ارتفاع عدد قتلى كارثة قارب المهاجرين قبالة تونس إلى 58
١١ يوليو ٢٠١٩
ارتفع عدد قتلى قارب المهاجرين الذي غرق في الأسبوع الماضي قبالة سواحل تونس إلى 58، في أحد أسوأ الحوادث من نوعها خلال السنوات الأخيرة. وكان المركب يقل أكثر من 82 مهاجرا أفريقيا بعد إبحاره من السواحل الليبية صوب أوروبا.
إعلان
قال رئيس منظمة الهلال الأحمر بولاية مدنين التونسية المنجي سليم لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن الوحدات البحرية انتشلت 38 جثة في السواحل الجنوبية من بينها 36 بجهة جرجيس واثنتان بسواحل جزيرة جربة. وارتفع العدد الإجمالي للضحايا حتى اليوم إلى 58 ضحية من بين أكثر من 80 فقدوا في البحر.
وأضاف أنّ الجثث نقلت إلى مستشفى مدينة قابس لإجراء فحوص الحمض النووي، فيما بدأت عمليات الدفن في المدينة نفسها بسبب درجات الحرارة المرتفعة. ويجري إنشاء مقبرة جديدة للمهاجرين الضحايا في جرجيس حيث كانوا يدفنون في مقبرة أخرى. وعثر السبت على جثث طفل ذي ثلاثة أعوام وامرأتين، كانت إحداهما حامل.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية الخميس الماضي غرق مركب يحمل على متنه 80 مهاجراً، بحسب رواية أحد الناجين الثلاثة. وقال المنجي سليم إنّ عمليات البحث التي يقوم بها الهلال الأحمر والحرس الوطني التونسي وخفر السواحل مستمرة. وأشار سليم إلى أن العدد يظل مرشحا للزيادة مع استمرار عمليات التمشيط والبحث.
وفي الثالث من تموز/يوليو الجاري عثر صيادون في سواحل جرجيس على أربعة مهاجرين أحياء عالقين في البحر لفظ أحدهم أنفاسه الأخيرة في المستشفى. وأفاد الحرس البحري بعد ذلك بأن الناجين كانوا من بين 86 مهاجرا ينحدرون من دول أفريقية، كانوا انطلقوا قبل ذلك بأيام على متن قارب مطاطي من سواحل مدينة زوارة الليبية من أجل الوصول إلى السواحل الأوروبية. وجرى دفن الجثث في مقبرة بمدينة قابس المجاورة بعد عرضها على التشريح لدى الطب الشرعي.
وهذه ليست كارثة الغرق الأولى لقوارب المهاجرين التي تشهدها سواحل تونس هذا العام، ففي أيار/مايو الماضي، فُقد على الأقل 70 مهاجرا غير شرعي أمام السواحل الجنوبية، فيما نجا 16 آخرون بعد غرق مركب كان يقلهم انطلاقا من سواحل زوارة الليبية في طريقه إلى السواحل الإيطالية.
وشهدت تونس أسوأ حادثة غرق لمهاجرين في حزيران/يونيو من العام الماضي حينما غرق أكثر من 80 مهاجرا غير شرعي في انقلاب مركب مكتظ بالمهاجرين على بعد أميال من جزيرة قرقنة.
أ.ح/ز.أ.ب (د ب أ، ا ف ب، رويترز)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو