010210 Unbegleitete minderjährige Migranten
١١ فبراير ٢٠١٠سنة بعد أخرى، يختفي في جميع أنحاء أوروبا، المئات من الأطفال والشباب من مراكز اللجوء ومؤسسات الرعاية المتخصصة. وفي حالات قليلة فقط تفتح السلطات المعنية تحقيقات للبحث عن المفقودين، بينما يبقى مصير الغالبية العظمى من الأطفال المفقودين مجهولاً. ولا احد يمكنه الجزم عما إذا كانوا يسافرون طواعية إلى أماكن أخرى، أم يصبحون ضحية لعصابات المتاجرة بالبشر، كما جاء ذلك في دراسة حديثة لمنظمة غوث الأطفال "أرض البشر" Terre des hommes.
تعدد أسباب لجوء القاصرين إلى أوروبا
هناك الآلاف من المهاجرين القاصرين الذين يصلون إلى أوروبا دون أن يرافقهم أحد، ويأتون من مختلف بلدان العالم بدءً بأفغانستان إلى المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية وانتهاءً بالصين. ويبلغ متوسط عمر هؤلاء الأطفال 15 عاماً، وغالبيتهم من الذكور. ويتحمل هؤلاء مخاطر السفر غير الشرعي إلى أوروبا إما هربا من الحروب والنزاعات المسلحة، أو لأن أسرهم دفعت بهم إلى الهجرة لكسب المال.
و يجري تهريب الكثير من الأطفال بواسطة عصابات تجارة البشر، وحين يتم إلقاء القبض على هؤلاء الأطفال من قبل شرطة الجمارك ومراقبة الحدود، يتم نقلهم إلى مراكز اللجوء، أو مؤسسات إيواء الأطفال واليافعين. ومن هناك يختفي العديد منهم دون أن يعلم أحد مصيرهم، كما توضح السيدة صوفيا حجام من منظمة "أرض البشر" قائلة: "هناك أطفال يغادرون مراكز الإيواء، إما لأن المركز لا يتوافق مع توقعاتهم، أو لأن هدفهم هو العمل وكسب المال، وآخرون يعتبرون البلد مجرد محطة عبور إلى اتجاه آخر". وتؤكد السيدة حجام أنها تعرف من الكثير من الأطفال أنهم يصبحون عرضة "ضغوط كبيرة من أجل مغادرة المركز".
فقدان الرعاية يؤدي إلى الانحراف
وحذرت المنظمة الفرنسية من أن إهمال رعاية القاصرين يرفع من احتمال وقوعهم ضحية للدعارة بالنسبة للفتيات، أو انزلاق الذكور منهم إلى عالم الإجرام. وعلى هذا الأساس جمعت المنظمة بيانات حول هذه الظاهرة من دول أوروبية عديدة، كفرنسا واسبانيا وبلجيكا وسويسرا وعملت على تحليلها. ويرى برنارد بوتون الخبير في مجال حقوق الطفل في منظمة "أرض البشر" أنه لا يجوز وصف هذا المشكلة بعد اليوم "بالهامشية". وأضاف بوتون قائلاً: "يحدث في كثير من الحالات أن يغادر نصف القاصرين المركز الذي يؤويهم، وذلك خلال يومين أو ثلاثة فقط بعد نزولهم فيه، وهذا أمر لا يمكن القبول به". وأستطرد الخبير الفرنسي بالقول: "إن هذا وضع لا يمكن وصفه بالطبيعي على الإطلاق، حينما يختفي المئات من الأطفال في أوروبا".
إن الأمر لا يتعلق هنا بنعمة أو صدقة تتفضل بها السلطات، بل إن القانون الدولي، الذي صادقت عليه جميع الدول الأوروبية، يفرض توفير حماية خاصة للقاصرين المهاجرين بدون صحبة الوالدين، إلى حين بلوغهم سن الرشد. وللأسف تتجاهل الحكومات هذه حقوق، كما يلاحظ الأستاذ لوتار كرابمان، وهو عضو في لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة. عن هذا يقول كرابمان: "الحكومات تقول إنهم (الأطفال) لا ينتمون لنا، إنهم يأتون من الخارج "، الأمر الذي يتناقض مع المعاهدة الدولية لحماية الطفل، التي تقول "إن الحقوق تشمل جميع الأطفال المتواجدين في البلد". إلا أن هذا لا يعني أن "على الدول القبول ببقاء جميع هؤلاء الأطفال نهائياً على أراضيها، ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار مصلحة الطفل بالدرجة الأولى في كل قرار تتخذه".
وينصح الخبراء الدول بتوفير العناية للقاصرين غير المصحوبين خصوصاً خلال الأيام الأولى لإقامتهم، مع احترام حقوقهم المدنية كاملة. وفي هذا السياق دعا برتارد بوتون، الخبير في حقوق الطفل، إلى عدم إيداعهم في مراكز مغلقة تشبه السجن. ويضيف بوتون قائلاً: "إن حل هذه المشكلة يكمن في تسليم هؤلاء القاصرين إلى المربين في دور الرعاية، للاستماع إلى همومهم ورغباتهم". كما دعت منظمة "أرض البشر" الدول المعنية إلى البحث عن الأطفال المفقودين بجدية، وعدم القبول بهذه الظاهرة كأمر واقع.
الكاتب: كلاوديا فيته / حسن زنيند
مراجعة: عماد م. غانم