رغم الأزمة التي تمر بها العلاقات الألمانية-التركية، ارتفعت الضمانات الحكومة الألمانية لائتمان الصادرات إلى تركيا بصورة ملحوظة. وتعتبر تركيا من أكثر الدول التي تطلب شركات ألمانية من أجلها الحصول على ضمانات ائتمان تصدير.
إعلان
ذكرت وزارة الاقتصاد الألمانية ردا على طلب إحاطة من النائب البرلماني عن حزب "اليسار" (معارضة) ألكسندر نوي، أن حجم ضمانات الحكومة الألمانية لائتمان الصادرات التي تعرف باسم "ضمانات هيرمس" ارتفع العام الماضي (2017) بمقدار الثلث لتصل إلى 1,485 مليار يورو.
وعلى خلفية تشديد سياستها تجاه تركيا، وضعت الحكومة الألمانية حدا أقصى لضمانات ائتمان الصادرات لتركيا في أيلول/ سبتمبر الماضي بلغ 5 .1 مليار يورو. وتم وضع هذا الحد الأقصى على نحو يزيد بوضوح عن حجم الضمانات التي قدمتها الحكومة الألمانية لائتمان الصادرات إلى تركيا عام 2016، والتي بلغت 1,102 مليار يورو.
وقال النائب البرلماني نوي عن ذلك "الحد الأقصى الذي تم وضعه لضمانات هيرمس لم يكن عقابا في الواقع... الحكومة الألمانية لم تفكر مطلقا في الإضرار بالعلاقات الاقتصادية مع تركيا". وكانت الحكومة الألمانية شددت سياستها تجاه تركيا بسبب اعتقال الأخيرة لعدد من المواطنين الألمان لأسباب سياسية.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة الألمانية ستبقي على الحد الأقصى لضمانات ائتمان الصادرات إلى تركيا عام 2018 وجاء في رد وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية ماتياس ماشينيغ على طلب الإحاطة: "القرار بشأن وضع حد أقصى محتمل (لضمانات هيرمس) بالنسبة لعام 2018 من اختصاص الحكومة الألمانية الجديدة". وتحمي ضمانات هيرمس شركات التصدير الألمانية من الخسائر الناجمة عن تخلف شركائها الأجانب عن السداد.
وتعتبر تركيا من أكثر الدول التي تطلب شركات ألمانية من أجلها الحصول على ضمانات ائتمان تصدير. وجاء في المرتبة الثانية بعد تركيا عام 2016 روسيا ومصر، وحلّت الولايات المتحدة في المرتبة الرابعة. وتعتبر ألمانيا أهم شريك تجاري لتركيا على مستوى العالم.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)