تتتعاقب الأحداث في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وسط اصرار تركيا في التحقيق في جميع الاتجهات للكشف عن مصيره. والكونغرس يتجه نحو زيادة ضغطه على إدارة ترامب لتبني موقف أكثر شدة تجاه الرياض.
إعلان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نسبت له اليوم الخميس (11 تشرين الأول/ أكتوبر)، أن السلطات في بلاده تحقق في حادثة اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بجميع أبعادها.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه القول: "إنها حادثة جرت في بلادنا ولا يمكننا التزام الصمت حيالها، لأنها ليست حادثة عابرة".
تجدر الإشارة إلى أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي مختفٍ منذ دخوله إلى قنصلية بلاده في اسطنبول الأسبوع الماضي لاستخراج بعض الأوراق.
وبينما تؤكد السلطات السعودية أن خاشقجي اختفى بعد خروجه من القنصلية، تطالب أنقرة بأدلة قاطعة حول خروجه من مبنى القنصلية، وسط أنباء عن مقتله داخلها وإخراج جثته منها.
حثّ الرئيس التركي الرياض على الكشف عن صور كاميرات المراقبة في القنصلية السعودية لدى اسطنبول لإثبات خروج الصحافي فعلاً من القنصلية، محذراً من أن تركيا "لا يمكنها أن تبقى صامتة"، وفق تصريحات نُشرت الخميس.
وصرّح اردوغان أمام صحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى بودابست "هل يمكن ألا يكون هناك نظام كاميرات في قنصلية؟ (...) إذا حلّق عصفور، إذا خرجت بعوضة (من القنصلية)، أنظمة كاميراتهم سترصدها". وأضاف "لديهم الأنظمة الأكثر تطورا".
مسائية DW: ضغوط على ترامب للتدخل في قضية اختفاء خاشقجي
24:28
وفُقد أثر خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، منذ 2 تشرين الأول/أكتوبر بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، حيث ذهب للقيام بإجراءات إدارية استعداداً لزواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
اختفاء خاشقجي يحرج واشنطن
وتضع قضية خاشقجي الإدارة الأمريكية أمام ضغط قوي، خاصة بعد أن طالب ربع أعضاء مجلس الشيوخ بتحقيق أمريكي في قضية المواطن السعودي الحاصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.
وبات على الإدارة الأمريكية الآن التعامل مع اختفاء خاشقجي وفي الوقت نفسه ضمان ألا تستعدي أي خطوة على سبيل العقوبة الرياض الحليف الرئيسي في مواجهة إيران.
وكان الرئيس دونالد ترامب، الذي أقام علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد عبّر عن شعوره بـ"الإحباط" إزاء اختفاء الصحفي السعودي.
في حين سلّم السناتور الجمهوري كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بأنه إذا تأكدت مسؤولية السعودية عن اختفاء خاشقجي فإن ذلك قد يعقد الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء إيران في سعيها
لكسب النفوذ في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال كوركر أمس الأربعاء "قد يؤثر ذلك على أمور متعددة نعمل معهم بشأنها وفي غاية الأهمية". وأضاف أن علاقة مجلس الشيوخ بالسعودية بلغت "نقطة متدنية جدا جدا".
واشتدت الضغوط على البيت الأبيض لتبني موقف متشدد من جانب أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومنهم حلفاء لترامب وكذلك من المحللين المتخصصين في السياسة الخارجية ومسؤولين أمريكيين سابقين ومعلقين إعلاميين بارزين كانوا يعرفون خاشقجي.
من جهته، قال نيد برايس المسؤول السابق في إدارة أوباما إنه لا يتوقع "تحولا استراتيجيا" في العلاقات الأمريكية السعودية ما لم يرغم الكونغرس الإدارة على ذلك. وتابع أنه و"إذا تطورت الأمور بالشكل الذي قد تتطور به فسنشهد تغيرات تكتيكية مهمة لها مغزاها في العلاقات تكون السلطة التشريعية المحرك الرئيسي لها".
"القيادة السعودية في عين العاصفة"
02:50
This browser does not support the video element.
ورجح الأخير بأن يقوم أعضاء الكونغرس بسحب الأموال المخصصة لدعم وزارة الدفاع (البنتاغون) للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ويطالبون بفرض عقوبات.
تركيا "غير آمنة"
من جهتها، نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن الأرقام تثبت أن "تركيا ليست آمنة" وأن "الاغتيالات والجرائم وضعتها ضمن أكثر عشر دول في معدل جرائم القتل".
وذكرت الصحيفة في مقال بقلم خالد طاكشندي أنه "مع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، وبعيداً عن الفبركات الإعلامية وعشرات الروايات الكاذبة التي ضختها أبواق النظام القطري و/الإخوان المسلمين/ عن سيناريوهات اختفاء خاشقجي، تزيد القضية من قلق السياح السعوديين وقاصدي تركيا في العطلات الرسمية، في ظل ارتفاع كبير في عدد الجرائم المروعة التي شهدتها البلاد أخيرا".
