علماء المناخ يحذرون من ذوبان الجليد في القطب الشمالي
٢٢ ديسمبر ٢٠١٦
يبدو أن الأرض أمام كارثة بيئية، وذلك جراء ارتفاع غير مسبوق لدرجات حرارة الهواء في القطب الشمالي. وبدلا من ثلاثين درجة مئوية تحت الصفر هي معدل الحرارة الطبيعي في هذه الفترة، فإن الحرارة وصلت الأربع درجات تحت الصفر فقط.
إعلان
قال علماء المناخ إن درجات الحرارة في القطب الشمالي ارتفعت إلى ما يقارب نقطة الذوبان اليوم الخميس (22 ديسمبر/ كانون أول 2016) جراء هبوب موجة غير مألوفة من الهواء الحار على منطقة من القطب الشمالي تكون في هذا الوقت من السنة في حالة تجمد تام في ظلمة الشتاء. وقال معهد الأرصاد الجوية النرويجي إن درجات حرارة الهواء في القطب الشمالي تقدر بأربع درجات تحت الصفر عند الظهيرة تقريبا وسط تساقط ثلوج خفيفة في حين أن درجات الحرارة المألوفة في هذا الوقت من السنة كانت تقدر بثلاثين درجة مئوية تحت الصفر.
ولا توجد محطات لمراقبة الطقس في القطب الشمالي لكن عوامة طافية في المحيط المتجمد الشمالي إلى شمال جزيرة سبيتسبرجن النرويجية سجلت درجة الحرارة عند الصفر الخميس. وتعتبر هذه السنة هي الأكثر دفئا على الإطلاق في جميع أنحاء العالم جراء انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وظاهرة النينيو المناخية في المحيط الهادي.
وقالت جوستينا ودزيسكو خبيرة الأرصاد الجوية في المعهد البلجيكي "هناك منطقة ضغط منخفض بين غرينلاند وسبيتسبرجن مع تيار هوائي قوي للغاية." وقال جسبر إركسن وهو خبير طقس في معهد الأرصاد الجوية الدنمركي إن تسجيل الارتفاع في درجات الحرارة في القارة القطبية "بات مألوفا أكثر من ذي قبل بسبب تضاؤل القشرة الجليدية وارتفاع حرارة المياه تحتها."
التغيرات المناخية..الخطر الذي يهدد كوكب الأرض
التغيرات المناخية تُبدلُ حالياً المناخ في كوكبنا، بدءاً من ذوبان الأنهار الجليدية وإنتهاءاً بإرتفاع مستوى مياه البحار. إذا أردت أن تَقصَ على أطفالك شيئاً عن الأنهار الجليدية ، فما عليك إلا أن تبدأ قبل فوات الآوان.
صورة من: Fotolia/peteri
من أراد الغوص في الشعاب المرجانية الإسترالية ليلتقط صوراً برفقة السمكة "نيمو". من الافضل أن يسرعَ في ذلك،لأن إرتفاع درجات الحرارة بمعدل درجتين يُمكن أن يحول لون المرجان إلى اللون الأبيض وبالتالي سيؤدي ذلك إلى زواله. كما أن إزدياد إمتصاص مياه المحيط لغاز ثاني أكسيد الكربون سيزيد من نسبة حموضة الماء، وبالتالي سيمنع ذلك أي مرجان جديد من النمو مجدداً.
صورة من: picture-alliance/ dpa
تفيدُ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن جبال الألب تشهد تراجعاً كبيراً في المُعَدَلات السنوية لسقوط الثلوج. وتواجه المناطق المنخفضة تراجعاً كبيراً في معدل سقوط الثلوج. وتقوم بعض المنتجعات بتغطية الأنهار الجليدية بمواد عاكسة خلال الأشهر الدافئة، ونيجة لذوبان الأنهار الجليدية ينتقل الغطاء النباتي لينمو في المناطق الأكثر إرتفاعاً.
صورة من: picture-alliance/chromorange
"البندقية" مدينة منخفضة يمكن أن تتعرض للغمر بفعل إرتفاع منسوب مياه البحار، أو يمكن أن تصبحَ غير صالحة للسكن بسبب الفيضانات. لن تواجه المدن الساحلية الإيطالية وحدها هذا المصير، بل ستشاركها مدن كثيرة في العالم مثل "نيويورك" و"بانكوك" و "هونغ كونغ" و "طوكيو" و "مومباي" و "الإسكندرية" و "أمستردام".
صورة من: picture-alliance/dpa
أدى ذوبان الجليد إلى الكشف عن الممر القطبي الشمالي الغربي وهو يختصر المسافة بالنسبة للسفن بين قارتي آسيا وأوروبا، ولم يكن ذلك الممر سالكاً في عام 2007، وقد أعلنت وكالة الفضاء الأوربية أن الممر برمته أمسى صالحاً للإبحار، غير أنه ليس واضحاً حتى الآن فيما إذا كان هذا الممر سيُعتمد كخط ملاحي ، وتقوم سفن الرحلات الترفيهية حالياً بالإبحار في هذا الممر الذي كان حِكراً على المغامرين.
صورة من: DW/I.Quaile
ألمْ ترغب على الدوام القيام برحلة سفاري؟ حسناً عليك أن تُسْرِعَ الخُطى. لأن التغيرات المناخية تُؤثر على الحيوانات البرية التي تحاول التأقلم مع حالات الجفاف المزمنة، ومع إرتفاع منسوب مياه المحيطات. وضعت منظمة الصندوق العالمي للحياة البرية الفيل الإفريقي على قائمة الأنواع المهددة بالإنقراض بسبب الضرر الذي لحق ببيئته، و يُشارك الفيل الإفريقي بهذا المصير كل من السلاحف البحرية.
صورة من: Reuters/P. Bulawayo
أدت التغيرات المناخية إلى إصابة كاليفورنيا بالجفاف الشديد، حيث سجلت السنوات الثلاث الأخيرة أعلى درجات الحرارة وأشد حالات الجفاف، وأدى ذلك كله إلى إصابة أشجار اللوز في الولاية بأضرار بالغة، وإذا ما أردت أن تتجول بين جنبات أشجار اللوز في كاليفورنيا، أو بين جنبات مزارع البن في البرازيل، أو في حقول الأرز الفيتناميية، فإن الوقت المتاح لتلك الجولات أمسى محدوداً.
صورة من: Reuters/L. Nicholson
أدرجَ موقع التراث العالمي التابع"لليونيسكو"على صفحته الكثير من المواقع الطبيعة الجميلة،ولكن إذا ما إرتفعت الحرارة ثلاثة درجات مئوية فإن 136 موقعاً من بين 700 موقع ستتأثر بالتغيرات المناخية. ومن بين ما يُقارب الـ 150 نهراً جليدياً كان متواجداً هنا في أواسط القرن التاسع عشر لم يَبقْ بحلول عام 2010 سوى 24 نهراً جليدياً، ومن المتوقع أن يزول أي أثر لتلك الأنهار الجليدية بحلول عام 2030.
صورة من: gemeinfrei
قد تدخل التغيرات المناخية أيضاً إلى عِقْرِ دارك، وإذا ما أسعفك حظك فلن تُجْبَرَ حتى على التخلي عن أريكتك ومغادرة منزلك لتشهد تلك التغيرات. تتوقع "كلايمت سنترال" وهي منظمة إخبارية غير ربحية تهتم بشؤون التغيرات المناخية بأن يعاني 150 مليون شخص يعيشون في مناطق يحتمل أن تُغمر أو يحتمل أن تتعرض لفيضانات خطيرة بحلول عام 2100،ولربما تحدث تلك التغيرات بشكل يسبق تلك التوقعات.
صورة من: Reuters/Mariana Bazo
حتى لو حافظنا على مَعَدَل التسخين الحراري الذي يبلغ درجتين مئويتين بالمقارنة مع ما قبل العصر الصناعي، ستستمر مياه البحار بالإرتفاع وبالتالي ستَغْمِرُ مياه البحر مدينة "أمستردام". وإذا ما إستمر إنبعاث الكربون بالمعدل الحالي فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الحرارة بأربع درجات مئوية، بحلول عام 2100، وهذا سيؤدي بدورهِ إلى غَمْرِ مدينة "نيويورك" بمياه البحر.
صورة من: Fotolia/peteri
9 صورة1 | 9
وذكر المركز الأمريكي الوطني لبيانات الثلوج والجليد أن جليد المحيط المتجمد في أدنى مستوى له لهذا الوقت من السنة وفقا للبيانات التي سجلت في 20 ديسمبر/ كانون الأول. وترتفع حرارة المنطقة القطبية بمعدل يزيد مرتين عن المتوسط العالمي مما يؤثر سلبا على أسلوب الحياة الذي يعتمد على الصيد بالنسبة للسكان الأصليين في المنطقة ويهدد مخلوقات مثل الدب القطبي بينما يفتح المنطقة على المزيد من حركة الملاحة والتنقيب عن النفط والغاز
ويتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في الأيام المقبلة. وكانت قد سجلت ارتفاعا في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى ما يقارب درجة التجمد. وكانت الارتفاعات في درجات الحرارة في الشتاء تحدث في العادة مرة أو مرتين خلال عقد من الزمن وسجلت أول ارتفاع في عام 1959 وفقا لدراسة أعدها جي.دبليو.كاي. مور من جامعة تورونتو الكندية ونشرت في دورية التقارير العلمية (سينتفيك ريبورتس) هذا الشهر.
وقال مور إن مثل هذه الأحداث قد تحدث بشكل مألوف أكثر "بينما تتحول المنطقة باتجاه شتاء أكثر دفئا وأمطارا." وتقول لجنة من علماء المناخ في الأمم المتحدة إن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تشكل ما لا يقل عن 95 في المئة من أسباب تغير المناخ مما يلحق الضرر بموارد الغذاء والمياه مع حدوث المزيد من الفيضانات وموجات الحر وارتفاع مستويات مياه البحر.