الشاي يعد المشروب الأكثر شعبية حول العالم. وهو جزء من التقاليد الاجتماعية والثقافية في العديد من البلدان. لكن أحد طقوسه شربه، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء. فما هو هذا الطقس؟ وأين يشرب الشاي بأعلى حرارة؟
شرب الشاي تقليد شائع جدا حول العالم - كيف نشربه بطريقة آمنة؟صورة من: picture-alliance/PIXSELL/D. Puklavec
إعلان
مع برودة الجو، لا شيء يضاهي شرب كوب ساخن من الشاي. لما يمنحه من شعور بالدفء والاسترخاء. لكن من ثقافة شرب الشاي في بعض البلدان مثل دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط سواء العربية منها أو إيران وتركيا، أن يشرب ساخنا للغاية، حتى في أشد أيام الصيف حرارة. كما أن من طقوس الشاي أيضاً أنه لا يوجد وقت محدد لاحتسائه، بل يتم ذلك قبل الطعام وبعده وفي أثنائه وفي كل الأوقات.
غير أن دراسات عديدة أجريت على الشاي حذرت من شربه بهذا الشكل. قبل عدة سنوات، نُشرت دراسة إيرانية، بحسب موقع إذاعة وتلفزيون جنوب غرب ألمانيا (SWR)، خلصت نتائجها إلى أن الأشخاص الذين يشربون أكثر من 0.7 لتر من الشاي الساخن يومياً بدرجة حرارة تزيد عن 60 درجة مئوية، معرضون لخطر الإصابة بسرطان المريء أكثر بمرتين تقريبًا مقارنةً بغيرهم. وقد ركزت الدراسة بشكل خاص على نوع محدد من سرطان المريء، وهو سرطان الخلايا الحرشفية.
استندت الدراسة التي أجريت في منطقة غلستان شمال شرق إيران، إلى بيانات 50 ألف رجل وامرأة. وتُعدّ هذه الدراسة ذات أهمية خاصة لأنها دراسة استباقية، أي أن الباحثين راقبوا أولاً من شربوا أنواع الشاي الساخن، ثم تابعوا لأكثر من عشر سنوات من أصيبوا بسرطان المريء. وقد أكدت نتائج هذه الدراسة الصلة بين سرطان المريء وسرطان المريء.
الحرارة وليس المشروب نفسه
لكن ما سبب اختيار الباحثين لهذه المنطقة بالذات؟ السبب هو أنها تسجل أعداداً تفوق المتوسط من المصابين بسرطان المريء هناك، وفي الوقت نفسه، يُستهلك فيها الشاي بكثرة، وبدرجة حرارة أعلى من أي مكان آخر حول العالم.
ليس الشاي وحده، بل جميع من يشربون مشروباتهم ساخنة للغاية باستمرار يضرون بصحتهم. هذا ما أظهرته نتائج دراسة بريطانية أجريت في فبراير/ شباط 2025 وأثارت جدلًا واسعاً بكشفها صلةً واضحةً بين الاستهلاك المُنتظم للمشروبات الساخنة للغاية وزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء بشكل ملحوظ، نقلا عن مجلة FITBOOK المتخصصة في التغذية واللياقة البدنية. قام الباحثون بتحليل بيانات 454,796 شخصاً بالغًا. وقد تم اختيار المشاركين من البنك الحيوي البريطاني، وتمت متابعتهم لمدة 11.6 عامًا في المتوسط.
والنتيجة هي أن خطر الإصابة بسرطان المريء كان أعلى بـ 5.6 مرات لدى من تناولوا ثمانية أكواب أو أكثر من المشروبات الساخنة للغاية يوميًا. كما برزت علاقة واضحة أيضًا بين حرارة المشروب وخطر الإصابة بسرطان المريء مع الكميات الأقل: فحتى مع تناول أربعة أكواب يوميًا، كان الخطر أعلى بنحو مرتين ونصف.
عادات وطقوس إعداد وشرب الشاي في ألمانيا!
في حين يعتبر موعد شرب الشاي مهما جدا لدى البريطانيين ويلتزمون به، لدى الألمان عاداتهم وطقوسهم الخاصة فيما يتعلق بالشاي وطريقة إعداده وشربه. في هذه الجولة المصورة، نتعرف على بعض الأمور المتعلقة بالشاي.
صورة من: Colourbox
بينما تحتل ألمانيا المرتبة الـ 84 في قائمة البلدان المستهلكة للشاي، حيث يقدر استهلاك الفرد للشاي سنويا بـ 30 لترا. ويشرب سكان شرق فريزيا في شمال غربي ألمانيا، الشاي أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، حيث يبلغ استهلاك الشاي السنوي حوالي 300 لتراً للفرد – في حين يعتبر استهلاك 100 لتر أكثر من معدل الاستهلاك في المملكة المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Lossie
في شرق فريزيا على ساحل بحر الشمال بألمانيا، تطورت طقوس الشاي على مر السنين لمقاومة برد الشتاء اللقارس. حيث يتم إعداد مزيج أسود قوي يتكون من أوراق (شاي أسام)، الذي يخمر في وعاء ويقدم في أكواب الخزف مع قطعة من السكر، والقليل من الكريمة لإضافة نكهة الحليب- انتبه، لا تقم بتحريك المزيج!
صورة من: Imago/Imagebroker
يمكن أن تشمل طقوس يوم الأحد للاستمتاع بمحادثة شيقة واحتساء القهوة والكعك،على إبريق من الشاي الساخن والفطائر أيضا. ومع الشاي المشروب الأكثر رواجاً في العالم، لا عجب أن القهوة ليست على القائمة للجميع. في شرق فريزيا حيث طقوس الشاي معروفة، يقال أنه بداعي الأدب واحترام مضيفك، يجب ألا تغادر قبل احتساء أقل من 3 أكواب من الشاي على الأقل!
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Kirchner
تقوم جمعية الشاي الألمانية في هامبورغ، بتشكيل فريق سنوي لتذوق الشاي وتقييم العينات وفقاً لخصائصها والتحقق من مطابقتها للمواصفات الموجودة على الملصقات من حيث المنشأ والجودة. في حال لم تكن من المجموعة، يمكنك حجز عينات الشاي الخاصة بك في متحف الشاي في بلدة ليير الألمانية.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Kirchner
أكثر المشروبات شعبية في العالم، تفوق حتى على القهوة! إذ بلغ استهلاك الشاي مستويات قياسية عام 2016، متضمناً ألمانيا. وفقا لجمعية الشاي يميل الألمان لتفضيل الشاي الأسود إلى الأخضر. وتختلف الآراء حول الأفضل، الشاي المغلف أم غير المغلف، حيث أن 60 في المئة من الأشخاص يفضلون الشاي غير المغلف.
صورة من: Colourbox
بينما يأخذ البريطانيون وقت الشاي والكعك على محمل الجد ويلتزمون به، لا يحبذ الألمان إضافة الكريمة إلى الشاي، بل يفضلون احتساء الشاي الأسود مع قليل من السكر.
صورة من: Imago/UIG
تشمل قوائم الطلبات في المقاهي في جميع أنحاء ألمانيا على الزنجبيل الطازج، وأوراق النعناع الطازجة- وهو مشروب ساخن محبب لدى الكثيرين. غير أن جمعية الشاي الألمانية لا تصنفه كنوع من أنواع الشاي. ولاعتبار المشروب الساخن (شاي)، يجب أن يحتوي على أوراق الشاي الأسود أو الأخضر.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/O. Diez
علاج لما يزعجك. تخصص السوبر ماركت رفوفا فقط للعديد من أنواع الشاي العلاجية. في حين أن البعض يفضلون أن يشيروا إلى تلك المشروبات حسب مكوناتها، مثل القرفة. والتسويق الحديث لأنواع الشاي يأتي وفقاً لأنواع العلاجات المختلفة، مثل الشاي الذي يساعد على النوم، أو الهضم وغير ذلك. كونتري تينز/ ريم ضوا.