أنهى صندوق النقد والبنك الدوليان اجتماعهما السنوي، الذي أنعقد في مدينة أسطنبول التركية، اليوم الأربعاء (7 أكتوبر/تشرين الأول) بإصدار بيان رسمي يدعو حكومات دول العالم إلى مواصلة الإصلاحات الاقتصادية، في الوقت الذي تتصدى فيه المؤسستان للأزمة الاقتصادية العالمية. وفي ختام الاجتماعات، التي شارك فيها وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية وكبار المسئولين من 186 دولة في العالم، قال نجوين فان جياو رئيس الجلسة العامة إن المطلوب هو المزيد من التعاون الدولي للتعامل مع المشكلات الاقتصادية، مضيفا انه تم الاتفاق على ضرورة أن يمضي البنك الدولي وصندوق النقد وحكومات الدول قدما من خلال جهود تعاون طويلة المدى لاستعادة الثقة في الأسواق المالية ومعالجة المخاطر قبل ظهورها. وأكد المسؤول الدولي على حاجة كل من صندوق النقد والبنك الدوليين إلى التحديث أيضا، وذلك لمسايرة التطورات الاقتصادية و الإخطار المحدقة بالنظام الاقتصادي العالمي، و ذلك بتعزيز وسائل المراقبة والإشراف على الاقتصاد العالمي.

وقال نجوين فان جياو بهذا الشأن إن المشاركين في الاجتماعات أكدوا ضرورة الحاجة لتحديث مؤسسات "بيرتون وودز" (في إشارة إلى الاجتماع الذي عقد بولاية نيوهامشاير الأميركية عام 1944 لتأسيس صندوق النقد والبنك الدوليين) إذا ما أرادت أن تظل فعالة.

واستمرت الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتين أربعة أيام حيث ناقشت الوفود المشاركة أوضاع الاقتصاد العالمي في ظل الأزمة العالمية التي يواجهها منذ العام الماضي.كما بحث المشاركون طرق إجراء المزيد من الإصلاحات المالية وتعزيز مشاركة الدول النامية والاقتصاديات الناشئة لزيادة دورها وتشجيع التعاون على الساحة الدولية. وسوف يعقد الاجتماع السنوي القادم عام 2010 في واشنطن.

احتجاجات للتنديد بسياسات صندوق النقد والبنك الدولي

و قد شهدت مدينة اسطنبول، التي احتضنت الاجتماعات، احتجاجات نظمتها اتحادات عمالية تركية وأحزاب سياسية يسارية للتنديد بسياسات صندوق النقد والبنك الدولي، واستخدمت قوات الشرطة ولليوم الثاني على التوالي خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وسيارات مصفحة لتفريق المتظاهرين. وهاجمت قوات الشرطة اليوم نحو 300 متظاهر تجمعوا في حي بنغالتي على الضفة الأوروبية من اسطنبول وهم يهتفون "ارحل يا صندوق النقد الدولي هذا العالم ملكنا" وكانوا يريدون التوجه إلى مركز الاجتماع الذي يبعد بضع مئات الأمتار عن موقع التظاهرة. فيما رد المتظاهرون ومعظمهم ملثمين وأعضاء منظمات أقصى اليسار، برمي الحجارة وكرات معدنية بمقاليع.

وكانت شرطة اسطنبول تدخلت بقوة أمس الثلاثاء وفضت تجمعات احتجاجية بعد أن ألقى متظاهرون قنابل بنزين وحطموا واجهات بنوك قرب مركز المؤتمرات حيث كان وزراء مالية ومحافظو بنوك مركزية واقتصاديون ومسؤولون تنفيذيون يجتمعون لمناقشة وضعية الاقتصاد العالمي.

وتوجد معارضة قوية بين الطلاب الأتراك لصندوق النقد الدولي، الذي ساعد على انتشال تركيا من أزمة مالية عميقة في 2001. وتتفاوض تركيا مع الصندوق للتوصل إلى اتفاق قرض جديد بعد انتهاء أجل الاتفاق السابق قبل أكثر من عام.

(ي ب / د ب أ، رويتر ، ا ف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي