يؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية اليوم الجمعة ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ويتسلم قيادة البلد الذي يعيش حالة انقسام بعد أن فاز بالانتخابات ليضع واشنطن على مسار جديد يلفه الغموض في الداخل والخارج.
إعلان
في مراسم يرجح أن يحضرها 900 ألف شخص من بينهم محتجون يؤدي ترامب ونائبه مايك بنس اليوم (الجمعة 20 يناير/ كانون الثاني 2017) اليمين الدستورية خارج مبنى الكونغرس الأمريكي وسيقود المراسم رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس. وحين يدخل ترامب البالغ من العمر 70 عاما البيت الأبيض فإنه سيحتاج إلى بذل جهد لتحسين صورته.
وخلال فترة انتقالية شهدت توترات منذ فوزه المفاجئ بالانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني خاض رجل الأعمال الثري ونجم تلفزيون الواقع السابق مرارا هجمات على موقع تويتر على منتقديه إلى حد أن عضو مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري جون مكين قال لشبكة (سي.إن.إن) إن ترامب يريد على ما يبدو "الاشتباك مع كل طاحونة هواء يجدها."
وكشف استطلاع أجرته شبكة (إيه.بي.سي) نيوز بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست أن 40 في المائة من الأمريكيين ينظرون إلى ترامب بإيجابية وهو أدنى مستوى من التأييد لرئيس قادم منذ الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر عام 1977. وكانت هذه نسبة التأييد نفسها لكيفية تعامله مع الفترة الانتقالية.
وفي حين أن الجمهوريين الذين ضاقوا ذرعا بسنوات باراك أوباما الثماني في الحكم يرحبون بوصوله إلى البيت الأبيض فإن توليه المنصب يثير عددا من التساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة في الداخل والخارج.
وخلال حملته الانتخابية تعهد ترامب بوضع البلاد على مسار أكثر ميلا للانعزالية تأتي فيه الولايات المتحدة في المقام الأول ووعد بفرض جمارك نسبتها 35 في المائة على السلع التي تصدرها شركات أمريكية تمارس أنشطتها في الخارج إلى الولايات المتحدة. وجاء تعبير ترامب عن رغبته في تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتهديدات بوقف التمويل لدول حلف شمال الأطلسي ليثيرا قلق حلفاء الولايات المتحدة من بريطانيا إلى دول البلطيق من تراجع الدعم الأمني التقليدي الذي توفره لها واشنطن.
وبالنسبة للشرق الأوسط قال ترامب إنه يريد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وهو ما يهدد بإغضاب العرب. ولم يحدد بعد كيف يخطط لتنفيذ وعد قطعه خلال حملته الانتخابية بالقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ويتوقع أن يكون هناك آلاف المحتجين ضد ترامب بين الحشود التي ستحضر مراسم التنصيب ويتكهن منظمون بأن تتجاوز 900 ألف.
ويبدأ ترامب ولايته بكلمة تستغرق نحو 20 دقيقة كتبها بنفسه بالتعاون مع كبار مساعديه. وقال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب إنها "ستكون عرضا شخصيا ومخلصا للغاية بشأن رؤيته من أجل البلاد."
ح.ز/ ع. ش (رويترز)
يوم تنصيب الرئيس الأمريكي... جولة تاريخية في صور
في زمن جورج واشنطن اقتصر حفل التنصيب على تأدية اليمين الدستورية وإلقاء خطاب وإطلاق أعيرة نارية. لكن بالنسبة للرؤساء الأمريكيين بعده أصبح "يوم التنصيب" حدثا حافلا بالتقاليد ومشاهد الأبهة والعروض. جولة مصورة لتاريخ الحدث.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Clary
البدايات الأولى
كان مبنى الكابيتول مكتملا تقريبا، ولكن التوترات بين الشمال والجنوب أثقلت كاهل الجمهورية الفتية آنذاك. كانت أوقات الإنارة قصيرة ولذلك فإنها لم تكن كافية عام 1857 عندما نطق جيمس بوكنان باليمين القانونية، وهو حدث التنصيب الأول الذي تم توثيقه بالصورة. كان بوكنان يُلقب ب"أسوء رئيس أمريكي"، لأنه لم يتمكن من تفادي نشوب الحرب الأهلية لاحقا.
صورة من: Reuters/Library of Congress
"الخوف هو ما نخشاه"
ترك فرانكلين روزفيلت إرثا آخر قاد الأمريكيين عبر فترة الركود والحرب، وذلك من خلال نهج سياسة خارجية حازمة. وأثناء تعيينه في المنصب، حدد روزفيلت في خاطبه عام 1933 التوجه الأمريكي قائلا: "الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو الخوف نفسه".
صورة من: Reuters/Library of Congress
مشاركة رعاة بقر وهنود
عام 1905 أدى تيودور روزفيلت يمينه الدستورية لفترة ثانية. كان العالم يوجد في بداية حقبة تحت قيادة أمريكية. أمام الكابيتول يمكن لرعاة بقر وهنود وعمال مناجم المشاركة في "استعراض حفل التنصيب". وابتداء من 1917 بدأت النساء يشاركن في هذا الاستعراض الذي تجلى في انتقال الرئيس وحاشيته من الكابيتول إلى البيت الأبيض.
صورة من: Reuters/Library of Congress
حفل راقص بعد التنصيب
منذ القرن الـ 19 شكلت حفلات الرقص جزءا من التقليد في "يوم التنصيب". الصورة لعرض راقص على شرف الرئيس هربيرت هوفر عام 1929 داخل فندق ماي فلاوير.
صورة من: Reuters/Library of Congress
زوجة الرئيس المتألقة...جاكلين كندي
الظهور المبهر لجاكلين وجون كندي عكس مكانتهما المتألقة. هنا يتقدم الإثنان لدخول قاعة الرقص بعد تنصيب كندي عام 1961. أما في أوقات الحروب والأزمات فقد تخلى الكثير من الرؤساء عن مظاهر البذخ أوإنهم ألغوا عروض الرقص.
صورة من: Reuters/John F. Kennedy Presidential Library & Museum
تنصيب بين الجماهير
ظهور في الواجهة: بعد اغتيال كندي تولي ليندون جونسون منصب الرئاسة عام 1963. وفي عام 1965 أدى اليمين الدستورية للمرة الثانية ـ لكن هذه المرة ليس في عجالة على متن الطائرة الرئاسية، بل أمام 1.2 مليون شخص تجمهروا في المركز التجاري الوطني
صورة من: Reuters/White House Photo/LBJ Library/Yoichi Okamoto
أكثر من مناسبة فرحة التنصيب
نانسي ورونالد ريغن وسط "استعراض التنصيب" في بداية ولاية حكم ريغن الأولى 1981. وبعدها بوقت وجيز تمكن 52 من الرهائن الأمريكيين مغادرة المجال الجوي الإيراني، بعد أن كانوا محتجزين في إيران على مدى 444 يوما. الحدث جعل الرئيس ريغن يقرع الكأس في الاحتفالات لاحقا.
صورة من: Reuters/Ronald Reagan Presidential Library
أوباما - تأكيد اليمين الدستورية
عدا كلمة الرئيس لا يُلزم الدستور الأمريكي القيام بشيء ما. في تلك الكلمة يعد الرئيس المنتخب المواطنين بأنه "سيؤدي مهامه بوفاء وأنه سيحافظ بكل ما لديه من قوة على احترام دستورالولايات المتحدة ويدافع عنه". عام 2009 تلعثم أوباما في ترتيب كلمات خطابه. ولذلك فقد قام مرة أخرى بأداء اليمين القانونية في اليوم التالي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Douliery
النشيد الوطني لباراك أوباما
في كل الأحوال فهو الرجل الأقوى في العالم: ولذلك غنت بيونسي كنوولس بدعوة من الرئيس أوباما النشيد الوطني. مشاهير ونجوم من عالمي الموسيقى والفيلم رغبوا في الظهور للعلن أثناء احتفالات تنصيبه الثاني في يناير 2013.