1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اختفاء يوليانه الألمانية وعلاقته بصورة المسلمين في الغرب!

علاء جمعة
١١ يناير ٢٠١٨

اختفاء فتاة ألمانية بعد اعتناقها الإسلام في هامبورغ أثار جدلا في ألمانيا. هل يمكن أن تؤثر وقائع مثل هذه على حياة المسلمين عامة واللاجئين خاصة في ألمانيا، لاسيما أنّ الفتاة كان لها علاقة بشاب جزائري رحّل لرفض لجوئه.

Juliane Paulina Rita Hippel zur Öffentlichkeitsfahndung freigegeben
صورة من: Polizei Hamburg

بعد ترحيل صديقها الجزائري.. اختفاء ألمانية اعتنقت الإسلام

01:19

This browser does not support the video element.

أثار إعلان شرطة هامبورغ بحثها عن فتاة تحولت إلى الإسلام وهربت من منزلها كثيراً من الجدل في ألمانيا، خاصة بعد أن كشفت وسائل إعلام ألمانية مختلفة أن الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاما كانت على علاقة عاطفية مع طالب لجوء جزائري رحّل عن ألمانيا مؤخرا بسبب رفض طلب لجوئه.

ووفقا لبيان الشرطة فإن الفتاة الألمانية واسمها يوليانه باولينا ريتا هيبيل شوهدت آخر مرة في الثاني من ديسمبر/ كانون ثاني الماضي قبل أن تسجل العائلة اختفائها. وذكرت والدة الفتاة أن يوليانه اتصلت بها هاتفياً في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم إلا أنها لم ترد الإفصاح عن مكانها.

وأثار اعلان شرطة هامبورغ عن اختفاء  الفتاة وطلب المساعدة في البحث عنها جدلا في ألمانيا، خاصة أن الشرطة  نشرت صورا لها وهي محجبة، وفيما  قال البعض إن الفتاة قد تكون هربت إلى الجزائر ، لتلحق بصديقها الذي رُحّل عن ألمانيا، أكدت شرطة هامبورغ في سؤال حصري لـ DWعربية أن تحقيقاتها تشير إلى وجود الفتاة في محيط مدينتي هامبورغ وهانوفر، كاشفة أن اسم الفتاة لم يظهر في أي من المعابر الحدودية، كما أن لديها معلومات قوية أن الفتاة ما زالت موجودة في ألمانيا.

وكانت صحيفة بيلد قد نشرت تحقيقا عن الموضوع بعنوان "أحبت! غيرت دينها! اختفت!". حيث أجرت الصحيفة الالمانية لقاء مع والد الفتاة المختفية جاء فيه أنه بعد ترحيل صديقها الجزائري الذي يدعى مرشد أمل أن تعود ابنته إلى سابق عهدها، إلا أنها اختفت بعد ذلك. وقال إن ابنته تركت مفتاح البيت وهاتفها المتنقل إلا أنها أخذت بعض المجوهرات المتعلقة بالعائلة بحسب الصحيفة.

تغريدة نشرت على موقع تويتر ربطت بين إختفاء الفتاة واعتناقها الإسلام " فتاة في السادسة عشرة من هامبورغ اعتنقت الاسلام بسبب شاب ثم اختفت". 

من جهته اعتبر أنغيلو غيلزة  المتحدث باسم مجلس اللاجئين (Flüchtlingsrat - Hamburg)  في مدينة هامبورغ لـDW  عربية أن ما تتداوله وسائل الإعلام بهذا الطرح يضر اللاجئين، وذلك تعليقا على تناول بعض وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن اللاجئين بعمومية ودون التطرق إلى أن اللاجئين متباينين وليسوا متشابهين. وقال غيلزة " للأسف أي موضوع سلبي، يتم تناقله من قبل وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، دون التيقن من هذه الأمور، يولد موجة من الكراهية بخصوص اللاجئين في المجتمع".

وفي ذات السياق استنكر مستشار وزارة الداخلية لشؤون مؤتمر "الإسلام الألماني" سامي شرشيرة في حوار مع  DWعربية التناول الإعلامي الذي ربط اختفاء الفتاة باعتناقها الإسلام معتبرا أن هذا الأمر كله يدخل في باب التوقعات فقط، وتابع شرشيرة " لم يتم عمل لقاء مع الفتاة، ولم تعرف الملابسات بعد، ومع ذلك يتم التركيز على أن الفتاة اختفت بعد أن ارتدت الحجاب واسلمت وكأنه هو السبب الحقيقي فقط".

