قال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) اليوم الخميس إن اليونان وأيرلندا سجلتا عجزا في موازنة العام الماضي أكبر مما كان متوقعا في البداية، وإن بيانات اليونان لا تزال غير جديرة بالثقة وربما يجري تعديلها صعودا بنسبة أكبر. وأكد المكتب أن العجز العام في دول منطقة اليورو ارتفع أكثر من ثلاثة أضعاف العام الماضي ووصل إلى مستوى لا سابق له بلغ 3,6 بالمائة من إجمالي الناتج الخام.

ويعكس هذا الارتفاع من نسبة 2 بالمائة في 2008 التي كانت اقل من عتبة الثلاثة بالمائة المحددة، أسوأ أزمة انكماش منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تسجل أي من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فائضا في 2009.

ارتفاع حاد في عجز موازنة اليونان في 2009

وقال يوروستات إن اليونان سجلت عجزا بلغ 13.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2009 مقارنة مع تقارير سابقة أشارت لبلوغ العجز 12.7 بالمائة، إلا أن هناك توقعات بأن تزداد تلك الفجوة اتساعا.

وقال المكتب في مذكرة ملحقة بالبيانات إنه "يبدي تحفظه بشأن جودة البيانات التي قدمتها اليونان نتيجة عدم التيقن بشأن فائض صناديق الضمان الاجتماعي في 2009 وبشأن تصنيف بعض الكيانات العامة وتسجيل مبادلات الديون بأسعار غير المعمول بها في السوق."

وتجري اليونان حاليا مفاوضات للتوصل إلى شروط حزمة مساعدات لآجل ثلاث سنوات مع المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتعاني اليونان أزمة مالية طاحنة وديون تقدر بأكثر من 300 مليار يورو، مما دفع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لعرض تقديم قروض ومساعدات بقيمة تصل إلى 45 مليار يورو لإخراج اليونان من عثرتها الحالية. وإثر هذه الأنباء تراجعت أسعار سندات الحكومة اليونانية واليورو، وتحولت الأسهم الأوروبية إلى الهبوط بشدة صباح اليوم في ظل انخفاض أسهم البنوك بعدما أشار تقرير يوروستات إلى أن الوضع المالي في اليونان يبدو متدهورا.

ألمانيا تستبعد تقدم اليونان قريبا بطلب للحصول على مساعدات

وكان وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله استبعد أن تتقدم اليونان خلال الأسابيع المقبلة بطلب للحصول على مساعدات وقروض لتجاوز أزمتها المالية الطاحنة. وقال الوزير اليوم الخميس في حديث للإذاعة الألمانية دويتشلاند فونك إن اليونان لن تتقدم قبل منتصف أيار/مايو المقبل على الأرجح بطلب للاستفادة من حزمة مساعدات الطوارئ التي يعرضها الاتحاد الأوروبي. وأشار الوزير إلى عدم وجود مشاكل أمام اليونان لتسيير أمورها المالية عبر اذونات الخزانة. وأكد شويبله أن المشاورات التي انطلقت أمس الأربعاء بين المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي حول مساعدة اليونان تدخل في نطاق الاستعدادات لمنح أثينا القروض اللازمة.

الجدير بالذكر أن دول منطقة اليورو عرضت المساهمة بقروض قيمتها 30 مليار يورو لمساعدة اليونان، بينما أعرب صندوق النقد الدولي عن استعداده للمساهمة بنحو 15 مليار يورو. ولم تقرر الحكومة اليونانية حتى الآن ما إذا كانت ستطبق "آلية المساعدة الطارئة" لتفادي إعلان عجزها عن سداد ديونها التي تصل إلى 300 مليار يورو. إلا أن وزير المالية اليوناني جورج باباكونستانتينو أعلن مساء أمس الأربعاء أن اليونان ستتخذ قريبا قرارا بشان تفعيل أو عدم تفعيل آلية للمساعدة من نظرائها في منطقة اليورو ومن صندوق النقد الدولي.

(ي ب / ا ف ب / د ب ا / وريترز)

مراجعة: عبده المخلافي