قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الاثنين (28 يونيو / حزيران) إن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي ولكنها تريد تأجيل المحادثات لأسابيع "لمعاقبة" الغرب بعد أن فرض على طهران عقوبات جديدة. وأعلن نجاد في مؤتمر صحفي أن إيران ستكون مستعدة للعودة للمحادثات فقط في النصف الثاني من شهر رمضان أي بنهاية أغسطس آب. واستطرد قائلا إن "ذلك سيعلمهم التهذيب وطريقة التحدث إلى الأمم الأخرى" في تلميح إلى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في التاسع من حزيران/يونيو على إيران.

وأكد احمدي نجاد أيضا أن المحادثات بين إيران والقوى الكبرى، ينبغي ان توسع لتشمل البرازيل وتركيا. و أكد نجاد أن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن تبادل الوقود النووي مع القوى العظمى على أساس إعلان طهران" الذي وقعته إيران وتركيا والبرازيل في أيار/مايو. وطرح نجاد شرطا آخر لاستئناف المحادثات النووية مؤكدا أن على القوى العظمى أن تبين موقفها بكل وضوح بشأن الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل.

إيران تنفي تقارير (سي آي ايه)

من ناحية أخرى رفض احمدي نجاد اتهامات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا بأن إيران قد تمتلك أسلحة نووية اعتبارا من 2012، مؤكدا من جديد ان طهران لا تسعى لاقتناء مثل هذه الأسلحة و"تؤيد بقوة نزع الأسلحة النووية". وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست قد وصف تصريحات بانيتا بأنها "لا أساس لها وليست إلا سيناريو آخر لصور الدعاية الأمريكية ." وكان بانيتا قال لمحطة تلفزيون (ايه.بي.سي) الإخبارية الامريكية إن الخبراء النوويين الدوليين يعتقدون أن إيران لديها كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب تكفي لتصنيع قنبلتين ، ولكن لا بد من إخضاعه لمزيد من التخصيب لتحقيق هذا الهدف. وأكد المتحدث الإيراني أن "الاستخبارات الأمريكية أكثر يقينا من غيرها أن إيران ليس لديها برنامج نووي لأهداف عسكرية وأن جميع أنشطتها النووية تنضوي تحت إطار معاهدة منع الانتشار النووي".

قلق روسي

من جانب آخر، اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حول قدرة إيران على صنع قنبلتين ذريتين "مقلقة"، مبديا شكوكا جدية حول طبيعة البرنامج النووي لشريك روسيا التجاري. وقال ميدفيديف للصحفيين في تورونتو حيث حضر اجتماع قمة مجموعة العشرين "بالنسبة لهذه المعلومات لا بد من التحقق منها. وأضاف قائلا: "على أية حال مثل هذه المعلومات تكون مثيرة للقلق دائما لأن المجتمع الدولي لا يعترف اليوم بالبرنامج الإيراني بوصفه شفافا." ونادرا ما يعلق الزعماء الروس على بيانات وكالة المخابرات الأمريكية. وتشير تصريحات ميدفيديف الحادة إلى الهوة التي زادت بين موسكو وطهران في الأشهر الأخيرة.

ونشب خلاف علني بين الكرملين وطهران الشهر الماضي بعد أن عاتب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الكرملين لرضوخه لما وصفه بضغوط أمريكية للموافقة على فرض مزيد من العقوبات. وأجاز مجلس الأمن الدولي هذا الشهر قرارا بفرض عقوبات جديدة على ايران بسبب نشاطها النووي. وتقول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الرئيسية وإسرائيل إن ايران تحاول استخدام برنامجها النووي المدني لإخفاء محاولة لصنع قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران. كما دعت روسيا إيران مرارا الى تبديد الشكوك التي تساور المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.

(ي ب / د ب ا / رويترز/ ا ف ب )

مراجعة: منى صالح