احتفالات عيد العمال تتحول إلى مواجهات في إسطنبول وباريس
١ مايو ٢٠١٧
تحولت الاحتفالات بعيد العمال العالمي إلى مواجهات وصدامات بين متظاهرين والشرطة في إسطنبول وباريس. ففي إسطنبول أعلنت السلطات توقيف 200 شخص فيما أسفرت المواجهات في باريس عن إصابة عدد من أفراد الشرطة.
إعلان
تركيا: اعتقال العشرات أثناء احتجاجات في عيد العمال
01:13
استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الاثنين (الأول من أيار/ مايو 2017) لتفريق متظاهرين أرادوا السير إلى ساحة تقسيم بوسط إسطنبول بمناسبة عيد العمال متحدين حظرا رسميا. وأعلنت السلطات توقيف أكثر من 200 شخص لمشاركتهم في تظاهرة وصفتها بالـ "مخالفة للقانون" في المدينة مستغلين احتفالات الأول من أيار/مايو كـ "غطاء".
ونفذت التظاهرات مجموعات يسارية مختلفة، رفعت لافتات تحمل شعارات معادية للحكومة مثل "يحيا الأول من أيار/مايو، لا للديكتاتور!". واحتجت على نتيجة استفتاء 16 نيسان/أبريل الذي عزز صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان. وحظرت السلطات التظاهرة في ساحة تقسيم فيما قطعت الشرطة الطرقات المؤدية إليها بالحواجز.
وأفادت وكالة الأناضول عن نشر أكثر من 30 ألف شرطي في إسطنبول وحدها الاثنين، فيما ناشد مكتب المحافظ المواطنين الامتناع عن تلبية دعوات التظاهر في مناطق لم تنل إذنا رسميا. وفتشت الشرطة المواطنين والسياح العابرين في ساحة تقسيم، فيما قطعت جميع الطرقات المؤدية إليها بحواجز معدنية.
وفي أنقره تظاهر 6000 شخص على الأقل احتفالا بعيد العمال واحتجاجا على نتائج الاستفتاء فحملوا أحرفا كبرى شكلت كلمة "هاير" أو "لا" بالتركية، على ما نقل مصور فرانس برس. كما رفع آخرون لافتات قالت "لا يعني لا".
وتأتي تظاهرات عيد العمال بعد استفتاء 16 نيسان/ أبريل الذي أقر تعديلا دستوريا يعزز صلاحيات الرئيس الذي فاز معسكره "نعم" بـ51,41% من الأصوات، مقابل 48,59% لرافضيه. واحتجت المعارضة على النتيجة منددة خصوصا بقرار المجلس الأعلى للانتخابات يوم الاستحقاق وقبل إغلاق مكاتب الاقتراع، احتساب البطاقات التي لا تحمل ختما رسميا.
صدامات في باريس
وفي باريس اندلعت صدامات بين شبان مقنعين وقوات الأمن، وأسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح، كما ذكرت مديرية الشرطة، على هامش مسيرة بمناسبة عيد العمال العالمي، وقبل ستة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وقالت الشرطة إن "أفرادا ملثمين ومقنعين ألقوا مقذوفات وزجاجات مولوتوف على قوات الأمن" التي ردت "باستخدام قنابل مسيلة للدموع". وأوضحت أن اثنين من عناصر الشرطة قد أصيبا بجروح. وجرت المسيرة بدعوة من أربع نقابات وسارت تحت لافتة كتب عليها "لا للتراجع الاجتماعي الذي يشكل تربة خصبة لليمين المتطرف". وأجبرت على التوقف مرات عدة بسبب قيام متظاهرين كانوا إلى جانب التظاهرة برشق الشرطة بالمقذوفات وزجاجات المولوتوف.
أ.ح/م.س (أ ف ب، رويترز)
عيد العمال - لعنة وبركة الثورة الصناعية
الحركة العمالية بمنظماتها قطعت شوطا لا بأس به في الـ 150 عاما الماضية. وبالطبع تعود جذور هذه الحركة إلى رفض العمال لاستغلالهم من قبل مالكي المصانع خلال الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا في القرن التاسع عشر.
