ارتفاع قياسي لشكاوى اللاجئين أمام المحاكم الألمانية!
٦ يناير ٢٠١٧
تضاعفت شكاوى اللاجئين السوريين في ألمانيا ضد قانون اللجوء الجديد. وجاء ذلك بعد تشديد إجراءات لم الشمل العائلي خصوصا لمن منحوا الإقامة المؤقتة أو الثانوية. فكيف تتعامل ألمانيا مع الوضع؟ وما هي التوقعات للعام الحالي؟
إعلان
ازدادت في ألمانيا عدد الشكاوى التي تقدم بها طالبو اللجوء إلى المحاكم في ألمانيا. ففي ولاية شمال الراين وستفاليا وحدها، وصل عدد الشكاوى إلى حوالي 47,300 شكوى في عام 2016 وحده، مقابل 21,300 حالة عام 2015. وهذا يعني أن الأرقام تضاعفت وهي مرشحة للارتفاع. ه
ذا التزايد يتوقعه أيضاً روبرت زيغمولر، رئيس الجمعية الألمانية للقضاة الإدارييين خلال 2017. وقال زيغمولر في تصريح لصحيفة "راينشه بوست إنه "من المنتظر أن تتضاعف القضايا المعروضة أمام المحاكم من طرف اللاجئين حول نظام اللجوء ثلاث مرات في العام الحالي".
ويقاضي الكثير من اللاجئين المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) بسبب "تقاعسه في القيام بعمله". ويشتكي اللاجئون من أن مدة انتظارهم لمعالجة طلباتهم تصل إلى سنة. وأثناء فترة دراسة الطلبات لا يجوز لهم البحث عن عمل أو حتى الاستفادة من دروس تعلم اللغة الألمانية. لكن عدداً متزايداً من الشكاوى التي تقدم بها طالبو اللجوء السوريون تخص بالأساس الحق في لم الشمل العائلي.
قوانين جديدة وراء ارتفاع عدد الشكاوي في المحاكم
في شهر مارس / آذار 2016، أصدرت الحكومة الألمانية قوانين جديدة خاصة باللجوء. بعض تلك القوانين الجديدة لم تمنح الكثير من اللاجئين السوريين لجوءاً كاملاً بل حماية فرعية مؤقتة أو ثانوية كما توصف أحيانا أيضا. وتُمنح الحماية المؤقتة للذين لا يتوفرون على أدلة ملموسة تثبت أنهم تعرضوا شخصيا للإضطهاد.
وبالرغم من أن ألمانيا لا تنوي إعادة السوريين إلى بلدهم الذي مزقته الحرب، إلا أن الدستور الألماني يمنح فقط حق اللجوء للأشخاص الذين تعرضوا أو يتعرضون للاضطهاد السياسي. ولا يشمل قانون اللجوء الأشخاص النازحين بسبب الأوضاع العامة في بلدهم كالحرب الأهلية.
وتلقى اللاجئون السوريون سابقاً معاملة خاصة، وكانوا يحصلون عادة على اللجوء الكامل. لكن الوضع تغير مع ظهور القانون الجديد الذي بدأ العمل به في ربيع العام الماضي.
ووفقا للقانون الجديد يحصل أصحاب الحماية الفرعية (الثانوية أو المؤقتة) على لجوء مؤقت لفترة عام ويتم البث في ملفاتهم مرة أخرى بعد ذلك، لتصل فترة الفترة الزمنية للحماية الفرعية إلى ثلاث سنوات. ومن بين الاختلافات الأخرى مع اللجوء العادي هو أن اللاجئين الذين حصلوا على حماية فرعية يلزمهم الانتظار لمدة سنة قبل السماح لهم بجلب عائلاتهم إلى ألمانيا.
الحقوقيون ينتقدون قانون اللجوء الجديد
وبالنسبة لبيرند ميزوفيتش، نائب مدير المنظمة "برو أزول" غير الحكومية والمدافعة عن حقوق اللاجئين، فالقانون الجديد لا يسلم من انتقادات. وقال بيرند ميزوفيتش في حوار مع DW إن منظمته "حاولت منع الحكومة الألمانية من تمرير القانون". ولما فشلت المنظمة في ذلك حذرت السياسيين أنهم سوف يواجهون عددا كثيرا من الدعاوى القضائية. "يحاول هؤلاء الناس العيش جنبا إلى جنب مع أسرهم .. لو كمنا في نفس حالتهم، لفعلنا نفس الشيء."، يضيف بيرند ميزوفيتش.
وبحلول ديسمبر/ كانون الاول عام 2016، قصد حوالي 36,000 شخص المحكمة أملا في تغيير وضعهم من الحماية الفرعية إلى لجوء كامل.
وخلال تسعة أشهر الأولى من العام الماضي منحت ألمانيا خلال عام 2016 ما مجموعه 50 ألف تأشيرة للأفراد الذين يرغبون في الانضمام إلى أسرهم في ألمانيا، وكذلك الأمر في عام 2015. ويقول بيرند ميزوفيتش إنه "ليس من المستغرب أن المزيد والمزيد من الناس يذهبون للمحكمة من أجل الحصول على الحق في لم شمل عائلاتهم أيضاً".
ويضيف روبرت زيغمولر أن "الانتظار فيه قسوة .. والمسألة ليست فترة انتظار لمدة عامين فقط. فبعد فترة الانتظار، يجب على أفراد الأسرة البداية في إجراءات القدوم إلى ألمانيا. والحصول على موعد في السفارة الألمانية في إحدى الدول المجاورة لسوريا يحتاج وقتاً طويلاُ".
"في بعض الدول الوضع مأساوي"، يقول روبرت زيغمولر، رئيس الجمعية الألمانية للقضاة الإدارييين. كما يشكل تزايد عدد الدعاوى القضائية أيضا مشكلة للمحاكم الإدارية. ويعتقد زيغمولر أن المحاكم ليس لديها العدد الكافي من الموظفين للتعامل مع العدد المتزايد من الشكاوى.
كلارا بلايكر، عبد الرحمان عمار
مرور عام على عبارة ميركل الشهيرة "نستطيع أن ننجز ذلك"
مر عام كامل على المقولة الشهيرة للمستشارة أنغيلا ميركل "نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة بلادها على إدارة أزمة اللاجئين. لكن ماهي أبرز الأحداث التي عرفتها ألمانيا بعد تلك العبارة الشهيرة. تعرف عليها عبر صور:
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.
صورة من: Reuters/handout/Giudo Bergmann
استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. v. Jutrczenka
استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.
صورة من: picture-alliance/Digitalfoto Matthias
في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Boehm
في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.
صورة من: YouTube/Thomas Geyer
في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
في 7 يوليو/تموز 2016 صادق البرلمان الألماني على قانون الإندماج الجديد والذي ينص على تسهيل دخول اللاجئين إلى سوق العمل ومنحهم فرصا أكثر للالتحاق بدورات الإندماج ودورات اللغة الألمانية. وفي صورة عدم التزام اللاجئين بهذه الإجراءات، تنخفض المساعدات الاجتماعية المخصصة لهم من قبل الدولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
في الثاني من سبتمبر/أيلول من هذا العام نقلت مصادر أن المستشارة ميركل اجتمعت مع برلمانيين محافظين من حزبها وقالت لهم "أهم شيء في الشهور المقبلة هو الترحيل.. الترحيل.. وأكرر الترحيل". وذلك لتهدئة المخاوف العامة المتنامية بشأن زيادة أعداد المهاجرين في خطوة تمثل تغيرا حادا في موقف ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول من العام الماضي انتشرت صورة الطفل السوري الكردي أيلان بعد أن غرق وجرفت المياه جثته إلى الشاطئ التركي. تسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم. وتوفى شقيقه وأمه ونجا والده فقط. وعائلة أيلان من أكراد سوريا الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم. إعداد: سميح عامري