"ادّعاء كاذب" .. نائب يساري يرد على ميرتس بشأن دولة الرفاه
خالد سلامة د ب أ، صحف ألمانية
٤ سبتمبر ٢٠٢٥
بعد تصريحاته عن دولة الرفاه و"العيش بصورة تتجاوز إمكانياتنا"، انهالت على المستشار الألماني فريدريش ميرتس الانتقادات من المعارضة وحتى من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في حكومته الائتلافية.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعرض لانتقادات، من أحزاب المعارضة خصوصا، بسبب حديثه عن دولة الرفاه بألمانيا. صورة من: Dominik Asbach/ZDF/dpa/picture alliance
ووفقاً لمكتب الإحصاء الاتحادي، خصصت الحكومة الاتحادية 53ر5% من الناتج المحلي الإجمالي لنفقات الضمان الاجتماعي في عام 2024، مقابل 64ر5% في عام 2015. وفي عام 2000، كانت النسبة 63ر5%. وفي سنوات الأزمات التي تلت ذلك، كانت هناك بعض النسب الاستثنائية.
وطلب النائب البرلماني عن حزب "اليسار"، ديتمار بارتش، هذه الأرقام من مكتب الإحصاء الاتحادي، وذلك على خلفية الجدل داخل الائتلاف الحاكم، الذي يضم التحالف المسيحي المحافظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي، حول القدرة على تمويل الرفاه الاجتماعي. وينظر بارتش إلى هذا الجدل بانتقاد شديد ويحذر من تقليص ميزانية الضمان الاجتماعي.
وتظهر الإحصاءات الرسمية أنه رغم ارتفاع الإنفاق الحكومي على الضمان الاجتماعي بشكل كبير من حيث القيمة المطلقة، زاد في المقابل الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، والذي ارتفع من 13ر2 تريليون يورو عام 2000 إلى 33ر4 تريليون يورو العام الماضي.
وكما هو الحال مع الضمان الاجتماعي، قارب الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية مستواه في عام 2000 بالقياس إلى الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغ في ذلك الحين نسبة 21ر0% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 20ر0% في عام 2024. ومع ذلك، انخفضت هذه النسبة في عامي 2010 (19ر0%) و2015 (19ر0%).
ووفقاً لهذه الإحصاءات، ازدادت حصة الإنفاق على التعليم من الناتج المحلي الإجمالي بصورة متواصلة: من 25ر0% عام 2000 إلى 52ر0% عام 2024.
انتقادات: "هراء"
وانتقد بارتش بشدة المستشار وزعيم الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس الذي قال: "لم يعد من الممكن تمويل دولة الرفاه كما هي عليه اليوم بما نقوم به على الصعيد الاقتصادي حالياً". وقال بارتش: "هذه في الواقع حملة كاذبة ضد دولة الرفاه. ادعاؤه بأننا لم نعد قادرين على التمويل كذب". وأضاف بارتش أن دولة الرفاه الاجتماعي ليست هي التي تبدد الميزانية، بل سياسة التسلح، وقال: "رسالتنا إلى الحكومة الاتحادية واضحة لا لبس فيها: ارفعوا أيديكم عن دولة الرفاه الاجتماعي".
إعلان
النائب عن الحزب اليساري ديتمار بارتش. صورة من الأرشيف صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
كما أثار كلام ميرتس جدلاً في صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وقالت زعيمة الحزب ووزيرة الشؤون الاجتماعية، بيربل باس بأن الكلام القائل بأننا "لم نعد قادرين على تحمل تكاليف دولة الرفاهية من الناحية" هو "هراء"، بيد أنها أكدت على ضرورة إجراء إصلاحات.
أما النائبة في البرلمان الاتحادي عن حزب الخضر ريكاردا لانغه فقد سخر من كلام ميرتس عن "العيش بصورة تتجاوز إمكانياتنا منذ سنوات" مرفقة كلام ميرتس بصورة له وهو يقود طيارته الخاصة.
الجدير بالذكر في هذا الجدل أن مصطلح "دولة الرفاه الاجتماعي" غالباً لا يشير فقط إلى الإعانات التي تدفعها الدولة من عائدات الضرائب، مثل ما يعرف بـ"أموال المواطن"، بل يشمل المصطلح عادة أنظمة التأمين الاجتماعي للمعاشات التقاعدية، والرعاية الصحية، والرعاية في الشيخوخة، أو بمعنى آخر "دولة الرخاء الاقتصادي والاجتماعي".
ورغم حصول هذه الأنظمة على بعض الدعم الحكومي، فإنها تمول بشكل كبير من مساهمات الموظفين وأرباب العمل. وعند جمع مخصصات الإنفاق الحكومي والإنفاق الطوعي على التأمينات الاجتماعية، فسيصل المجموع إلى ما يقارب 30% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لحسابات مؤسسة "هانز بوكلر"، المقربة من النقابات العمالية، لعام 2024.
تحرير: صلاح شرارة
بالصور: ألمانيا تفتح أبواب المخبأ السري لمليارات الطوارئ!
أيام الحرب االباردة، بنى البنك المركزي الألماني ملجأ حصينا وخبأ فيه المليارات من عملة طوارئ بديلة. الموقع كان سريا جدا، في بلدة صغيرة، بحيث الجيران المباشرين لم يعرفوا بأمره. واليوم أصبح المكان متحفا مفتوحا أمام الجمهور.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تمويه المدخل
ينى البنك المركزي لجمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) بين عامي 1962 و1964 ملجأ حصينا جدا على مساحة تقدر بنحو 8700 متر مربع في بلدة كوخم الصغير بولاية راينلاند بفالتس. الملجا من الخارج كان يبدو وكأنه مدرسة ومكان للتنزه. صحيح أن أهل البلدة كانوا يعرفون أن هناك ملجأ محصنا في المكان، لكن حتى الجيران الملاصقين له لم يعرفوا ماذا يحتوي.
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance
على عمق 30 مترا تحت الأرض
وتم اختيار موقع الملجأ عن دراية، حيث كان يعتقد أن وادي نهر "موزيل" يمكن أن يصمد أمام الارتدادات التي قد تنتج عن ضربة نووية. ففي هذا المكان السري جدا تم تخزين 15 مليار مارك ألماني، كعملة طوارئ بديلة.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
عملة طوارئ بديلة
خلال الحرب الباردة، كانت حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية) في بون، تخشى من أن يتم تهريب كميات كبيرة من العملة المزيفة إلى البلاد. والنتائج ستكون حينها كارثية: فإذا انعدمت الثقة بالمارك الألماني، سينهار اقتصاد البلاد. لذلك تم اتخاذ قرار بطباعة عملة بديلة وتخزينها في هذا الملجأ.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
أبواب حديدية مصفحة وثقيلة جدا
الغرفة التي تم تخزين العملة فيها (الخزنة)، كان مسموحا لأشخاص قليلين جدا من البنك المركزي بالدخول إليها. الأرقام والمفاتيح السرية كانت مخبأة في مدينة فرانكفورت. ومن أجل حماية هذا المكان تم وضع حساسات في الجدران تعمل حين تحدث ضجة أو يقع اهتزاز، ولدى إنطلاق جرس الإنذار نتيجة ذلك كانت الشرطة المحلية تعرف بذلك مباشرة، ولكن من دون أن تعرف ماذا يوجد في هذا المخبأ!
صورة من: Ina Fassbender/AFP
صناديق العملة البديلة
تم طباعة نحو 15 مليار مارك ألماني من العملة البديلة على شكل نقود ورقية من فئه 10 و20 و50 و100 مارك وتخزينها في صناديق بالملجأ. وكان مخططا أن يتم سحب العملة القديمة في حال حدوث أزمة طارئة، واستبدالها بهذه العملة فورا. وكان موظفو البنك المركزي يفحصون كل ثلاثة أشهر حال الصناديق والعملة التي بداخلها.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تقنية قديمة من عصر آخر
لم تكن العملة فقط مخبأة في الملجأ، وإنما كان يمكن الإقامة فيه لمدة أسبوعين بأمان في حال حدوث هجوم نووي. حيث كان هناك اتصال لاسلكي مباشر مع وزراة الداخلية الاتحادية في العاصمة بون، ومحركات ديزل لتوليد الكهرباء و18 ألف لتر من الوقود وخزان لمياه الشرب بسعة 40 ألف لتر.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
مكان لحماية الأشخاص أيضا
في حالة الطوارئ كان هناك مكان لحماية 80 شخصا أيضا في الملجأ، مع غرف للنوم وأخرى للعمل وفلترات لتنقية الهواء. لكن ليس هناك معلومات حول الأشخاص الثمانين، الذين كان يمكن أن يلجأوا إلى هذا المكان في حال حدوث هجوم نووي.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
إتلاف عملة الطوارئ عام 1988
في عام 1988 تم اتخاذ قرار بإتلاف العملة البديلة، لأنها لم تعد عصية على التزوير، كما أن نظام الدفع الالكتروني جعل الأوراق النقدية أقل ضرورة. وبعد ذلك بقى الملجأ فارغا حتى عام 2014، حيث بيع لأحد المستثمرين وتم فتحه أمام الجمهور منذ عام 2016، وأصبح متحفا يمكن لأي شخص زيارته. إعداد: فيليب بول/ ع.ج
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance