اختتام أعمال القمة الأوروبية الآسيوية بتعهدات لمواجهة الأزمة المالية
٢٥ أكتوبر ٢٠٠٨في ختام أعمال قمة "أوروبا-آسيا" دعا الزعماء الأوروبيون والآسيويون اليوم السبت (25 تشرين الأول/ أكتوبر 2008) المجتمع الدولي إلى التصرف بسرعة وبشكل حاسم في القمة المزمع عقدها في واشنطن منتصف الشهر القادم المخصصة لبحث كيفية التعامل مع الأزمة المالية العالمية. وفي هذا السياق قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: "توصلنا جميعا إلى تفاهم بأن الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يقتصر على مجرد الاجتماع وتبادل الحديث". وأوضح ساركوزي، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن هناك حاجة لمناقشة هادفة وإجراءات حاسمة بشأن القضايا المالية، بما في ذلك أسواق المال العالمية.
دور آسيوي مهم
وصرح ساركوزي للصحفيين في ختام أعمال الدورة السابعة للقمة الآسيوية الأوروبية "أسيم" السنوية قائلا: "إننا بحاجة إلى مناقشة هذه المشاكل والخروج بحلول". كما توقع أن تلعب دول آسيوية مثل الصين والهند واليابان واندونيسيا وكوريا الجنوبية دوراً مهماً للغاية في قمة واشنطن.
وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو إن بلاده مستعدة للعمل مع الدول الأوربية لتدعيم الشراكة الآسيوية الأوروبية وتعميقها حتى تصل إلى المرحلة الجديدة من التعاون المشترك. وأشار المسؤول الصيني في مؤتمر صحفي أعقب القمة أن بكين تتطلع إلى العمل مع أعضاء أسيم لتحويل تعهدات القمة إلى إنجازات حقيقية.
قلق من تأثيرات الأزمة المالية
وأصدر زعماء آسيا الستة عشر وزعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون بيانا مشتركا أعربوا فيه عن قلقهم من تأثير تفشى الأزمة المالية الدولية في الاقتصاد العالمي، وخاصة ما تفرضه من تحديات شديدة للاستقرار المالي والتنمية الاقتصادية في آسيا وأوروبا. وقال البيان إنه ينبغي على حكومات جميع الدول أن تظهر رؤية وعزما وأن تتخذ إجراءات حازمة وحاسمة وفعالة بطريقة مسؤولة وفي الوقت المناسب من أجل أن ترتقي إلى مستوى تحدي الأزمة المالية.
وأعرب القادة عن ثقتهم الكاملة بأن هذه الأزمة يمكن التغلب عليها من خلال مثل هذه الجهود المتضافرة. كما رحبوا بالإجراءات التي تبنتها الدول والمنظمات لضمان العلاقة المتبادلة بشكل سلس بين النظام المالي والاقتصاد الحقيقي/ اقتصاد الإنتاج والخدمات. كما دعا القادة المجتمع الدولي لمواصلة تدعيم التنسيق والتعاون واتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية فعالة ومتاحة بطريقة شاملة لاستعادة ثقة السوق وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية العالمية وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي.
دور حاسم لصندوق النقد الدولي
واتفق القادة على أن صندوق النقد الدولي ينبغي أن يقوم بدور حاسم في مساعدة الدول التي تضررت بشدة من هذه الأزمة بناء على طلب منها. ودعا القادة جميع الدول إلى اتّباع سياسات منظمة للنقد والمالية العامة والمال ومسئولة وسليمة وتعزيز الشفافية والشمول وتدعيم الإشراف وتحسين آليات إدارة الأزمات بهدف مواصلة التنمية الاقتصادية لبلادهم واستقرار أسواق المال.