مستشار وزارة الداخلية لشؤون مؤتمر "الإسلام الألماني" سامي شرشيرة صورة من: privat

وقال شرشيرة من الواضح إن هذا الخطاب الإعلامي يؤثر على المسلمين في ألمانيا، وذلك لربط أي حادثة مرتبطة بهم بالتطرف، وهو ما يؤدي إلى تقبل المجتمع لهذه الأقوال غير الصحيحة، وناشد الخبير شرشيرة الإعلام بتناول أفضل لهذه الأحداث التي تحصل يوميا في ألمانيا، وعدم ربطها فقط بموضوع اللجوء أو الإسلام، مؤكدا أن مثل هذا الطرح يؤدي إلى تأليب المجتمع ضد المسلمين".

وتأتي هذه القصة بعد أيام قليلة فقط من نشر قناة كيكا المخصصة للأطفال، قصة حب بين اللاجئ السوري ضياء وبين المراهقة الألمانية مالفينا، حيث نشرت بعض مواقع الإعلام خاصة موقع "كرونه" النمساوي تحذيرا من تكرار قصة حب فاشلة جرت بين لاجئ افغاني قيل إنه في الخامسة عشرة من عمره ومراهقة ألمانية في الخامسة عشرة انتهت بإقدام اللاجئ على قتل المراهقة طعناً بسكين في بلدة كاندل في ولاية راينلاند بفالس.

واشتد الجدل لأنّ القناة المخصصة للأطفال عرضت معلومات غير صحيحة حول عمر بطل الفيلم، وهو بالغ يخوض علاقة مع فتاة مراهقة، ما أثار أسئلة حول عمره الحقيقي كما تساءلت أغلب وسائل الإعلام الألمانية، لاسيما وأن قناة "كيكا" تتلقى تمويلها من دافعي الضرائب الألمان.

وخلال الفيلم، تروي مالفينا بعضاً من الصعوبات الناجمة عن تباين الثقافات، والتي تمر بها علاقتها باللاجئ القادم من حلب في سوريا. فتقول على سبيل المثال إنه - أي ضياء - لا يسمح لها بارتداء تنورة قصيرة ولا يسمح لها أن تعانق صديقها باسكال، ناقلة عنه قوله: "إنها ( مالفينا) لي، وأنا لها، هكذا هي القاعدة بالنسبة لي".

وعلق عضو البوندستاغ الألماني ديرك سبانيل من حزب "البديل من أجل ألمانيا" على حسابه في موقع "فيسبوك" قائلاً: "هذا الفيلم يمثل استغلالاً غير مسؤول لصغار المشاهدين!"، مذكراً بجريمة اللاجئ الافغاني في  بلدة كاندل، ومنهياً تعليقه بالقول: "هذه بروباغندا خطيرة لا تطاق من طرف الإعلام العائد للدولة"، حسبما نقلت عنه صحيفة "بيلد" .

الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عبدالصمد اليزيديصورة من: Privat

من جهته يرى الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عبد الصمد اليزيدي في حوار مع DW  عربية أن يوليانه قد اختفت في هامبورغ في ظروف غامضة، دون ذكر الأسباب من الجهات الرسمية، وهو ما يجعل أسرتها في حالة توتر وقلق شديدين، لذلك فهو يؤكد "أن القلوب في هذه الساعة مع ذويها في هذه اللحظات الحرجة، كما أنه يسأل الله عودتها سالمة إلى أهلها".

وأكد اليزيدي أن هناك ملاحظة من قبل المجلس الاعلى للمسلمين "بوجود محاولة تصيد من قبل بعض اليمينيين المتطرفين في ألمانيا الذين يحاولون استغلال هذه المأساة من أجل زرع الكراهية في المجتمع، مركزين على الجانب الديني في الموضوع".

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نريد أن نؤكد لعائلة الفتاة المختفية وقوفنا معهم بهذه المأساة، ونحن لا نريد الانجرار وراء الذين يحرضون ضد المسلمين ويتهمونهم بالتطرف. ولدى سؤاله عن وجهة نظر المجلس الأعلى للمسلمين لحالات الصداقة التي جمعت هذه الفتاة  (يوليانه) والفتاة الأخرى (مالفينا) بمهاجرين مسلمين قال "إن محاولة البعض ربط اللاجئين وموضوع الإسلام بهذه القضايا هو أمر غير صحيح، فالإسلام لم يأت لأوروبا عبر اللاجئين في الوقت الحالي، الإسلام موجود في ألمانيا منذ عقود"، وتابع اليزيدي القول " في حالة الفتاة ( يوليانه) فإن تحولها للإسلام لا يجب أن ينظر له أنه مكسب لو كان فقط من أجل الحب، فحتى منذ زمن الرسول محمد يتم التأكيد على ضرورة الإسلام من منطلق عقلاني وليس من أجل مكتسبات دنيوية. وقال اليزيدي نريد أيضا عودة الفتاة إلى أهلها وأن تنهي القضية بسلام".

الكاتب: علاء جمعة 

بعد ترحيل صديقها الجزائري.. اختفاء ألمانية اعتنقت الإسلام

01:19

This browser does not support the video element.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW