اختتام أعمال قمّة مجموعة الثماني بتعهّدات كبيرة في مجال المناخ ومكافحة الجوع
١٠ يوليو ٢٠٠٩في ختام أعمال قمتهم اليوم الجمعة (10 يوليو/تموز 2009) في مدينة لاكويلا في إيطاليا تعهّد قادة مجموعة الثماني ودول أخرى مشاركة في القمّة برصد عشرين مليار دولار على مدى ثلاث سنوات بهدف مكافحة الجوع في العالم من خلال الاستثمار وتطوير القطاع الزراعي في الدول الفقيرة. وجاء هذا التعهّد خلال محادثات بهذا الشّأن أجراها قادة المجموعة مع نظرائهم في مجموعة الدول الخمس الصاعدة، بالإضافة إلى دول أخرى من بينها مصر على هامش أعمال قمة مجموعة الثماني في إيطاليا. من جهتها، أكّدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن قادة مجموعة الثماني اتفقوا خلال القمّة على مواصلة تقديم المساعدات التنموية على الرغم من الأزمة الاقتصادية. فقد تعهّدت مجموعة الثماني، وبمشاركة جهات أخرى، بزيادة المساعدات التنموية لصالح إفريقيا بقيمة 25 مليار دولار سنويا على الفترة الممتدة بين 2004 و2010.
ملف التغير المناخي
تعهّدت مجموعة الثماني بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2050 وتلك الصادرة عن الدول الصناعية بنسبة 80 بالمائة مقارنة بعام 1990. كما طالبت مجموعة الثماني البلدان النامية بتحمّل حصّتها من العبء. وأقرّ قادة مجموعة الدول الثماني والبلدان النامية المشاركة في القمّة ضرورة تخفيض متوسط درجات الحرارة بدرجتين مئويتين في إطار تكثيف الجهود الدولية بهدف مكافحة التغيير المناخي. وفي سياق متّصل أوضح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي ترأس على هامش قمة الثماني أعمال منتدى أبرز الاقتصاديات حول المناخ والطاقة أن الدّول الغنية تتحمّل مسؤولية تاريخية في تبنّي أدوار قيادية فيما يتعلق بمكافحة التغير المناخي. كما تعهّد الرئيس أوباما بتقديم بلاده مساعدات كبيرة للدول الفقيرة لمساعدتها في التصدي لآثار الاحتباس الحراري.
مطالب بتوسيع مجموعة الثماني
وفي سياق متّصل، طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتوسيع مجموعة الثماني، مؤكداً بأن المجموعة لم تعد كافية من حيث التمثيل لتقديم إجابات على الأزمة الاقتصادية العالمية. وطالب ساركوزي بضم دول أخرى ذات اقتصاديات صاعدة مثل الصين والهند إلى المجموعة بشكل دائم قائلاً: "إن بلاده التي ستتولى الرئاسة الدورية للمجموعة في عام 2011، تعتزم تحويلها إلى مجموعة الـ14" مشدداً على أن هذه المسألة "لا يمكن التخلي عنها".
وفي إشارة إلى الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة طالب ساركوزي بدعوة هذه الدول من الآن فصاعداً للجلوس على طاولة المناقشات إلى جانب مجموعة الثماني. كما دعا الرئيس الفرنسي إلى تنويع النظام النقدي العالمي لأن "عالماً متعدد القطب يجب أن يتوافق مع عالم متعدد النقد"، على حد قوله.
تحذيرات من عمل عسكري ضد طهران
وفي سياق القمة أيضا طالب زعماء مجموعة الثماني إيران بالحفاظ على القانون والديمقراطية في تعاطيها مع المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد. وفي المقابل أعربت المستشارة الألمانية عن أملها في منح إيران مهلة جديدة لحسم الخلاف الدائر حول برنامجها النووي من دون فرض مزيد من العقوبات الدولية.
وقالت ميركل إن زعماء مجموعة الثماني اتفقوا خلال مشاوراتهم ذات الصلة على منح إيران مهلة حتى أيلول/ سبتمبر المقبل لحسم الخلاف حول الملف النووي الإيراني من ناحية وكذلك لمراقبة تطورات الوضع الداخلي بعد نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل من ناحية أخرى . وفي سياق متصل، حذر الرئيس الفرنسي إسرائيل من شن هجوم عسكري ضد إيران. وفي هذا الإطار قال ساركوزي إن القيام بمثل هذا العمل العسكري سيكون "كارثة مطلقة"، مشدداً على أهمية أن تتعامل إسرائيل مع الوضع بهدوء، مؤكداً في الوقت نفسه أن المجتمع الدولي سيواصل مساعيه الرامية لإيجاد حل للخلاف النووي مع طهران عبر المفاوضات.
موسكو تغيّر من لهجتها إزاء واشنطن
إلى ذلك دانت مجموعة الثماني بحزم التجربة النووية وعمليّات إطلاق الصواريخ التي قامت بها كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة، ووصفتها بأنها "تهدّد السّلام والاستقرار في المنطقة وخارجها". على صعيد آخر، حذّر الرّئيس الروسي ديمتري مدفيديف بأن روسيا ستنشر صواريخ اسكندر في كالينينغراد، إذا لم تتوصل إلى اتّفاق مع الولايات المُتّحدة بشأن الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا. وبالتالي تناقض موقفه اليوم مع عباراته الإيجابية خلال زيارة باراك أوباما إلى موسكو الأسبوع الماضي حيث توصّل الرئيسان إلى اتّفاق بشأن خفض الأسلحة النووية.
(ش.ع / هـــــ.ع/ أ.ف.ب/ د.ب.ا/تاغسشاو/ رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم