1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اختفاء الأجانب في مصر.. حالات معزولة أم "عمليات منظمة"؟

محي الدين حسين
٨ يناير ٢٠١٩

في وقت تنشغل فيه ألمانيا بأمر ألمانيين اختفيا في مصر، ترجح عائلتا الشابين أن يكونا محتجزين لدى السلطات المصرية. وبينما يرى حقوقيون أن هذه حالات "معزولة"، يرى آخرون أن الاحتجاز القسري في مصر يأخذ طابع "العمليات المنظمة".

Deutschland - Protest für die Einhaltung der Menschenrechte in Ägypten  in Berlin
صورة من: picture alliance/dpa/P. Zinken

منذ اختفائهما في مصر الشهر الماضي وعائلتا المواطنين الألمانيين عيسى الصباغ ومحمود عبدالعزيز في صراع مع الزمن لكشف مصيرهما. وقد طلبت العائلتان من السلطات الألمانية المساعدة إثر تكتم السلطات المصرية على الأمر حتى الآن. وبالفعل أعلنت الخارجية الألمانية أنها منشغلة بأمر الألمانيين، اللذين ينحدر كل منهما من أم ألمانية وأب مصريّ، مضيفة أنها على اتصال مع السلطات المصرية وتبذل قصارى جهدها لاستيضاح الملابسات في كلتا الحالتين.

في غضون ذلك أعلنت الخارجية الألمانية أنها تلقت إشارات من الحكومة المصرية تفيد بأن أحد الشابين (وهو محمود عبد العزيز) محتجز لديها دون أن تقدم معلومات عن المختفي الآخر.

وتعود الحكاية ليوم 17 كانون الأول/ديسمبر الماضي حين انقطع اتصال عائلة عيسى الصباغ (18 عاماً) مع ابنها الذي كان في طريقه لزيارة جده في القاهرة، في رحلة غير مباشرة تمر عبر مطار الأقصر ومنه إلى مطار القاهرة، حيث كان ينتظره عمه.

"
الحرية لعيسى ومحمود"
ويرجح محمد الصباغ، والد عيسى الصباغ، الذي اختفى في مطار الأقصر أن يكون ابنه محتجزاً لدى السلطات المصرية، ويتابع في حديث لـ DW: "بحسب المعلومات غير الرسمية فإن ابني محتجز في الأقصر، لكننا لسنا متأكدين من ذلك بعد"، ويضيف: "سيسافر أخي من القاهرة إلى الأقصر في نهاية الأسبوع ليطّلع على الوضع هناك، لكن حتى الآن لم يتحدث أحد مع ابني منذ احتجازه".

وذكر الأب إن لديه معلومات أن ابنه عيسى قام بتسجيل سفره لدى شركة الطيران المصرية من أجل متابعة السفر من الأقصر إلى القاهرة، إلا أنه لا يدري ماذا حصل له بعد ذلك. كما قال الأب إنه أرسل لابنه "رسالة (عبر الإنترنت) بعد وصوله، وقد تمت قراءتها لكن لم تتم الإجابة عليها". ويؤكد أن ابنه، الذي كان يعيش في مصر مع والدته وإخوته بين عامي 2008 و2017 لم يكن مهتماً بالسياسة.


وقد بدأ ناشطون بحملة على فيسبوك وتويتر تطالب بإطلاق سراح الشابين الألمانيين.

وبعد اختفاء عيسى بعشرة أيام، تم توقيف محمود عبدالعزيز (23 عاماً) في مطار القاهرة، كما ذكر أخوه مالك الذي كان مسافراً معه. ويقول مالك لـDW  :"سافرنا من المدينة المنورة إلى القاهرة في 27 كانون الأول/ديسمبر، حيث أننا ندرس الشريعة في المدينة"، مضيفاً أنه أخاه كان يعيش في المدينة منذ سنة ونصف.

"احتجزوه دون ذكر أي سبب"

ويتابع مالك إن السلطات المصرية لم توقفه لكنها أوقفت أخاه في المطار دون أن تذكر أي سبب لاحتجازه، ويضيف: "نحن لسنا من عائلة نشطة سياسياً، كما أننا نرفض جماعة الإخوان المسلمين بشدة"، مشيراً إلى أن محمود سبق له أن عاش في مصر بين عامي 2014 و2016وعن إمكانية أن يكون هناك تشابه في الأسماء أدى إلى احتجاز أخيه يقول مالك: "لا أعتقد ذلك، فإن كان الأمر كذلك كان سيتم توضيح المسألة بسرعة"، مشيراً إلى أنه بقي في المطار لحوالي أربع ساعات دون أن يتم توضيح الأمر.

أما فيما يتعلق بمصير أخيه يقول مالك: "بحسب المعلومات غير المؤكدة المتوفرة لدينا من مصر، فإن أخي موجود في مبنى للمخابرات في مدينة نصر، لكننا لا نعلم فيما إذا كان هذا صحيحاً أم لا"، وأضاف: "أبي وأخي أحمد الآن في القاهرة وسيظلان هناك لمدة شهر من أجل الحصول على مساعدة قانونية".


"الاختفاء القسري ليس جديداً في مصر"
وهذه ليست المرة الأولى التي يختفي فيها مواطنون أوروبيون في مصر، ومن أبرزها قضية اختفاء وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة قبل عامين والتي أدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أعلن البرلمان الإيطالي في تشرين الثاني/نوفمبر قطع العلاقات البرلمانية مع نظيره المصري على خلفية القضية.

وفي حين فتحت السلطات الإيطالية تحقيقاً رسمياً بحق خمسة من عناصر جهاز الأمن في مصر، تقول إنهم متورطون في اختفاء وقتل ريجيني، تجيب السلطات المصرية بأنه قتل على يد "عصابة إجرامية" قامت الشرطة بالقضاء عليها، مناقضة بذلك روايتها الأولى حول أنه توفي في حادث سير.

عيسى ومحمود اختفيا في مطارين مصريينصورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi


"
الاختفاء القسري جريمة سياسية"
ويرى رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد أن "الاختفاء القسري أصبح ظاهرة منتشرة في مصر، رغم أن السلطة تنفي ذلك دائماً"، ويضيف الحقوقي المصري لـDWعربية: "الاختفاء القسري في مصر ليس مجرد جريمة جنائية بل جريمة سياسية يقوم بها النظام". لكن الحقوقي المصري محمود إبراهيم يعتقد أن "حالات اختفاء الأجانب في مصر معزولة وغير منظمة على الإطلاق"، مضيفاً أنه "لا توجد في مصر أي منظمة تخطف الأجانب".


ومهما كان سبب اختفائهم فإن جمال عيد يرى أن السلطات المصرية هي المسؤولة ويتابع: "الحكومة المصرية ليست ملزمة فقط بألا تمارس الاختفاء القسري، بل إنها مسؤولة عن حماية المواطنين والمقيمين، وبالتالي تظل مسؤولية اختفائهم لحين إيجادهم هي مسؤولية الحكومة المصرية وأجهزة الأمن".

"
لن تعلن السلطات المصرية حتى انتهاء التحقيق"
وفيما يتعلق بمصير المواطنين الألمانيين الذين اختفيا في مصر يقول إبراهيم: " إما أن السلطات المصرية قامت بترحيلهما فوراً ولا تعرف إلى أين ذهبا بعد ذلك، أو أنها ألقت القبض عليهما بالفعل". ويضيف: "وفي هذه الحالة لن تعلن السلطات المصرية عن ذلك، حتى تقوم بالتحقيق، لأنهما قد يكونان مرتبطين بتنظيمات تريد السلطات المصرية أن تتبع أثرها من خلالهما. وإن كانوا قد اعتقلوا من قبل السلطات المصرية فسيظهرون بعد فترة أمام القضاء المصري".

ويعتقد جمال عيد أنه في حال طلبت السلطات الألمانية من نظيرتها المصرية كشف مصير الشابين الألمانيين فإن مصر ستضطر للتحرك بجدية للبحث عنهما والكشف عن مصيرهما. وعن تأثير هذه الحوادث على السياحة في مصر يرى عيد أن "مصر آمنة للسياح إلى حد كبير لكن هذا لا يعني أنها دولة مستقرة ديمقراطياً، فالقمع يجلب استقراراً مؤقتاً، لكن على المدى البعيد قد يجلب هذا الاستقرار المؤقت عواقب عكسية وخيمة".

رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيدصورة من: Gamal Eid

محيي الدين حسين - ديانا هودلي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW