احذر من أضرار بعض أنواع الفطر البري من غابات ألمانيا!
١٤ أكتوبر ٢٠١٩
إذا كنت ممن يحبون تناول الفطر البري، فعليك الحذر والتأكد من سلامته أولا، خصوصاً إذا كنت تقطفه بنفسك في الغابات الألمانية، أما السبب فيعود إلى انفجار تشيرنوبل الذي وقع قبل أكثر من 30 عاماً.
إعلان
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على كارثة مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا، مازالت آثار الانفجار باقية على بعض النباتات في ألمانيا. فقد أكدت الهيئة الألمانية للوقاية من الإشعاع أن بعض أنواع الفطر البري لا تزال متضررة من آثار نظير السيزيوم المشع الناتج عن كارثة انفجار المفاعل النووي في تشيرنوبل.
وأوضحت انجه باوليني، رئيسة الهيئة، أن "وجبة واحدة من هذه الأنواع من الفطر تحتوي في أسوأ الحالات على سيزيوم 137 أكثر مما تحتوي عليه كمية من المواد الغذائية الأخرى من الإنتاج الزراعي التي يتم تناولها خلال العام كله".
وأوصت باوليني بعدم تناول أنواع الفطر القادمة من المناطق الأكثر تلوثا بهذا الإشعاع، وذلك من أجل خفض التلوث الإشعاعي على المستوى الشخصي إلى أدنى مستوى ممكن. وطمأنت الخبيرة الألمانية المستهلكين الذين يشترون الفطر البري من محلات الأغذية وذلك لأن اللوائح القانونية المعمول بها في ألمانيا تحظر على هذه المحلات بيع أنواع الفطر البري التي تتجاوز نسبة التلوث الإشعاعي فيها 600 وحدة بيكريل في كل كيلوغرام من الأغذية الطازجة. وشددت باوليني على أن السلطات المعنية بالإشراف على السلامة الغذائية تراجع هذه المعايير بشكل دائم من خلال تحليل عينات عشوائية من هذه الأغذية.
يشار إلى أن نسبة التلوث الإشعاعي في مناطق بعينها بولاية بافاريا، جنوب ألمانيا، بلغت عقب كارثة تشيرنوبل عشرة أمثال التلوث الإشعاعي في مناطق أخرى، مثل مناطق شمال ألمانيا. ويحلل نظير السيزيوم 137 الناتج عن الانفجار بواقع النصف فقط حتى الآن وذلك بسبب ما يعرف بعمر النصف الخاص به والبالغ نحو 30 عاما.
ع.خ/ ع.ج.م(د ب أ)
هكذا تبدو تشيرنوبل بعد أكثر من 30 عاما على الكارثة النووية
تعتبر كارثة تشيرنوبيل، أكبر كارثة نووية شهدها العالم. وحتى اليوم لا تزال منطقة تشيرنوبيل منطقة محظورة، لكنها تحولت إلى قبلة للسياح. جولة مصورة تطلعكم على وضع تشيرنوبيل بعد أكثر من ثلاثين عاما على الكارثة النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
كل من يرغب في زيارة تشيرنوبيل والمناطق المحظورة المحيطة بها، والممتدة على طول ثلاثين كيلومترا، عليه بداية التسجيل لدى السلطات عبر وكالة الأسفار. وعند نقطة التفتيش يتم فحص جوازات السفر. أول محطة هنا هي قرية Salissja التي كان يعيش فيها قبل كارثة تشيرنوبيل ثلاثون ألف شخص، قبل أن يتم إجلاؤهم بالكامل بعد ذلك. واليوم عاد بعض السكان للعيش مجددا في القرية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
المحطة الثانية هي قرية كوباتشي الواقعة ضمن منطقة عشرة كيلومترات والتي تعرضت لثلوث شديد بالنويدات المشعة. السياح هنا بإمكانهم قياس درجة الإشعاع بواسطة مقياس الجرعات، الذي يمكنهم الحصول عليه مقابل خمسة حتى عشرة يورو. ويتولى المرشدون شرح وحدات القياس المختلفة للسياح. الأجهزة تصدر إشارات بصوت عال في أماكن مختلفة هنا وهناك، كدليل على ارتفاع نسبة الإشعاع.
صورة من: picture-alliance/C.Junfeng
الوجهة المقبلة هي مفاعل تشيرنوبيل نفسه. فبالقرب من محطة الإطفاء السابقة وفي الهواء الطلق تُعرض المعدات التي تم استخدامهما لإزالة العواقب التي نجمت عن انفجار المفاعل النووي. لكن تم التوصل فيما بعد إلى أن هذه الأجهزة العملاقة نفسها تعطلت بسبب النشاط الإشعاعي العالي الناتج عن الكارثة.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبالة المبنى رقم أربعة يوجد نصب تذكاري "للمصفين"، وهم المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف بعد الكارثة.
وفي وسط المبنى يوجد المفاعل الذي حدث فيه الانفجار. والمفاعل اليوم مغلف بالخرسانة المسلحة. وقد تجاوزت نسبة الإشعاعات بعد الانفجار في أبريل عام 1986 آلاف أضعاف النسبة المسموح بها. وقد شارك آنذاك حوالي ستة مائة ألف "مصف" في عملية إزالة الأضرار التي خلفتها أكبر كارثة نووية في العالم.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبل الدخول إلى المنشأة يتعين فحص نسبة النشاط الإشعاعي على ملابس كل شخص. وإذا كانت النسب عالية جدا يتم إجراء محاولة لتنظيف الثياب. وإذا فشل الأمر لا يسمح بالدخول.
صورة من: picture-alliance/AA/V. Shtanko
بعد عملية فحص الإشعاعات يتم تقديم وجبة الغذاء في مقهى المحطة النووية، وتتكون الوجبة من حساء ولحم وسلطة وكومبوت وعصير وخبز. ويحصل النباتيون على وجبات من القرع والفواكه. ويتم جلب كل المواد الغذائية إلى المناطق المحظورة. أما سعر الوجبة فهو 100 هريفنا أوكرانية، أي ما يعادل ثلاثة يورو.
صورة من: DW/I. Sheiko
تأسست مدينة بريبيات عام 1970، وقبل الكارثة النووية كان يعيش في هذه المدينة، التي تبعد بكيلومترين عن مفاعل تشيرنوبيل 50 ألف شخص. وتُظهر هذه الصورة " البيت الأبيض" الذي كان يقطنه القادة الكبار بالمدينة وبمحطة تشيرنوبيل النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
آخر محطة في الزيارة هي لمنشأة سرية بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية. ويتعلق الأمر بمحطة الرادار "دوغا" التي كانت جزءا من نظام الدفاع الجوي السوفياتي وتتولى مهمة رصد انطلاق الصواريخ العابرة للقارات. وبسبب أصواتها المزعجة أطلق عليها البعض اسم "نقار الخشب".
صورة من: DW/I. Sheiko
Fuchs Semjon
بالقرب من مدينة بريبيات يمكنك ملاقاة ثعلب أصبح معروفا بالمنطقة، واسمه سيميون. وهذا الثعلب يحب السياح لأنهم يطعمونه، لكن ينصح بعدم المسح على جلده، ليس فقط بسبب احتمال وجود جسيمات مشعة في جلده، بل أيضا لتفادي خطر عضته. فسيميون وإن كان يبدو لطيفا، فإنه يبقا حيوانا مفترسا.
إعداد: لوري شايكو/ هشام الدريوش