صورة من: Getty Images
لعنة وبركة الثورة الصناعية
مما لا شك فيه أن الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة أحدث تطورا حضاريا هائلا، ولكن في ذات الوقت تسببت في أزمات اجتماعية: العمال، الدعامة الأساسية للإنتاج، حاربوا أساليب أصحاب المصانع الاستغلالية. بداية القلاقل العمالية كانت في إنجلترا حيث حطم عمالٌ الماكينات التي تتسبب دائما في إصابات العمل.
صورة من: imago/Horst Rudel
البيان الشيوعي
أوضاع عمال المصانع كانت مزرية: كان عليهم العمل لساعات طويلة، وكان دخلهم محدودا ولم يكن لديهم أية حقوق. وكانت هذخ الأوضاع سببا في تضامنهم مع بعضهم. كارل ماركس (في الصورة) وفريدريك إنجلز وضعا برنامجا للطبقة العاملة: البيان الشيوعي، ودعوا إلى "حرب الطبقات" بهدف انتصار الطبقة العاملة على البرجوازية.
صورة من: picture-alliance /dpa
الحركة العمالية تأخذ منحى سياسيا
في عام 1864 كانت بداية انضمام منظمات عمالية إلى بعضها البعض على المستوى الدولي. وكانت هذه بداية تكوين النقابات والأحزاب مثل حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي SDAP وكانت هذه بداية تكوّن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني الـ SPD .
صورة من: AdsD der Friedrich-Ebert-Stiftung
الاشتراكيون مقابل الشيوعيين
الديموقراطية الاشتراكية في ألمانيا كانت مثالا يحتذى به في الدول الأوربية الأخرى. وكان هدفها الأساسي الدفاع عن حقوق العمال. وبنهاية الحرب العالمية الأولى انقسمت الحركة العمالية في العديد من الدول الأوربية إلى اشتراكيين وشيوعيين. الشيوعي لينين (في الصورة) أسس الاتحاد السوفيتي الذي صمد لمدة سبعين عاما تقريبا.
صورة من: Getty Images
النازيون يغلقون النقابات
وبالرغم من الانقسام، شهدت النقابات عصرا ذهبيا في العشرينات من القرن الماضي، حيث شهدت إقبالا جماهريا للاشتراك فيها لم يسبق له مثيل. ولكن بتقلد النازيين للسلطة انتهى هذا العصر الذهبي، حيث أغلق النازيون النقابات الحرة. بل ووصل الأمر إلى تعقب القيادات النقابية وإعدامهم. صورة لاحتلال النازيين لإحدى مقرات النقابات.
صورة من: picture-alliance/dpa
حركات عمالية بلا عمال
بعد عام 1945 تلاشت أهمية الحركة العمالية في الدول الديموقراطية وقل اهتمام حتى العمال بالحركة ذاتها. وفي الستينات والسبعينات من القرن الماضي ظهرت حركات جديدة مثل الحركات المعنية بالمرأة أو البيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
من قيادي عمالي إلى رئيس
إحدى أهم وأشهر النقابات العمالية هي نقابة Solidarność البولندية. وتم تأسيسها عام 1980 وفي خلال شهور قليلة أصبحت حركة واسعة الانتشار كان لها دور فعال في التطور السياسي بعد عشر سنوات. أول رئيس لهذه النقابة Lech Wałęsa (في الصورة) اصبح رئيسا لبولندا عام 1990.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحركة العمالية اليوم
وفي يومنا هذا، تكافح النقابات والأحزاب اليسارية لتحسين أوضاع العمال ودخلهم ونبذ التعسف في أماكن العمل وتأمين معاشات كافية للعاملين. رابطة النقابات الألمانية (DGB) شعارها في الأول من مايو: "العمل الجيد. أوروبا اشتراكية".