ارتفاع عدد قتلى الضربات الأمريكية في سوريا وإيران تتوعد!
٢٥ مارس ٢٠٢٣
بعد مقتل 19 مقاتلًا، غالبيتهم من المجموعات الموالية لإيران، في شرق سوريا جراء ضربات جوية أمريكية، توعدت إيران بـ"رد سريع". وجاءت الضربات الأمريكية ردًا على هجوم بطائرة مسيرة قتلت متعاقدًا أمريكيًا.
إعلان
قال متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اليوم السبت (25 آذار/مارس 2023) إن الهجمات على القواعد المرتبطة بإيران في سوريا "ستستدعي ردًا سريعًا"، وذلك بعد ارتفاع عدد قتلى الضربات الجوية الأمريكية على منشآت لجماعات متحالفة مع إيران في شرق سوريا إلى 19، في واحدة من أدمى المواجهات بين الولايات المتحدة والقوات المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية منذ سنوات.
ونقلت وكالة نور نيوز شبه الرسمية عن المتحدث كيفان خسروي قوله: "أي ذريعة لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناء على طلب الحكومة السورية للتصدي للإرهاب وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد ستقابل برد مضاد فورًا".
ونفذت الولايات المتحدة الضربات في شرق سوريا ردًا على هجوم بطائرة مسيرة يوم الخميس أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة آخر وخمسة جنود. وقالت واشنطن إن الهجوم أصله إيراني.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنّه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن "لقوات القيادة المركزية الأمريكية بشنّ ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، بأن الضربات الانتقامية، التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفتها بأنها منشآت في سوريا تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، أسفرت عن مقتل 19 شخصًا في المجمل.
وذكر المرصد أن الغارات الجوية أودت بحياة ثلاثة من القوات السورية و11 مقاتلًا سوريًا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع الحكومة وخمسة مقاتلين غير سوريين موالين للحكومة. ولم يتمكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن من تحديد هوية الأجانب. ولم يتسن لرويترز التأكد من حصيلة الضحايا بشكل مستقل.
وأدت الاشتباكات الأولى إلى سلسلة من الضربات المتبادلة. وقال مسؤولون إن أمريكيًا آخر في الخدمة أصيب. وذكرت مصادر محلية أن قذائف مما يُشتبه بأنها من صاروخ أمريكي ضربت مزيدًا من المواقع في شرق سوريا. وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الجمعة إيران من أن الولايات المتحدة "ستتصرف بقوة" لحماية الأمريكيين.
وإيران داعم رئيسي للرئيس بشار الأسد منذ بدء الصراع السوري قبل 12 عامًا. وتقول إيران إن قواتها والمقاتلين المتحالفين معها موجودون في سوريا بناء على طلب دمشق وتعتبر القوات الأمريكية "محتلة".
وتسيطر الجماعات المسلحة التي تحارب بالوكالة عن إيران، ومن بينها جماعة حزب الله اللبنانية وجماعات عراقية موالية لإيران، على مساحات شاسعة من شرق سوريا وجنوبها وشمالها وفي أحياء حول العاصمة.
ودفع النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا إسرائيل إلى شن ضربات جوية بشكل منتظم لكن الغارات الجوية الأمريكية أكثر ندرة. وأثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن برنامج إيران للطائرات المسيرة.
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب ، رويترز)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".