ما نقلته قناة العربية الإخبارية التي نشرت مقاطع فيديو تظهر أشخاصا يمزقون لافتة كبيرة على جدار السفارة الإيرانية.

ويظهر في اللافتة صورة الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل عام 2020 في العراق في هجوم بطائرة درون أمريكية، وحسن نصر الله زعيم حركة حزب الله، الذي قتل في سبتمبر / أيلول الماضي 2024 في هجوم إسرائيلي بالقرب من بيروت. فيما ذكرت قناة الجزيرة الإخبارية أن طاقم السفارة فرّ، ولم تكن هناك أي مقاومة للمقتحمين.

العراق يخلي سفارته في دمشق ويؤمن حدوده

أما بالنسبة للعراق فقد ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن بغداد أخلت السفارة العراقية في سوريا ونقلت موظفيها إلى لبنان بعد ساعات من إعلان المعارضة السورية المسلحة "تحرير" دمشق. ولم يتم التطرق إلى الأسباب أو التعليق على الأحداث. لكن في خبر لاحق أعلنت وزارة النقل العراقية، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إيقاف الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت مؤقتا، وعزت أسباب القرار إلى "التطورات الأمنية الراهنة في الأجواء السورية التي تعد الممر الجوي الرئيس لهذه الرحلات".


إسقاط تمثال لحافظ الأسد في القامشلي 08.12.2024صورة من: Orhan Qereman/REUTERS

 

وقام العراق أيضا بتأمين حدوده مع سوريا، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن اللواء الركن خير الله عيسى الذي قال بأن "... الوضع على الحدود مع سوريا مؤمن بالكامل ولدينا أربعة  موانع (خنادق، سواتر ترابية، ومانع سلكي قنفذي، جدار كونكريتي بارتفاع 3 أمتار ونصف المتر )". وأضاف أن "القوة الماسكة للمعبر، مكونة من أربعة ألوية وستة أفواج احتياط ضمن هذا القاطع ممتدة على طول الحدود وفوج مشاة آلي احتياط، مع وجود الحشد الشعبي في العمق ولا يمكن خرق الحدود بأي شكل من الأشكال والمنفذ مغلق". وتابع: "نحن بكامل الاستعداد والتأهب لأي احتمالات والحدود جميعها مراقبة بالكاميرات التي وصل عددها الى 105 كاميرات"، مؤكدا أنه "لا نحتاج إلى تعزيز القوات المتواجدة على معبر القائم والأسلحة كافية ولن يكون هناك خرق".

قرقاش: سوريا ليست في مأمن

وحول الحقبة الجديدة، أصدر أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، على هامش منتدى حوار المنامة الأمني في البحرين، تصريحات عبّر فيها عن "قلقه" من الأحداث الجارية في سوريا، معتبرا أن البلاد "ليست في مأمن بعد ولا يزال وجود التشدد والإرهاب مصدرا أساسيا للقلق".

كما أضاف في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، "إنه لا ينبغي السماح للجهات غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي". ودعا السوريين إلى "العمل معا"، لتجنّب حصول "فوضى"، على حدّ قوله.

وعن مصير الأسد وسط إشاعات تفيد بإمكانية هروبه إلى الإمارات، قال قرقاش، بأنه لا يعرف ما إذا كان الأخير في الإمارات أم لا. وتابع بأن الأسد "لم يستغل ما وصفه بشريان حياة قدمته له العديد من الدول العربية من قبل ومن بينها الإمارات".

لابيد يدعو إلى إحياء اتفاقيات أبراهام

من جهته وفي ظل التطورات السورية دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية  يائير لابيد في منشور على منصة "إكس"  إلى ما أسماه تحالف إقليمي جديد، "يجب أن يشمل" المملكة العربية السعودية وكذلك الدول العربية التي وقعت على ما يسمى باتفاقات آبراهام مع إسرائيل.

وأكد  لابيد أن الهدف من ذلك هو " التعامل معا مع حالة عدم الاستقرار الإقليمي". وكتب أن إيران التي توصف بأنها العدو اللدود لإسرائيل جرى إضعافها بدرجة كبيرة "وأنه يتعين على إسرائيل أن تعمل جاهدة على تحقيق نجاح دبلوماسي شامل بما سوف يساعد أيضا في منطقتي غزة ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) ".

يذكر أنه بوساطة الولايات المتحدة أبرمت إسرائيل اتفاقات مع البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2020. كما حدث تقارب مع إسرائيل من جانب المغرب والسودان. وتوقفت محاولات التقارب بين إسرائيل والسعودية، عقب هجوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 على إسرائيل من قبل فصائل فلسطينية مسلحة وعلى رأسها حركة حماس، وما تلا ذلك من هجوم إسرائيلي دمر ما يزيد عن ثلثي قطاع غزة.

و.ب / ع.م (أ ف ب ، د ب أ ، رويترز) 

 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW