حذرت الحكومة الألمانية وبشدة مواطنيها من التوجه إلى سوريا بسبب استمرار أعمال العنف فيها. و طالبت برلين رعاياها المتواجدين في سوريا مجددا بضرورة مغادرة البلاد بأسرع وقت ممكن، وفق ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين اليوم الجمعة (13 كانون الثاني/ يناير 2012) في العاصمة الألمانية "استطيع أن أؤكد على ضرورة أخذ هذا النداء على درجة عالية من الجدية".

وأشار المتحدث إلى أن الرعاية القنصلية للمواطنين الألمان في سورية ستصبح أكثر صعوبة مستقبلا. مضيفا أنه "لابد أن نتوقع تزايد تراجع قدرة السفارة على القيام بوظيفتها". و ذكرت دوائر دبلوماسية أنه سيتم إغلاق قسم الرعاية القنصلية والقانونية بالسفارة الألمانية في دمشق خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أن تقلص عدد الموظفين العاملين بالسفارة في الأسابيع الماضية.

غير أن المتحدث باسم الخارجية الألمانية لم يذكر شيئا عن عدد الألمان الذين مازالوا في سورية. في الأثناء، جدد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله مطالبته لمجلس الأمن بإصدار قرار خاص بالوضع في سورية، معبرا عن قلقه إزاء المعوقات التي تتعرض لها بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية. وقال فيسترفيله إنه يأمل في أن تقدم البعثة "صورة غير مجملة" في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري عن الوضع في سوريا ثم تطرح اقتراحات لما يجب فعله فيما بعد.

ارتفاع عدد قتلى جمعة الجيش الحر

في غضون ذلك ارتفع عدد قتلى جمعة الجيش الحر، فحسب الهيئة العامة للثورة السورية، وهي مجموعة سورية معارضة، ارتفع عدد القتلى اليوم إلى 25 شخصا. وكان نشطاء معارضون قد قالوا في وقت سابق إن اثني عشر شخصا على الأقل، قتلوا اليوم برصاص قوات الأمن. وأضاف النشطاء لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن شخصين قتلا في محافظة حماة وسط سوريا، كما لقي ثلاثة آخرون حتفهم بمحافظة حمص المضطربة، بالإضافة إلى سادس وسابع على أطراف العاصمة دمشق. و كان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق اليوم الجمعة بأن عدة انفجارات قد هزت حي كرم الزيتون بمحافظة حمص وسط البلاد. وذكر المرصد ، في بيان أن إطلاقا كثيفا للنار تبع تلك الانفجارات. و أشار المرصد إلى أن مظاهرة حاشدة انطلقت من ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما بريف دمشق التي شهدت صباح اليوم اشتباكات بين عناصر الأمن على الحواجز المنتشرة في المدينة ومجموعات منشقة عن الجيش السوري. يشار أنه يصعب التأكد من صحة هذه الأخبار من مصادر مستقلة.

كما خرجت مظاهرة أخرى في مدينة أريحا بمحافظة إدلب تطالب بإسقاط النظام، فيما قتل متظاهر في بلدة كفر نبل في إدلب أيضا إثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية. وكانت حركات المعارضة السورية دعت الشعب السوري للخروج في مسيرات اليوم الجمعة تأييدا "للجيش السوري الحر"، في كافة أنحاء البلاد، بعد يوم واحد من مقتل سبعة على الأقل من عناصر التنظيم العسكري المنشق عن الجيش النظامي، في اشتباكات مع القوات الحكومية. و تقول المعارضة إن نحو أربعين ألف جندي قد انشقوا عن الجيش السوري منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس الماضي.

الخارجية تنتظر تقييم عمل المراقبين

وقالت مصادر الخارجية الألمانية إن وزير الخارجية غيدو فيتسرفيله ينتظر حاليا النتائج النهائية لتقييم عمل المراقبين العرب في سوريا من قبل الجامعة العربية والذي سيصدر يوم التاسع عشر من الشهر الجاري، قبل أن يبدأ جولة مشاورات مع زملائه الأوربيين بشأن الخطوات التالية إزاء الأزمة السورية. و أشارت المصادر إلى أن الجامعة العربية تقوم لأول مرة بمهمة من هذا النوع وعليه ينبغي أعطاءها الفرصة الكاملة لتلعب دورها بشكل كامل في حل الأزمة. وتتوقع المصادر الألمانية أن تقوم الجامعة العربية بانتقاد أحداث سوريا وعمليات عرقلة المراقبين العرب فيها.

من جانب آخر قالت مصادر وزارة الاقتصاد الألمانية إنه من المتوقع أن يتأثر حجم التبادل التجاري بين برلين ودمشق بسبب الأحداث الدموية في البلاد. وقدرت الوزارة الألمانية حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2010 بـ 657 مليون يورو، فيما يخص تصدير المنتجات الألمانية إلى سوريا بينما تستورد ألمانيا منتجات سورية بحوالي مليار 1،1 مليار يورو. و شهدت الأشهر الخمسة الأولى من عام 2011 نموا في التبادل التجاري في شقيها، التصدير والاستيراد، بلغ أكثر من 23%. لكن المتوقع، ووفق معطيات وزارة الاقتصاد الألمانية، أن يتراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين بسبب مقاطعة الاتحاد الأوروبي للنفط السوري، حيث تعتبر ألمانيا من أكبر المستوردين للنفط السوري في أوروبا.

(ح.ع.ح/ رويترز، د.ب.أ)

مراجعة: أحمد حسو