ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم صعدة وواشنطن تطالب بالتحقيق
٩ أغسطس ٢٠١٨
ارتفعت حصيلة قتلى القصف الذي تعرضت له حافلة تقل أطفال في محافظ سعدة إلى خمسين قتيلا بينهم 29 طفلاً على الأقل وفقا للصليب الأحمر. في حين طالبت واشنطن التحالف العسكري بقيادة السعودية بالتحقيق في الهجوم.
إعلان
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء اليوم الخميس (التاسع من آب/أغسطس 2018)، أن عدد ضحايا القصف الذي استهدف حافلة مدرسية في سوق مزدحم في محافظة صعدة اليمنية، ارتفع إلى 50 قتيلا. وقالت اللجنة الدولية في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن عدد الضحايا من هجوم صباح اليوم في صعدة، وصل إلى 50 قتيلاً و77 جريحا". وأضافت اللجنة أن "30 قتيلاً و 48 من الجرحى وصلوا إلى مستشفى الطلح الذي تدعمه لجنة الصليب الاحمر". وأشارت إلى أن غالبية هؤلاء الضحايا كانت من الأطفال. وأردفت "لا يجب أن يدفع أي طفل ثمنا لنار أشعلها الكبار".
وفي تغريدة سابقة قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن "وصل إلى المستشفى المدعوم من فريقنا في اليمن 29 جثة لأطفال تحت الخامسة عشر من العمر و48 جريحاً، بينهم 30 طفلاً" من دون ان توضح طبيعة القصف الذي استهدف سوق ضحيان.
وشاهد مصور يتعاون مع فرانس برس في المحافظة أطفالا جرحى يتلقون الرعاية في مركز طبي، غطت غالبيتهم الدماء. فيما نقلت قناة "المسيرة" المتحدّثة باسم الحوثيين عن وزارة الصحة التابعة لهم أن "الغارة أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً و77 جريحاً". وقالت إن "طائرات العدوان استهدفت حافلة الأطفال وسط سوق ضحيان ما رفع من أعداد الشهداء والجرحى".
من جهته قال التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) إن "الاستهداف الذي تمّ اليوم في محافظة صعدة عمل عسكري مشروع لاستهداف العناصر التي خطّطت ونفّذت استهداف المدنيين ليلة البارحة في مدينة جازان" في جنوب السعودية. ولم يوضح البيان طبيعة الهجوم، ولم يقل صراحة إنه استهدف حافلة تقل أطفالاً.
وكانت السعودية اعترضت مساء الأربعاء صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون من اليمن وأدّى تناثر شظاياه إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، بحسب الرياض. وأكّد التحالف في بيانه أن استهداف صعدة تمّ "بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني"، مشددا على أنّه سيتّخذ "كافة الإجراءات ضدّ الأعمال الإجرامية والإرهابية من الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كتجنيد الأطفال والزجّ بهم في ميدان القتال واتّخاذهم كأدوات وغطاء لأعمالهم الإرهابية".
ادانات وتساؤلات
هذا و أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) القصف وقال جيرت كابيلير، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا :" لا أعذار بعد الآن ...هل يحتاج العالم حقا المزيد من أرواح الأطفال الأبرياء لوقف الحرب القاسية على الأطفال في اليمن؟.
من جهتهما، دانت منظمتا "سيف ذي تشيلدرن (غوث الأطفال)" و"أطباء بلا حدود" الغارة. وقالت "سيف ذي تشيلدرن" إن الأطفال كانوا على متن حافلة عائدة "من رحلة مدرسية عندما توقف السائق لشراء شيء ليشربه" واصفة الهجوم بـ"المروّع". ودعت المنظمة أيضا إلى "تحقيق كامل وفوري ومستقل في هذا الهجوم وغيره من الهجمات التي وقعت مؤخراً واستهدفت المدنيين والبنى التحتية المدنيّة".
أما منظمة أطباء بلا حدود، فكتبت في تغريدة على تويتر أن الحافلة تعرّضت "للقصف في سوق ضحيان بين صعدة ويسنم حيث تقدّم فرق أطباء بلا حدود الدعم الطبّي".
وأضافت في تغريدة أخرى "ما زال المدنيون في اليمن يدفعون ثمناً باهظاً بعد 3 سنوات من الحرب تسبّبت بمقتل وإصابة وإعاقة الآلاف. إنّ الإصابات في صفوف المدنيين أمرٌ غير مقبول".
والأسبوع الماضي، قتل 55 مدنيا وأصيب 170 بجروح في قصف استهدف مدينة الحديدة، بحسب حصيلة للصليب الأحمر. وتبادل التحالف والمتمردون الاتهام بالوقوف خلف القصف.
ي .ب / أ.ح (ا ف ب، د ب أ، رويترز)
اليمن- قعقعة سلاح وشعبٌ على حافة المجاعة
"أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، هكذا توصف الأوضاع في اليمن. هجمات عسكرية لم تجر وراءها غير ضحايا حرب ومآسي ستنهي عامها الرابع. أزمات إنسانية وسط تنديد دولي يحذر من فداحة الوضع الذي لا يشهد تحسنا ملحوظا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
نهاية حزينة
هي فعلا بقايا منازل، لكنها نهاية زفاف أيضا. الصورة التقطت بعد هجوم نُسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، بالرغم من نفيه لذلك. توالي الهجمات في اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا "الكارثة الإنسانية الأسوأ" في العالم. خراب يتمدد كل يوم إلى مدن جديدة وآمال في الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولي بفضاعة الوضع، فضلا عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو "المجاعة"، حسب ما حذرت منه "أوكسفام".
صورة من: picture alliance/abaca
"الحُديدة" تموت؟
"الحديدة" من المدن اليمنية التي لم تقدر على مجاراة الأوضاع بالبلد. هي الأخرى شهدت مواجهات كلفتها آلاف الأرواح والكثير من الخسائر. كما "يتم نشر القوات المسلحة في مدينة الحديدة ويجري حفر الخنادق وإقامة الحواجز، وتتعرض ضواحي المدينة من الجو للقصف، و يتم إسقاط المنشورات التي تدعو إلى الانتفاضة"، حسب منظمة "أوكسفام" الدولية. وهي الآن من المدن اليمنية التي تنحدر نحو المجاعة أيضا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
ألغام
النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين خلف كثير من المآسي نتيجة الأدوات المستعملة في الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التي تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت إلى تعطيل الحياة في المناطق المتضررة، كما يُرجح أن تشكل تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بفترة طويلة، حسب تقرير "هيومن رايتس واتش". يُشار إلى أن اليمن طرف في "اتفاقية حظر الألغام".
صورة من: picture-alliance/dpa/STR
عرقلة المساعدات الإنسانية
أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان. ويزيد من حدة الوضع باليمن خطوات التحالف، كتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات..
صورة من: picture alliance/dpa/M. Mohammed
نزاع مسلح
أدرجت "هيومن رايتس واتش" الحوثيين والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتحالف بقيادة السعودية في "قائمة العار" السنوية لارتكابهم انتهاكات ضد الأطفال خلال النزاع المسلح. وحسب المنظمة فإن قوات الحوثي والحكومة والقوات الموالية لها استخدمت الأطفال كجنود، ويقدر عدد هؤلاء الأطفال بنحو ثلث المقاتلين في اليمن.
صورة من: Getty Images/AFP
هجوم عشوائي!
وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن قوات الحوثي أطلقت قذائف مدفعية عشوائية بشكل متكرر على المدن اليمنية وجنوب السعودية. وقد استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Arhab
جوع وحاجة!
تعاني مناطق عديدة في اليمن، بسبب الحرب، من ندرة الغذاء. فضلا عن قلة المواد الأساسية منها، كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. منظمة "أوكسفام" أشارت إلى أن سعر كيس من الأرز، في الحديدة مثلا، ارتفع بنسبة 350 بالمائة، في حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهي بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت إلى الوضع الذي ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة.
صورة من: Reuters/F. Salman
النساء متضررات
تعاني المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح في اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة. كما زادت معدلات الزواج القسري والأطفال. فضلا عن هذا تعاني اليمنيات تمييزا شديدا في القانون والممارسة، حسب المنظمة، إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولي أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية في الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسري والجنسي.
صورة من: IWMF/Stephanie Sinclair
هروب نحو الأمل...
يفضل يمنيون كثر الخروج من مناطق المواجهات والنزوح نحو أماكن أكثر أمانا. وحسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 121 ألف شخص قرروا النزوح من محافظة الحديدة غربي اليمن فرارا من القتال. كما قال التقرير الصادر عن المنظمة، فإن وتيرة النزوح قد تباطأت من محافظة الحديدة، لكن بعض العائلات التي تستطيع توفير وسائل النقل أو السيارات الخاصة بها ما زالت تغادر المدينة للبحث عن مأوى آمن. إعداد: مريم مرغيش.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion