ارتفاع عدد القتلى في أسوأ عاصفة ثلجية تضرب الولايات المتحدة
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢
عاصفة ثلجية وصفت "أسوأ الأسوأ على الإطلاق" ضربت 48 ولاية أمريكية وتسببت في مقتل 26 شخصا على الأقل. مدينة بوفالو شمال ولاية نيويورك كانت من الأكثر تضررا، حيث استدعي 200 عنصر من الحرس الوطني لدعم عمليات الإنقاذ.
إعلان
استيقظ أكثر من 200 ألف أمريكي بدون كهرباء اليوم الأحد (25 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، صباح عيد الميلاد جرّاء العاصفة الشتوية المستمرة منذ أيام في شرق الولايات المتحدة والتي خلّفت وفق أرقام مؤكدة 26 قتيلاً في ثماني ولايات، بينما تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن 30 حالة وفاة مرتبطة بالعواصف، أربع منها في كولورادو وسبع على الأقل في غرب نيويورك. وأدى الطقس القاسي، وهو مزيج من العواصف الثلجية والبرد الاستثنائي، إلى هبوب رياح ثلجية في 48 ولاية في نهاية الأسبوع.
وتتكشّف أزمة متفاقمة في بوفالو في غرب ولاية نيويورك حيث تركت عاصفة ثلجية المدينة محاصرة مع عدم تمكن أجهزة الطوارئ من الوصول إلى المناطق شديدة التضرر. وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول، وهي من مواليد بوفالو، إن العاصفة التي تهب على المدينة هي "أزمة ذات أبعاد مهولة" وهي "أسوأ الأسوأ على الإطلاق"، مع تساقط ثلوج وصل ارتفاعها إلى ثمانية أقدام (2,4 متر) أمام أبواب المنازل وانقطاع التيار الكهربائي، ما جعل درجات الحرارة الباردة مهددة للحياة.
وفيما بدأت مساحات شاسعة من البلاد تتجاوز العاصفة الهائلة وعادت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى معدلاتها الموسمية، ظلت بوفالو تعيش "كارثة كبرى"، وفق ما أفاد مسؤول كبير في وقت مبكر الأحد.
وقال المسؤول في المقاطعة مارك بولونكارز للصحافيين "لدينا سبع حالات وفاة مؤكدة في هذه المرحلة نتيجة العاصفة. قد يكون هناك المزيد". ووصف الظروف القاسية متحدثا عن اكتشاف جثث متجمدة في سيارات وتحت كتل الثلج.
وسيبقى مطار المدينة الدولي مغلقًا حتى الثلاثاء المقبل، وسط تحذيرات خدمة الأرصاد الجوية الوطنية من أن العواصف الثلجية في منطقة البحيرات الكبرى الناتجة عن تهاطل الثلوج ستستمر خلال يوم عيد الميلاد مع "تراكمات ثلجية إضافية من قدمين إلى 3 أقدام (0,6 إلى 0,9 متر) خلال الليل".
إلغاء آلاف الرحلات
وأدت العاصفة الأعنف منذ عقود لإلغاء أكثر من 1500 رحلة جوية الأحد، بعد إلغاء حوالي 3500 رحلة جوية السبت ونحو ستة آلاف رحلة الجمعة، وفق موقع التتبّع المتخصص "فلايت أوير". ورغم أن وزير النقل بيت بوتيدجيغ غرّد عبر تويتر السبت قائلاً: "تجاوزنا الاضطرابات الأكثر شدّة مع تعافي عمليات الخطوط الجوية والمطارات تدريجياً"، إلا أن المسافرين بقوا عالقين أو متأخرين في المطارات كما حدث في أتلانتا وشيكاغو ودنفر وديترويت ومينيابوليس ونيويورك.
وأدى الجليد إلى الإغلاق المؤقت لبعض الطرق الأكثر ازدحامًا من بينها الطريق السريع رقم 70 الذي يعبر البلاد. كما أثّر الطقس على شبكات الكهرباء، وحضّ العديد من مزودي الطاقة الزبائن على تقليل الاستخدام للحدّ من انقطاع التيار في أماكن مثل كارولاينا الشمالية وتينيسي.
وانقطعت الكهرباء السبت عن ما يصل إلى 1,7 مليون مشترك في جميع أنحاء البلاد في البرد القارس، وفق موقع "باور أوتج" المتخصّص. لكن الرقم انخفض بشكل كبير بحلول الأحد، رغم أن أكثر من 200 ألف مشترك في الولايات الشرقية ما زالوا محرومين من الطاقة.
بدورها، أصدرت السلطات الكندية تحذيرات شديدة من الطقس. وانقطعت الكهرباء عن مئات الآلاف في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك، وألغي العديد من الرحلات الجوية في المدن الكبرى وتم تعليق خدمة النقل بالقطارات بين تورنتو وأوتاوا.
أما في مقاطعة بريتش كولومبيا، فقالت السلطات إن 53 شخصًا أصيبوا بجروح في حادث حافلة ركاب في وقت متأخر السبت على طريق سريع في شمال شرق فانكوفر. وما يزال سبب الحادث قيد التحقيق.
و.ب/ع.غ (أ ف ب)
سياحة "الفرصة الأخيرة" - عجائب من الطبيعة على وشك الاختفاء!
ما بين زيارة جدار الشعاب المرجانية في أستراليا والأنهار الجليدية بالولايات المتحدة، يزداد عدد السياح الذين يقضون إجازاتهم في أماكن من المتوقع اختفائها بسبب ما تشهده الأرض من تغييرات مناخية.
صورة من: picture-alliance/McPhoto/SBA
الكنز العابر
أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينزلاند في عام 2016 أن 69% من حوالي 2 مليون زائر لجدار الشعاب المرجانية العظيم في أستراليا، قرروا زيارته لرغبتهم في رؤية الموقع المصنف من اليونسكو كتراث إنساني مهدد.
وترى الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ أنه حتى لو توقف ارتفاع حرارة الأرض لتصل لدرجتين فقط، فإن 90% من الشعاب المرجانية في العالم ستختفي، ويمكن للسياح الإسراع بالنهاية المتوقعة عبر لمس الشعاب المرجانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Probst
مخاطر الطيران
ما هي الأضرار التي من الممكن أن تتحملها هذه المواقع المهددة. وفقا لدراسة تم إجرائها في عام 2010، تتسبب رحلات السفاري لمشاهدة الدب القطبي بمقاطعة تشرشل في كندا في 20 ميغا- طن من عوادم ثاني أكسيد الكربون. وبالرغم من إيمان 88% من الزائرين، والذي يصل غالبيتهم للمكان بالطائرة، بأن البشر هم من يتحملوا مسؤولية التغيرات المناخية، يرى 69% فقط منهم أن الطيران من العوامل المساهمة في ذلك.
صورة من: picture-alliance/McPhoto/SBA
مظاهر نهاية العالم
بالإضافة إلى الدببة القطبية، تعتبر ثنايات الجبال الجليدية التي يتم إعادة نحتها بفعل ارتفاع درجات حرارة المناخ واحدة من أكثر الصور الرمزية لتغير المناخ. والتنزه على ظهر سفينه بين الجبال العملاقة المهددة بالذوبان هي تجربة مثيرة يدفع السياح مبالغ ضخمة من أجلها. ووصل عدد زوار القطب الشمالي في بداية التسعينات لـ 5000 شخص، مقارنة بأكثر من 46 ألف شخص قاموا بزيارتها في عام 2018.
صورة من: S. Weniger/M. Marek
موسم القمم الجليدية
لست مضطرًا للذهاب إلى القطبين لرؤية الجليد المتلاشي، فمشهد قمم الكليمنجارو المغطاة بالثلوج على حشائش السافانا بالمنتزه الوطني في تنزانيا كافٍ لإدهاشك. ويحقق السفر لزيارة المنتزه 44 مليون يورو كل عام. كما يقوم العديد من الزوار بالتسلق للوصول إلى قمة فورتفنغلر، حيث اختفى 85% من الجليد هناك خلال القرن الماضي. ومن المتوقع زوال الثلوج الباقية على القمة حتى منتصف القرن الحالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schnoz
ملك بدون تاج
عندما افتتحت حديقة مونتانا الجليدية الوطنية في عام 1910 تباهت الحديقة بوجود أكثر من 100 مشهد جليدي موجود في جنباتها. أما الآن، فهي تضم أقل من 20 مشهد جليدي فقط. وبسبب هذا التراجع الدرامي، أصبح المنتزه مركزا لأبحاث علوم المناخ. ويقوم حوالي 3 مليون شخص سنويا بزيارة الموقع، والمعروف باسم "تاج القارة"، للتمتع بمشاهد الثلوج في أيامها الأخيرة.
صورة من: Imago Images/Aurora/J. Miller
الجنة الضائعة
المالديف هي نموذج الجنة كما وُصفت في بعض الكتب المقدسة، حيث يوجد بها 1200 جزيرة مرجانية بشواطئ بيضاء تعلو بـ 2.5 متر فقط فوق سطح المياه الفيروزية اللون. وفي عام 2017، قرر رئيس المالديف بناء مطارات جديدة ومنتجعات ضخمة تسع سياح أكثر 7 مرات، على أن يتم استخدام العائد لبناء جزر جديدة وإعادة توطين السكان. ومنذ ذلك الحين، يواجه الرئيس تهم بالفساد وتم التصويت لإبعاده عن السلطة.
صورة من: Colourbox
مستنقعات مالحة
الجزر ليست وحدها التي تغرق نظرا لارتفاع مستويات مياه البحر، فالمناطق اليابسة المغطاة بالمياه العذبة، مثل ايفرجلادز في ولاية فلوريدا الأمريكية، أيضا في طريقها للاختفاء. خلال القرن الماضي، حوالي نصف منطقة ايفرجلادز تعرضت للجفاف وتم استخدامها للزراعة. وتتسرب المياه المالحة حاليا للأجزاء المتبقية من المنطقة، بما يجعلها الموقع الوحيد المصنف كتراث إنساني والمهدد بالخطر في الولايات المتحدة.
صورة من: Imago/Robertharding/F. Fell
إزعاج سلام الكائنات
ستظل جزر غالاباغوس البركانية في الإكوادور مرتبطة بالعالم الإنجليزي تشارلز داروين، الذي أدرك أن الحياة البرية عليها تطورت في عزلة عبر أجيال لا تحصى. الجزر محاصرة اليوم بالزوار والتغيرات المناخية التي تحدث بسرعة أكبر من قدرة الكائنات الحية على التأقلم. ارتفاع حرارة المحيط ترك كائنات مميزة، مثل الإجوانا البحرية، تعاني من المجاعة. (روبي راسل / د ب).