ارتفاع مقلق في مشاكل الذاكرة لدى الشباب - ما الأسباب؟
ندى فاروق
٤ نوفمبر ٢٠٢٥
تُظهر دراسة جديدة أن مشاكل الذاكرة والتفكير تتزايد ف مع ارتفاع مضاعف للإعاقة المعرفية المبلّغ عنها ذاتيًا بين البالغين دون الأربعين، لا سيما أولئك من الفئات ذات الدخل المحدود، مما يثير مخاوف الخبراء حول تداعياتها.
تؤثر الفجوات في الدخل والتعليم بشكل واضح على صحة الدماغ، وفق الدراسةصورة من: picture alliance
إعلان
خلال العقد الأخير، شهد الشباب والفئات المحرومة والمهمشة ارتفاعا ملحوظا في مشاكل الذاكرة والتفكير، مما يثير قلق الخبراء من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والصحية.
صعوبات متزايدة في الذاكرة
في الولايات المتحدة الأمريكية، شهدت مشاكل الذاكرة والتفكير بين البالغين ارتفاعًا من 5.3% إلى 7.4% خلال العقد الماضي، مع زيادة أكبر بين الشباب وأصحاب الدخل ومستوى التعليم المنخفضين. وسجل السكان الأمريكيون الأصليون وسكان ألاسكا الأصليون أعلى النسب، ويحث الباحثون على دراسة أعمق لفهم الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وراء هذه الزيادة.
ونشرت مجلة "Science Daily" دراسة جديدة أظهرت أن عددًا متزايدًا من البالغين الأمريكيين، خاصة من هم دون سن الأربعين، يواجهون صعوبات في الذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات.
وقال الباحث الدراسة، آدم دي هافنون، وهو طبيب وزميل الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب من جامعة ييل إن "مشاكل الذاكرة والتفكير من أبرز القضايا الصحية بينالبالغين في الولايات المتحدة. وتُظهر دراستنا أن هذه الصعوبات تتزايد، خصوصًا بين الشباب، وأن العوامل الاجتماعية والاقتصادية لها دور كبير" في ذلك.
كيف تعمل الذاكرة لدى البشر؟
02:42
This browser does not support the video element.
تأثير الدخل والتعليم على صحة الدماغ
تؤثر الفجوات في الدخل والتعليم بشكل واضح على صحة الدماغ. والأشخاص الذين يقل دخلهم السنوي عن 35,000 دولار يكونون أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة والتركيز، حيث ارتفعت نسبتهم من 8.8% إلى 12.6% خلال عشر سنوات. أما أصحاب الدخل الأعلى من 75,000 دولار، فارتفعت المشاكل لديهم من 1.8% إلى 3.9%.
وبالنسبة للتعليم، هناك فجوة مشابهة، إذ ارتفعت معدلات مشاكل الذاكرة والتركيز بين البالغين الذين لم يكملوا الثانوية العامة من 11.1% إلى 14.3%.
وفقًا للدراسة التي نشرت في Neurology، تُظهر الدراسة أن الإبلاغ الذاتي عن الإعاقة المعرفية في الولايات المتحدة يتزايد بشكل مستمر، مع تفاوتات واضحة حسب العمر والعرق والدخل والتعليم والمنطقة الجغرافية. ورغم أن هذه الإعاقة لا تعكس بالضرورة ضعف الإدراك الموضوعي أو التشخيصات السريرية مثل الخرف، فإن انتشارها المتزايد يعكس اتجاهات مهمة في الصحة العامة.
وتشير النتائج إلى أن الفئات الأكثر تضررًا تشمل الشباب، و الأقليات العرقية والفئات المحرومة اجتماعيًا واقتصاديًا، مما يُبرز الحاجة الملحة لتدخلات مستهدفة، وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية، ومعالجة المحددات الاجتماعية للصحة مثل التعليم والدخل والتمييز الهيكلي.
هكذا بسهولة تزيد تركيزك الذهني أثناء العمل والدراسة
توجد الكثير من الطرق الطبيعية لزيادة التركيز الذهني دون اللجوء إلى الحبوب المنشطة المحظورة. وهنا نستعرض بعض أهم الطرق المتاحة للجميع التي بالإمكان من خلالها تقوية القدرة على التركيز بسهولة ومن دون أي تكلفة مالية إضافية.
صورة من: Imago/Jochen Tack
النوم: قلة النوم تفقدك التركيز طيلة اليوم. ولكي تتمتع بنوم عميق ومريح عليك بممارسة الرياضة باعتدال لأنها تجعل نومك أعمق وقد تقلل من الفترة التي تحتاجها من ساعات النوم يوميا.
صورة من: picture-alliance/CTK Photo/R. Fluger
الضوء: يزيد الضوء من قدرتنا على العمل والأداء، لأن الظلام يجعل أجسادنا تستعد للنوم. ولزيادة التركيز ينبغي العمل في ضوء النهار، وعند العمل أثناء الليل ينبغي إشعال الضوء.
صورة من: picture alliance / Bildagentur-o
التغذية: تساعد التغذية على التركيز أكثر مما يعتقد أغلب الناس. لذلك ينبغي اختيار الطعام بحيث لا يمتلئ البطن تماما ولا يصاب الإنسان بالتخمة بعد الأكل. وينصح بتناول إفطار جيد للحفاظ على مستوى التركيز، أما في الغداء فيمكن تناول ما تيسّر من الطعام الخفيف كالخضروات والفواكه والأرز. وقبل القيام بعمل معين، تناولْ بعض الطعام!
صورة من: picture-alliance/dpa
الشرب: تصل نسبة الماء في الجسم إلى 70%. بإمكان الإنسان الصبر على الأكل لمدة أسبوعين لكن لا يمكنه البقاء دون ماء لأكثر من ثلاثة أيام. بين ليترين إلى ثلاثة ليترات هو ما يحتاجه الإنسان يوميا من الماء. خذ معك دائما قنينة (عبوة) ماء كبيرة حين تخرج من البيت.
صورة من: picture-alliance/dpa
مكان العمل: عليك الجلوس في مكان عمل هادئ وخلفك باب غرفة العمل كي لا تلهيك حركة الداخلين عبره أو المارين أمامه عن التركيز في العمل. الألوان الحمراء والخضراء والصفراء تزيد التركيز، كما أن اللون الأزرق يعلي روح الإبداع ويعمل على تهدئة الأعصاب.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيفية الجلوس: تلعب هيئة الجلوس دورا في التركيز أثناء العمل. اجعل قدميك في زاوية تسعين درجة أثناء التعلم والمذاكرة أو الدراسة وستلمس فرقا في التركيز. كما أن الوقوف أثناء العمل يساعد على التركيز. وأثناء الجلوس حافظ على استقامة عمودك الفقري.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Marks
الرياضة: تجعلنا الرياضة أكثر توازنا. أما قلة الحركة فتجعلنا أكثر عصبية وأقل تركيزا. المشي أسهل أنواع الرياضات. ويزيد، عند ممارسته في الصباح الباكر، من هرمون السعادة في الجسم.
صورة من: Fotolia/Kzenon
التوازن في استهلاك طاقة الجسم: لا تركز طاقتك في شيء وحيد، ولكن حاول توزيعها على عدة مجالات مثل الهوايات. وخصص وقتا لجسدك ولعقلك وروحك. ولا تصرف كل طاقتك فقط في العمل، فذلك يقلل من القدرة على التركيز وقد يؤدي إلى ما يسمى بـ "الاحتراق النفسي".
صورة من: Fotolia/Amir Kaljikovic
الاستراحة: خذ استراحة من وقت إلى آخر أثناء العمل. إنه أمر ضروري لصحتك النفسية والجسدية ويساعد على التركيز.
صورة من: Peggy Blume - Fotolia.com
الاستمتاع بالعمل: تلعب درجة اهتمامك بما تفعله دورا في التركيز. حاول أن تحفز نفسك بنفسك وأن تثير اهتمامك بما تعمل، كي تكون أكثر تركيزا.
صورة من: Tijana/Fotolia
النجاح يبدأ من الرأس: حاول التأثير على عقلك وجعله أكثر تركيزا من خلال أن تعِدَ نفسك بنفسك بأنك ستعمل بتركيز. ولا بأس من مكافئة نفسك في حال أنجزت عملا صعبا خلال وقت قياسي مثلا.