بدأت مدينة آخن الألمانية الواقعة على الحدود البلجيكية من اتخاذ إجراءات احترازية في حال خروج محطتي دويل وتيهانج النوويتين البلجيكيتين عن السيطرة، وذلك بتوزيع أقراص من مادة اليود على السكان.
إعلان
تتخوف عدد من المناطق الألمانية الواقعة على الحدود مع بلجيكيا من سيناريو كارثي في حال تسرب الإشعاع النووي من محطتي دويل وتيهانج البلجيكيتين.
وسبق وأن تظاهر آلاف من الأشخاص من مناوئي الطاقة النووية من ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وشكلوا سلسلة بشرية احتجاجا على المحطتين المذكورتين. وطالب المتظاهرون بالإغلاق الفوري للمفاعلين تيهانج2 ودويل3 اللذين يثير أمنهما الجدل بسبب آلاف الشقوق الصغيرة التي تظهر عليهما.
وحسب منظمي المظاهرة، فقد شارك فيها 50 ألف شخص يوم الأحد الماضي، وشكل هؤلاء سلسلة بشرية من محطة تيهانج البلجيكية عبر هولندا وحتى مدينة آخن في ألمانيا. وكان المنظمون أعلنوا في وقت سابق أن تغطية طول السلسلة البالغ نحو 90 كيلومترا يحتاج مشاركة 60 ألف شخص.
يذكر أن تحالفا يتكون من ممثلين للسياسة والمجتمع والبلديات، يطالب منذ فترة طويلة بإغلاق المحطتين، وقد شكت سلطات مدينة آخن لدى المحاكم البلجيكية لوقف تشغيل مفاعل تيهانج 2، وقد دعم شكوى آخن، نحو 100 بلدية من المنطقة الحدودية.
ويرى الخبراء أن الأشخاص أقل من 45 عاما والنساء الحاملات أو اللواتي لديهن أطفال في سن الرضاعة لهم الحق في الحصول على أقراص يود مجانية للوقاية من سرطان الغدة الدرقية. أما الأشخاص فوق 45 عاما فلا يتيعن عليهم أخذ أقراص اليود حسب نصائح هيئة الحماية من الإشعاع نظرا لمخاطر الأضرار الجانبية.
فوكوشيما: لا نهاية لسلسلة الخلل في المفاعل النووي المتضرر
ارتفاع مستوى الإشعاع في محطة الطاقة النووية المتضررة فوكوشيما مجددا دفع الحكومة اليابانية لتخصيص حزمة مساعدات مالية بالملايين لاحتواء الحادثة. ويبدو أن سلسلة الخلل الفني في المفاعل النووي المنكوب لا ينتهي.
صورة من: picture alliance/dpa
الحكومة اليابانية تدير شؤون حادثة فوكوشيما
تسعى الحكومة اليابانية بقيادة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إثبات قدرتها على احتواء الأزمة، وذلك بعد الإعلان خلال عطلة نهاية الأسبوع أن الإشعاعات في موقع محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقا. الأمر الذي دفع طوكيو الآن إلى التدخل مباشرة في إدارة شؤون الحادث.
صورة من: Reuters
مساعدات حكومية مالية بالملايين
حوالي 360 مليون يورو هو المبلغ الذي تريد الحكومة اليابانية تخصيصه لتأمين سلامة المحطة النووية المتضررة فوكوشيما. فهي تسعى بذلك لمنع تسرب المياه المشعة الملوثة وتخطط أيضا لبناء جدار واق تحت الأرض يبلغ طوله ما يقارب 1،5 كيلومتر يعزل التربة المتجمدة عن المفاعل النووي.
صورة من: Reuters/Kyodo
رسالة الحكومة اليابانية واضحة
"عيون العالم تتوجه صوبنا ليروا ما إذا كنا قادرين على توقيف تشغيل محطة الطاقة النووية في فوكوشيما". كان هذا تصريح لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يوم الثالث من سبتمبر. وقد أعلنت الحكومة تدخلها للسيطرة على أزمة فوكوشيما الآن قبل أن تجرى قرعة منح دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 والتي تشارك فيها مدينة طوكيو أيضا.
صورة من: Reuters
أرقام مخيفة
تبلغ درجة الإشعاعات النووية التي تم قياسها في أحد خزانات المياه في المحطة النووية المتضررة 1،800 مللي زيفرت للساعة. أربع ساعات هي المدة القصوى التي يمكن لأي شخص تعرض لهذا الإشعاع أن يتحملها، وإلا تحولت هذه الجرعة إلى مادة مميتة. يذكر أن قياسات رسمية للإشعاعات النووية في نفس المكان وصلت قبل بضعة أيام إلى 100 مللي زيفرت للساعة فقط.
صورة من: Reuters/Tokyo Electric Power Co
انتقادات متزايدة
تزايدت الانتقادات الموجهة لشركة تيبكو المُشغلة لمحطة الطاقة النووية فكوشيما بسبب عدم قدرتها الكافية لإدارة الكارثة بعد الحادث الذي وقع عام 2011. وتُتهم الشركة المُشغلة بتسترها المستمر لإخفاء حجم الكارثة وإبلاغ الرأي العام.
صورة من: Reuters/Issei Kato
مياه كثيفة لا يمكن السيطرة عليها
زلزال تسونامي الذي ضرب اليابان أدى إلى انصهار نووي في بعض المفاعلات بالمحطة النووية في فوكوشيما، ما دفع بالمسئولين إلى ضخ مياه باستمرار لتبريد المفاعلات. وقد تم تخزين المياه الملوثة في خزانات ومعالجتها لإعادة استعمالها مرة أخرى للتبريد. لكن الرياح تجري بما لا تشتهي شركة تيبكو، فكل يوم تخترق مياه جوفية الخزانات وتختلط بمياه التبريد الملوثة.
صورة من: Reuters/Kyodo
خزانات تُسرب مياه ملوثة
مشاكل متكررة تعرفها خزانات المياه المشعة، لأن معظم هذه الحاويات مصنوعة من ألواح صلب تم تلحيم بعضها بالبعض، مما أدى إلى تسرب المياه الملوثة عبر ثقوب في الخزانات. ويعتقد أن المياه الملوثة بالإشعاع قد تدفقت عبر هذه الثقوب إلى شبكات الصرف الصحي وبالتالي إلى البحر.
صورة من: Reuters
الإعلان عن خطورة الوضع رسميا
لم تُدلي الجهات المسئولة بخطورة الوضع وتسرب المياه المشعة إلا ابتداء من 19آب/ أغسطس الماضي. فقد تسربت نحو 300 طن من المياه المشعة، ما دفع هيئة مراقبة الطاقة النووية للمرة الأولى إلى رفع سقف خطورة الوضع منذ وقوع الحادث. وأدرج الحادث من 3 إلى 7 على المقياس الدولي للحوادث النووية (إيناس).
صورة من: picture-alliance/dpa
هل سيدفع المحيط الهادئ ثمن عدم اللامبالاة؟
لم تستبعد هيئة مراقبة الطاقة النووية اليابانية ضخ المياه المُشعة إلى البحر بشرط أن يكون التلوث الإشعاعي تحت العتبة المسموح بها. ووفق تصريح لشونيتشى تاناكا رئيس هيئة مراقبة الطاقة النووية اليابانية، فإن هذه الخطوة لا مفر منها وذلك لعدم وجود ما يكفي من الحاويات لتخزين هذه الكميات الكبيرة من مياه التبريد الملوثة.
صورة من: Reuters
العيش في ظل الاشعاعات النووية
تداعيات كارثة فوكوشيما النووية ستظل تَشغلُ الناس في المنطقة لفترة طويلة، ووفقا لتيبكو الشركة المُشغلة لمحطة فوكوشيما النووية، فأن عملية احتواء أضرار هذه الحادثة سوف يستغرق فترة تصل إلى 40 عاما تقريا.