بمعدل 20 بالمائة ارتفع عدد الجرائم السياسية بدوافع عنصرية في ألمانيا، وفق أرقام رسمية قدمها وزير الداخلية الألماني هورست زي هوفر اليوم الثلاثاء، إلى جانب الهئية الإتحادية لمكافحة الجرائم ممثلة في رئيسها.
إعلان
سجلت وزارة الداخلية الألمانية والهئية الفيدرالية لمكافحة الجرائم ارتفاعا ملحوظا بنسبة 20 بالمائة في عدد الجرائم التي ارتكبت في عام 2018 بدوافع عنصرية. وكشف وزير الداخلية الألماني هورست ي هوفر عن إحصائيات العام الماضي، اليوم الثلاثاء (14 مايو/أيار 2019) في العاصمة برلين.
وفي المجموع تمّ ضبط 7700 جنحة ارتكبت بحق الأجانب، ما دفع زيهوفر إلى الحديث عن وضع "مقلق" يستدعي "اليقظة". وحسب وزير الداخلية فإن الجرائم بدوافع معاداة السامية شهدت بدورها ارتفاعا مقلقا، موضحا أن 1800 جريمة كان وراءها بمعدل 90 بالمائة اليمين المتطرف.
وقبل إصدار نتائج الدراسة، كان رئيس الهيئة الاتحادية لمكافحة الجرائم في ألمانيا قد دعا إلى اتخاذ إجراء صارم ضد أي متطرفين ينتمون إلى الأجهزة الأمنية في البلاد. وقال هولغر مونش في تصريحات لشبكة التحرير الصحفي في ألمانيا تم نشرها اليوم الثلاثاء (14 مايو/ أيار 2019)، إننا "نرى حالات فردية في الشرطة ذات أمور لافتة للأنظار...أقول بشكل واضح تماما: أتباع حركة مواطني الإمبراطورية الألمانية / الرايخ الألماني/ لا ينتمون للشرطة".
هل يتجه "الوسط المعتدل" في ألمانيا نحو اليمين؟
23:24
يذكر أن حركة "مواطني الرايخ الألماني" هي حركة لا تعترف بجمهورية ألمانيا الاتحادية كدولة، وغالبا ما يرفض المتعاطفون مع الحركة دفع الضرائب، تحت مزاعم أن الرايخ الألماني لا يزال قائما حتى اليوم.
يذكر أنه تم مؤخرا الإعلان عن عدة حالات ليمينيين متطرفين مشتبه بهم داخل الشرطة والجيش في ألمانيا. وفي ولاية هيسن وحدها جرى مؤخرا اتخاذ إجراءات قانونية جنائية ضد 40 فرد شرطة تقريبا على خلفية أحداث يمينية متطرفة.
وأكد مونش أنه يتعين على الأجهزة الأمنية التصدي للمتطرفين ضمن صفوفها الخاصة، وقال: "يجب علينا التوضيح خلال فترة التدريب ما نمثله كمؤسسة".
وكان وزير الداخلية الألماني قبل نحو أسبوعين قد صرح في مقابلة مع صحيفة "نيو زيورخر تسايتونغ" السويسرية أن متشددي اليمين المتطرف يشكلون أكبر مخاوفه مقارنة بالمتشددين اليساريين أو الإسلاميين. وأردف "إنهم جميعا خطيرون، ولكن التشدد اليميني هو أكبر مخاوفي في الوقت الراهن".
و.ب/ح.ز (د ب أ، ب د أ)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.