و.ب/ م.س(أ ف ب، د ب أ رويترز)
السعودية ـ أزمات دبلوماسية متلاحقة في عهد ولي العهد الطموح
تزداد حدة الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا بشكل غير مسبوق، غير أن هذه الأزمة ليست الأولى، إذ شهدت الرياض منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد أزمات دبلوماسية مع دول بينها ألمانيا بسبب ملفات أبرزها ملف حقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
الأزمة بين مونتريال والرياض
االأزمة بين السعودية وكندا هي أحدث الأزمات الدبلوماسية في عهد محمد بن سلمان والتي بدأت بسبب انتقادات وجهتها السفارة الكندية للمملكة بشأن حقوق الإنسان، وذلك على خلفية اعتقال نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي. الأمر الذي اعتبرته السعودية تدخلاً في شؤونها الداخلية واتخذت قرارات تصعيدية تجاه كندا مست الطلاب السعوديين الدراسين هناك والمرضى والرحلات الجوية.
صورة من: picture alliance/AP/G. Robins/The Canadian Press
سحب السفير السعودي من برلين
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2017، استدعت السعودية سفيرها في برلين، عندما انتقد وزير الخارجية آنذاك زيغمار غابريل السياسة الخارجية السعودية تجاه كل من لبنان واليمن. وبعدها قامت الرياض بسحب سفيرها من ألمانيا، ولم يتم إرجاعه لحد الآن، بالرغم من إبداء الحكومة الألمانية حينها رغبتها في عودة السفير السعودي إلى برلين، كما عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن أملها في العمل على تحسين علاقات الجانبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
الأزمة مع قطر بتهمة دعم الإرهاب
بدأت الأزمة مع قطر قبل أكثر من عام عندما أطلقت فضائيات ومواقع إماراتية وسعودية هجوماً كاسحاً على الدوحة متهمة إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات والبحرين تنظيماً إرهابياً. على إثر ذلك قطعت الدول الأربعة علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، وشنت حملة حصار عليها لاتزال مستمرة. من جهتها نفت قطر دعم أي تنظيم متطرف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Faisal
الخلاف مع لبنان بسبب الحريري
الأزمة مع لبنان بدأت إثر اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته المفاجئة من الرياض، وظهر التصعيد بعد إقرار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتعرض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاحتجاز هناك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ما أدى إلى نشوب توتر في العلاقات بين البلدين. من جهته نفى الحريري والرياض احتجازه في السعودية رغما عنه. وبعد تدخل دولي شارك فيه ماكرون غادر الحريري المملكة وعدل عن استقالته.
صورة من: picture-alliance/ MAXPPP/ Z. Kamil
بين طهران والرياض أكثر من خلاف
الأزمة السعودية مع إيران وصلت إلى أشدها بعد أن قام محتجون في طهران باقتحام مبنى السفارة السعودية احتجاجاً على قيام المملكة بإعدام الزعيم الشيعي البارز نمر باقر النمر . ويذكر أنه قد تم اضرام النار في أجزاء من مبنى السفارة وتدمير أجزاء أخرى في الهجوم عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى القبض على خمسين شخصاً من جانب السلطات الإيرانية، ودفع السعودية مطلع عام 2016 إلى قطع علاقاتها مع إيران.
صورة من: Reuters/M. Ghasemi
تركيا والخلاف حول زعامة العالم الإسلامي
بالرغم من تاريخ العلاقات التركية السعودية التي تميزت في كثير من الأحيان بتعاون اقتصادي وتعاون عسكري، إلا أن تصريحات بن سلمان بشأن تركيا كشفت النقاب عن خلافات جوهرية بين البلدين. ومما جاء في هذه التصريحات أنه "يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية". كما أوضح أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة ".
الخلاف مع مصر تسبب بعقوبة نفطية
قبل تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، عرفت العلاقات السعودية المصرية توتراً منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وذلك عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب. كما وقعت مصر والمملكة اتفاقية تؤول بموجبها ملكية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى الرياض، تبعتها احتجاجات مصرية. وكان الرد السعودي وقف تزويد القاهرة بشحنات شهرية من منتجات بترولية.
صورة من: picture-alliance/AA/Egypt Presidency
السويد تتهم الرياض بأساليب القرون الوسطى
في آذار/ مارس 2015 استدعت الرياض سفيرها في ستوكهولم بسبب انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وخصت بالذكر منها القيود المفروضة على النساء ووصف حكم القضاء السعودي بجلد المدون السعودي المعارض رائف بدوي بأنه من "أساليب القرون الوسطى". إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/TT News Agency/Annika AF Klercker