1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ارتفاع رسوم جامعات غزة - كابوس يؤرق الطلبة

٢٣ أغسطس ٢٠١١

نحو 50 ألف طالب وطالبة في جامعات قطاع غزة يرون استمرارية التعليم وسيلة للصمود في وجه الظروف القاسية التي يعيشها القطاع. إلا أن تكاليف الرسوم الجامعية في ظل تلك الظروف أصبحت ترهقهم، دويتشه فيله رصدت تداعيات تلك القضية.

صورة من: DW/Al-Farra

انعكست تداعيات الفقر بسبب البطالة والحصار على التعليم الجامعي، إذ يعاني طلاب الجامعات الفلسطينية في غزة من مشكلة متجددة باتت تشكل كابوساً يرهقهم وأُسرهم. فقد أصبحت مشكلة الرسوم الجامعية عقبة رئيسية تحول دون إكمال الكثير من الطلاب دراستهم. وآخرون يكدحون في أعمال، تُمكّنهم من مواصلة المسيرة الجامعية. وفقراء أنهوا المرحلة الثانوية ولم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات، فتحطمت أحلامهم على صخرة تكاليف الدراسة.

رسوم باهظة تُرهق الميسورين والفقراء

يضطر الكثير من الطلبة للعمل من أجل توفير الرسوم الدراسيةصورة من: DW/Al-Farra

وتبدأ الرسوم الجامعية من( 15-30) ديناراً أردنياً للساعة الدراسية الواحد، وهو مبلغ كبير لا يستطيع توفيره الطالب احمد عامر من جامعة الأزهر، الأمر الذي أضطره إلى تأجيل الفصل الدراسي الحالي للمرة الثالثة. ويشير عامر في حوار مع دويتشه فيله إلى أنه تبقى فصل دراسي واحد على تخرجه، منوهاً بكل استياء: "لا اعمل وأبي عاطل عن العمل هو الآخر، كيف يمكنني أن ادفع الرسوم؟". الطالبة تغريد من الجامعة الإسلامية تقول هي الأخرى إن ارتفاع الرسوم وتكاليف الدراسة والمواصلات ترهق والدها بشكل كبير. وتضيف الطالبة الفلسطينية قائلةً: "أبي متوسط الحال، ويوفر في كل شيء من أجل أن يدفع لي الرسوم".

لكن الحاج عبد الفتاح من مخيم خان يونس، والذي انهي ابنه وبنته الثانوية العامة هذا العام بمعدل مرتفع، يعتبر الدراسة الجامعية في ظل فقره المدقع بات من المستحيل. فيما أشار لنا (ص.ي) أن أمل حياته في إكمال دراسته الجامعية تبدد، ويضيف بنبره حزينة: "وفاة والدي الذي كان يُعيلنا، وفقرنا وارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية حال دون ذلك".

الطالب محمد خضر من جانبه يعتبر أنه والعشرات من زملائه الجامعيين يعانون قسوة ارتفاع الرسوم، مؤكداً: "ألا يكفينا الحصار والفقر والبطالة؟ المصائب والمصاعب تلاحقنا حتى في الجامعة!".

العمل لإكمال الدراسة

ونظراً لمعاناة الطلاب من توفير تكاليف ورسوم الدراسة الجامعية، ينتشر في قطاع غزة طلبة الجامعات وقد تركوا مقاعدهم الجامعية مؤقتاً واتجهوا إلى العمل في الشوارع والمطاعم والمحال التجارية. احمد عبد المعطي، بائع متجول في سوق فراس وسط غزة، في السنة الثالثة في الجامعة الإسلامية شاهدناه مفترشاً الأرض وينادي على سلع شهر رمضان، مؤكداً لدويتشه فيله: "لا أخجل من هذا الوضع، لكني أخجل من الجهل، وذلك أعمل لتوفير الرسوم الجامعية".

المساعدات التي تُقدم للجامعات الفلسطينية لا تكفي لسد احتياجات الطلبة ونفقاتهاصورة من: DW/Al-Farra

لكن الموقف يبقى مجهولاً لطالب آخر في جامعة القدس المفتوحة، فأحمد يعمل بائعاً في محل تجاري واجل دراسته عامين لعدم تمكنه من توفير الرسوم الجامعية منوها لنا: "لا أعرف حقيقية! أنا اليوم هنا، وفي الغد لا أعرف كيف يمكنني أن أكمل دراستي الجامعية، الأمر يتعلق بتوفيري للرسوم والمصاريف الجامعية". لكن (م. و) الذي تمكن من الالتحاق بعمل في شرطة المرور، وفر رسوم دراسته الجامعية. ويقول لدويتشه فيله: "أنا شرطي مرور، لكنني لا أنتمي إلى حركة حماس. لكني اضطررت للعمل كشرطي مرور لتوفير مصاريف إخوتي والجامعة".

المُطالبة بتخفيض الرسوم

وليست الطالبة (م. س) من جامعة الأقصى أفضل حالاً من غيرها، فالعبء والهم كبير لاسيما وأنها تدرس في الجامعة مع شقيقين آخرين. وتتساءل الطالبة الفلسطينية قائلاً: "لماذا لا يتم تخفيض قيمة الرسوم أو حتى جعل التعليم مجانياً، حتى لا يُحرم شبابنا من التعليم الجامعي؟". أما الطالبة ميساء من جامعة الأزهر فلم تستطع تسديد ما عليها من مستحقات دراسية للفصل الحالي، فتراكمت عليها نحو 430 ديناراً أردنياً، مشيرة إلى أنها طرقت أبواباً خيرية كثيرة لتساعدها في تسديد الرسوم، فلم تجد أي مُساعد. مكابدة دموعها أضافت ميساء في حديثها إلى دويتشه فيله: "المفترض بالجامعات أن تقوم بتقييم الحالة الاجتماعية للطلبة، وتعفي غير المقتدرين منهم من دفع هذه الرسوم".

وأجمع لدويتشه فيله عدد من الطلاب بأن الجامعات تضغط عليهم بشكل كبير من أجل دفع ما عليهم من مستحقات مالية، وتلجأ إلى أساليب عديدة لتحقيق هذا الهدف، آخرها كان إغلاق صفحات الطلبة على موقع الجامعة ومطالبتهم بدفع ما عليهم من مستحقات لتفتحها لهم. كما لم يتمكن أي خريج من استلام شهاداته قبل أن يستوفي كافه الرسوم المستحقة.

وفى بيان صحفي طالبت "الحملة الوطنية" كافة الجامعات بتخفيض الرسوم الجامعية، كما ناشدت وزارة التعليم العالي التدخل الفوري لوقف ما وصفته "بمهزلة التجار" في الجامعات الفلسطينية. كما طالبت الأحزاب والقوى الفلسطينية بالوقوف في وجه ما أسموها سياسية التركيع داخل الجامعات الفلسطينية التي تهدف لإذلال الطالب الفلسطيني.

حرب غزة أدت إلى تدمير أغلب جامعات قطاع غزةصورة من: DW/Al-Farra

الجامعات تكبدت خسائر كبيرة

ورداً على هذه الاتهامات تؤكد الجامعات بأنها تمر بأزمات مالية خانقة نتيجة عدة عوامل أهمها تعرض ثماني جامعات وقت الحرب إلى الاستهداف الإسرائيلي، ما أدى تدمير عدد من مبانيها ومختبراتها العلمية وتسبب في تكبدها خسائر مالية كبيرة. ويؤكد رئيس الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور كمالين شعت أن جامعته تعاني من أزمة مالية خانقة، مشيراً إلى الاستهداف الإسرائيلي وقت الحرب لجامعته وتدمير مبنى المختبرات العلمية ومبنى الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وفقد الجامعة لسبعين مختبراً علمياً، إضافة إلى إلحاق أضرار متنوعة بمختلف مرافق الجامعة ومبانيها، ألحق خسائر قُدرت بنحو 15مليون دولار.

وبدوره قال عميد شؤون الطلبة في جامعة الأزهر بغزة الدكتور علي النجار إن ما يزيد عن 60 بالمائة من الطلبة يعانون من عدم مقدرتهم على سداد ما تبقى عليهم من رسوم دراسية، ونوه النجار إلى أن المساعدات التي تُقدم لجامعة الأزهر لا تكفي لاحتياجات الطلبة في الجامعة. وأوضح القائم بأعمال رئيس جامعة الأقصى الحكومية الدكتور سلام الآغا أن تفاقم الأزمة المالية والحصار انعكسا بشكل مباشر علي البحث العلمي وتطوير التعليم في الجامعة، لافتاً إلى أن الظروف التي تمر بها الجامعة وقطاع غزة حرمت الأكاديميين من حضور مؤتمرات علمية في الخارج والتواصل مع الجامعات الأخرى، وتطوير أبحاثهم العلمية، وعدم القدرة على فتح تخصصات جديدة..

شوقي الفرا- غزة

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW