أعلنت المفوضية الأوروبية أمس الجمعة (28 أغسطس/ آب 2009) أن مؤشرها للثقة الاقتصادية لمنطقة اليورو المؤلفة من 16 دولة ارتفع بأكثر من المتوقع خلال هذا الشهر، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 10 أشهر. وقالت المفوضية إن المؤشر ارتفع للشهر الخامس على التوالي في آب/ أغسطس، إذ قفز من 76 نقطة في تموز/ يوليو إلى 6. 80 نقطة هذا الشهر بعد أن استمرت حالة الارتفاع في أنحاء منطقة اليورو.

وتعليقا على هذه البيانات المتفائلة يرى بعض الخبراء ومنهم كريستوف فيل المحلل الاقتصادي في مصرف كوميرتس بنك الألماني، أن المؤشر سيواصل صعوده حتى مستوى 100 نقطة بغض النظر عن قوة تحسن الأداء الاقتصادي. ومن ناحيته، يرى الخبير الاقتصادي، غايدا غياني من مجموعة سيتي غروب، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة هاندلسبلات الألمانية أنه من المرجح أن يشهد الربع الثالث من العام الجاري نموا طفيفا. في حين يشدد خبراء آخرون على اعتبار ارتفاع المؤشر إلى تسعين نقطة أمرا ضروريا قبل الحديث عن نهاية حالة الركود.

تفاؤل حذر

وفي الوقت نفسه مازال مؤشر الثقة الأوروبي أقل من المستوى الذي كان قد وصل إليه في أيلول/سبتمبر من العام الماضي عندما انهار بنك ليمان براذرز الأمريكي فأشعل الأزمة المالية العالمية. يذكر أن صدور مؤشر الثقة الأوروبي جاء في أعقاب إعلان ألمانيا وفرنسا صاحبتي أكبر اقتصاد في منطقة اليورو خروج اقتصاديهما من دائرة الركود خلال الربع الثاني من العام الحالي.

ويرى محللون أنه على الرغم من أن اقتصاديات منطقة اليورو لم تنجح في الخروج من دائرة الركود خلال الربع الثاني من العام الحالي، إلا أنهم يعتقدون أن بيانات مؤشر الثقة الصادر عن المفوضية الأوروبية إلى جانب البيانات الاقتصادية الأخرى تشير إلى أن منطقة اليورو سوف تخرج من دائرة الركود خلال الربع الثالث من العام الجاري. وفي هذا السياق يقول ابن ماي المحلل الاقتصادي في مؤسسة كابيتال إيكونوميك للأبحاث الاقتصادية :"مع الارتفاع الكبير للمؤشرات الأخرى في منطقة اليورو تتزايد فرص نمو المنطقة في الربع الثالث". يذكر أن صدور هذه البيانات الاقتصادية يأتي قبل نحو أسبوع من اجتماع مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي الخميس المقبل لمراجعة السياسة النقدية وتوقعاته بشأن نمو اقتصاديات منطقة اليورو.

(ن. ط / د ب أ)

مراجعة: هشام العدم