في نداء إنساني عاجل، دعت منظمات إغاثية قادة العالم إلى التحرك الفوري لإنهاء الحرب في غزة، محذرة من أن الصمت الدولي يفاقم المأساة ويهدد حياة الآلاف.
دعت منظمات إغاثية قادة العالم إلى التحرك الفوري لإنهاء الحرب في غزة>صورة من: Ebrahim Hajjaj/REUTERS
إعلان
حثت أكثر من 20 منظمة إغاثية قادة دول العالم اليوم الأربعاء (17 سبتمبر/أيلول 2025) على تكثيف الجهود لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، محذرة من أن استمرار التقاعس سيؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح.
وقالت المنظمات في بيان أصدرته منظمة "أنقذوا الأطفال" إن "على الدول استخدام كل أداة سياسية واقتصادية وقانونية متاحة لها للتدخل".
وأضاف البيانأن "زعماء العالم يفشلون في اتخاذ الإجراءات. يتم تجاهل الحقائق، وتهمَل الشهادات ويقتل المزيد من الناس كنتيجة مباشرة لذلك". وقالت المنظمات "لقد التقينا بعائلات تأكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، وتغلي أوراق الشجر كوجبة لأطفالها".
أعلن الجيش الإسرائيلي إقامة "مسار انتقال مؤقت" لخروج سكان مدينة غزة منها.صورة من: Mahmoud Issa/REUTERS
"اختبار للإنسانية"
ومن بين الموقعين على البيان منظمات دولية منها أطباء بلا حدود وكير إنترناشونال والمجلس النرويجي للاجئين وأوكسفام إنترناشونال. وقالت المنظمات إن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تتعامل مع التزاماتها بموجب القانون الدولي على أنها "اختيارية".
وشدد البيان على أنه "يجب على الحكومات أن تتحرك لمنع القضاء على الحياة في قطاع غزة"، مشددا على أنه "يجب على جميع الأطراف نبذ العنف ضد المدنيين والالتزام بالقانون الإنساني الدولي والسعي نحو السلام."
وقال البيان "لا شك أن التاريخ سيحكم على هذه اللحظة بأنها اختبار للإنسانية. ونحن نفشل، نفشل أمام شعب غزة، ونفشل أمام الرهائن، ونفشل في واجبنا الأخلاقي الجماعي".
"مسار انتقال مؤقت"
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي إقامة "مسار انتقال مؤقت" لخروج سكان مدينة غزة منها، غداة توسيعه هجومه البري وتكثيف القصف على كبرى مدن القطاع.
ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة إكس بيانا جاء فيه "من أجل تسهيل الانتقال جنوبا، يتم فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين"، مشيرا إلى أنه سيتاح الانتقال عبره "لمدة 48 ساعة" اعتبارا من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.
وتزامن هذا مع ما أفادت به مصادر طبية في قطاع غزة بمقتل 108 أشخاص جراء غارات جوية إسرائيلية منذ فجر الثلاثاء. وتشكك إسرائيل في أرقام الضحايا التي تعلنها السلطات التابعة لحماس، ومن غير الممكن التحقق من صحة هذه المعطيات من مصادر مستقلة.
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلامية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م