فيما يستعد الحجاج لمغادرة الأراضي السعودية بعد انتهائهم من أداء شعائر الحج، أعلنت السلطات ارتفاع حصيلة قتلى تدافع منى لأكثر من 760 قتيلاً. كما استدعت الخارجية الإيرانية للمرة الثالثة القائم بالأعمال السعودي في طهران.
إعلان
يستعد مئات آلاف الحجاج لمغادرة مكة بعد انتهاء مناسك الحج، التي تخللها تدافع هو الأكثر دموية منذ 25 عاماً وأثار انتقادات لاذعة للسعودية واتهامات بضعف التنظيم، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الضحايا إلى 769 قتيلاً، بحسب وزارة الصحة السعودية.
وتدفق مئات الآلاف من الحجاج منذ ساعات الصباح الأولى إلى منى لرمي الجمرات الثلاث. وتولت قوات الأمن تنظيم حركة الحشود بعدما انتشرت بكثافة في الموقع الذي حصل فيه التدافع القاتل يوم الخميس، والذي خلف 769 قتيلاً و934 جريحاً، بحسب أحدث حصيلة أعلنتها السلطات السعودية.
من جهتها، أعلنت إيران السبت (26 أيلول/ سبتمبر 2015) ارتفاع عدد حجاجها الذين قتلوا في حادث التدافع الخميس إلى 136 شخصاً. وقال سعيد أوحدي، رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية: "أحصينا حتى الآن 136 قتيلاً و102 جريحاً و344 مفقوداً" بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الإيراني على موقعه الإلكتروني.
وقال نائب وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان: "سلمنا لائحة المفقودين إلى السلطات السعودية". كما طالبت إيران بالمشاركة في التحقيق.
يأتي ذلك في الوقت الذي استدعت فيه الخارجية الإيرانية وللمرة الثالثة القائم بالأعمال السعودي بطهران، حسن بن إبراهيم الزويد، لإبلاغه الملاحظات اللازمة للإسراع بمتابعة ضحايا كارثة منى ووضع الحجاج الإيرانيين. وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت القائم بالأعمال السعودي مرتين سابقاً يومي الخميس والجمعة.
وفي تركيا، رأى نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم، محمد علي شاهين، أن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية. وقال في تصريحات نقلتها وكالة "دوغان" للأنباء: "لو كلفت تركيا بالحج لنظمته بدون أن يصاب أحد بأذى".
أبرز الحوادث أثناء أداء مناسك الحج
لقي 717 حاجا على الأقل لاقوا حتفهم اليوم الخميس ( 25 أيلول/ سبتمبر 2015) في تدافع في مشعر منى خارج مدينة مكة في أسوأ كارثة تقع أثناء موسم الحج منذ 25 عاما. في هذه الصور عرض لأبرز الحوادث التي شهدتها مناسك الحج.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
في عام 1987 شهد موسم الحج مواجهات بين حجاج إيرانيين وبين الشرطة السعودية أسفرت عن مقتل 402 شخصاً (275 من الإيرانيين و85 من السعوديين و45 حاجاً من بلدان أخرى).
صورة من: farhangnews
خلال موسم الحج بشهر يوليو/ تموز عام 1990، قتل 1426 حاجاً سحقاً داخل نفق المعيصم قرب مكة، وذلك أثناء شعيرة رمي الجمرات.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Al Shaikh
قتل 244 حاجاً من مختلف الجنسيات في اليوم الأول لموسم الحج بتاريخ فبراير/ شباط 2004 خلال رمي الجمرات، بعد تدافع وقع في منى.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Mahmoud
في عام 2006 قتل 346 حاجاً على الأقل جراء التدافع في منطقة رمي الجمرات، رغم أن الحكومة السعودية أنفقت مليارات الدولارات على تطوير وتوسيع البنية التحتية لهذا المكان.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Mehri
إضافة إلى عمليات التدافع والاختناق، شهدت بعض مواسم الحج نشوب حريق في مخيمات أسفرت عن مقتل العشرات من الحجاج. ويتابع أهالي الحجاج أخبارهم باهتمام وخوف كبير حتى يوم عودتهم.
صورة من: DW
رغم التجهيزات الحديثة لمراقبة حركة مرور الحجاج، إلا أن السلطات السعودية فشلت أكثر من مرة في تفادي وقوع حوادث التدافع أو الاختناق، وهو ما جلب للرياض انتقادات لاذعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Qabalan
تواجه السلطات السعودية انتقادات كبيرة بسبب طريقة تسيير الحج. أما السعودية، فتلقي اللوم على الحجاج بسبب ما تسميه "عدم احترام بعض الحجاج لتعليمات السلطات المنظمة للحج".
صورة من: picture-alliance/dpa/Kamal Mustafa
في خطوة فاجأت بعض المراقبين، رأى محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، أن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية.
صورة من: Getty Images/AFP
يدرّ موسم الحج مليارات الدولارات على السعودية. ورغم الحوادث القاتلة، يتوافد سنوياً ملايين المسلمين من كل بقاع العالم لأداء مناسك الحج أو العمرة. الكاتب: عبد الرحمان عمار