1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اختراع ألماني جديد يحي الأمل في نفوس المكفوفين

شيرين حامد فهمي٣٠ يوليو ٢٠٠٦

نحج باحثون ألمان في اختراع عضو بصري اصطناعي جديد قد يساعد الضرير على الخروج من عتمته قليلاً. وبالرغم من أن هذا الاختراع لن يؤدى إلى استعادة نعمة البصر بالكامل، إلا أنه سيكون عوناً للكفيف في التغلب على بعض مصاعب الحياة.

العضو الاصطناعي البصري ما زال تجربةً قيد البحثصورة من: AP

قبل عشرين عاماً، اكتشف الأطباء إصابة هانز يوخائم شتورم بمرض التهاب الشبكية الصباغي Retinitis Pigmentosa، وهو ما يعني التهاب شبكية العين، وتدمير الخلايا الصبغية تباعاً؛ وهي تلك الخلايا المسئولة عن إدراك الإنسان للألوان المتباينة. ومن أبرز علامات هذا المرض، فقدان الإنسان لقدرة التمييز بين مختلف الألوان، وكذلك فقدانه حاسة البصر ليلاً. و لا يعاني هانز يوخائم شتورم وحده من هذا المرض، بل يوجد غيره كثيرون؛ حوالي 3 ملايين. وفقدان البصر بسبب هذا المرض، لا يتم فجأةً، بل عبر مراحل تدريجية. وهو ما شعر به شتورم البالغ من العمر سبعين عاماً والذي يصف مراحل مرضه قائلاً: "لقد حدث الأمر تدريجياً. ففي بعض الأحيان، كانت الصور تبدو أمامي كما لو كانت لا تتغير؛ إلا أن الصور اختفت فجأة بالكامل من بصيرتي".

إثارة الخلايا العصبية المتبقية

كومبيوتر خاص لفاقدي البصرصورة من: AP

وعلى الرغم من تسبب هذا المرض في موت الخلايا المُستقبلة للضوء تدريجياً، إلا أن حوالي ثلث الخلايا العصبية يبقى سليماً. ومن ثم، فمن الممكن إثارة وتفعيل تلك الخلايا العصبية المتبقية، المسئولة عن توصيل معلومات الصورة إلى المُخ. وهنا يأتي دور العضو الاصطناعي البصري الذي تم تصنيعه في الجامعة التقنية بمدينة آخن الألمانية، والذي يتكون من جزأين أساسيين: نظارة إلكترونية، وبديل اصطناعي للشبكية يتم زرعه في العين. وداخل هذه النظارة، قام الباحثون بوضع كاميرا فيديو تقوم بتحويل معلومات الصورة إلى إشارات تفهمها الخلايا العصبية، التي تقوم بعد ذلك بإرسالها إلى شريحة إلكترونية مزروعة في عدسة العين. ومن هنا، يتم إرسال تلك الإشارات مباشرةً إلى الشبكية، لتحفيز الخلايا العصبية وهكذا يرى الإنسان ما تصوره تلك الكاميرا.

مازال هذا الاختراع قيد البحث والتجربة، كما يشير البروفيسور بيتر والتير بجامعة آخن التقنية: "لن تكون الصورة واضحة المعالم. إلا أن هذا الاختراع بإمكانه مساعدة الضرير على تمييز الليل من النهار، وربما تفادي الأجسام الضخمة في طريقه والتعرف على الأبواب والمنافذ. لكن من غير المنتظر أن يصبح المريض قادراً على القراءة أو تمييز ملاح الوجه البشري".

الاختراع لا يخلو من مواطن الضعف

هل ستنجح التجربة في ادخال السعادة في قلوب المكفوفينصورة من: AP

ومن شروط توصيل الإشارات إلى الخلايا العصبية، تواجد عدد كافٍ من الأقطاب الكهربائية في الشبكية؛ أي ما بين 200 و300 قطب كهربائي. وذلك العدد لا يتوفر إلا من خلال تسخين العين، وهو الأمر الذي يُعرض العين إلى أخطار جسيمة. وهنا تكمن المشكلة التي يعكف الباحثون حالياً على حلها.

إن العضو الاصطناعي البشري يُمثل أهمية كبيرة لدى الباحثين؛ وهو ما أدى إلى تكوين مجموعات بحثية كثيرة – من شتى دول العالم – لدراسة هذه المشكلة بعمق. فقد يحاول العلماء بجامعة جون هوبكينز في بالتيمور إثارة الخلايا العصبية من خلال ضغوط إلكترونية قصيرة المدى، تقليصاً لتلك الأخطار المُنتظرة. كما نجح متخصصون بجامعة هارفارد للطب – بمساعدة معهد التكنولوجيا بمساشوسيتس – في التوصل إلى طريقة ما لحماية العين من السخونة الزائدة؛ وذلك من خلال وضع هيكل فوليكي من الاتصالات الدقيقة بين الخلايا الضوئية والخلايا العصبية. والجدير بالذكر أن المعهد القومي الأمريكي للصحة قام بتقديم أكثر من 12 مليون دولار حتى الآن لتمويل ذلك الاختراع.

تطبيق التجربة مع كبار السن

التجربة تعتمد على تحويل معلومات الصورة إلى إشارات مُرسلة للخلايا العصبيةصورة من: AP

ويتوقع الباحثون تطبيق هذه التجربة – ليس فقط على الضرير – بل أيضاً على كبار السن، الذين يتزامن ضعف أبصارهم مع أمراض الشيخوخة، كما صرح البروفيسور فيلفريد موكوا، الباحث في مركز التكنولوجيا الإلكترونية بآخن. لكن الطريق ما زال طويلاً أمام تلك التجربة التكنولوجية الجديدة، لكي تُثبت نجاحها وفعاليتها. فلابد أولاً من اختبارها مراراً، للتأكد من صلاحيتها؛ وهو ما يحدث حالياً في معامل آخن، حيث يتم تطبيقها على الحيوانات. ومن المفترض، أن تُجرى أول عملية آدمية لتلك التجربة نهاية هذا العام.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW