ارتفاع إصابات كورونا في أمريكا وتوقعات قاتمة للاقتصاد
٢٥ يونيو ٢٠٢٠
تسارعت وتيرة الإصابات بشكل مقلق في الولايات المتحدة، فيما رسم صندوق النقد الدولي صورة قاتمة عن وضع الاقتصاد العالمي أسوأ مما كان متوقعا حتى الآن. وفي ألمانيا أعلن عن 630 إصابة جديدة في غضون الأربع وعشرين ساعة الماضية.
إعلان
تسارعت وتيرة الإصابات بشكل مقلق الخميس (25 حزيران/يونيو 2020) في الولايات المتحدة خصوصاً في تكساس وفلوريدا. وأعلنت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكذلك كونيكتكت المجاورة، التي تضررت كثيراً من انتشار وباء كوفيد-19، الأربعاء عن فرض حجر صحي على الأشخاص القادمين من بعض الولايات التي يتسارع فيها المرض.
وأعلنت جامعة جونز هوبكينز أن عدد الإصابات الجديدة اليومية في الولايات المتحدة يقترب من مستويات قياسية بحسب آخر تعداد عند الساعة 20,30 بالتوقيت المحلي الأربعاء (0,30 بتوقيت غرينتش). وسجلت 35 ألفاً و900 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي للمصابين على الأراضي الأميركية إلى حوالى 2,4 مليون شخص. وهذا المسار التصاعدي مستمر منذ أيام.
وباتت حصيلة الوباء في أكبر قوة اقتصادية في العالم التي تسجل أعلى الخسائر البشرية، 120 ألفا ومئة وفاة.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت الأربعاء من أن العالم سيتجاوز الأسبوع المقبل عتبة عشرة ملايين إصابة بكوفيد-19 فيما لم يبلغ الوباء ذروته بعد في أميركا اللاتينية.
القلق يعود إلى ألمانيا
وفي ألمانيا أعلن معهد روبرت كوخ الحكومي الخميس عن 630 إصابة جديدة في غضون الأربع وعشرين ساعة الماضية. وهو رقم تصاعدي جديد يزيد من مخاوف حدوث موجة ثانية من الوباء. وفرضت ألمانيا الثلاثاء الماضي الحجر على أكثر من 160 ألف شخص بعد اكتشاف بؤرة إصابات في أكبر مسلخ في أوروبا أصيب فيه 1550 شخصاً.
لكن هناك مناطق أخرى، خاصة في العاصمة برلين تسجل فيها السلطات تزايدا ملحوضا، ما قد يجعلها مرشحة للحجر.
وكان السلطات الألمانية قد وضعت معدل انتشار الوباء R دون الواحد بالمائة، كشرط للمضي في إجراء التخفيف، غير أن هذا المعدل ارتفع وفق بيانات روبرت كوخ الحكومي إلى 2,88 في الأيام الأخيرة.
وبالنسبة لبعض الدول، لا سيما في أوروبا فان تراجع إجمالي الناتج الداخلي كبير، حيث يرتقب أن يهبط بنسبة 12,5% لفرنسا و12,8% لإسبانيا وإيطاليا.
وبخصوص الصين التي ظهر فيها الوباء في نهاية العام الماضي، فإن صندوق النقد الدولي توقع نمواً لا يتجاوز 1% بعيدا عن نسبة 6,1% التي حققتها في 2019.
واذا تم اكتشاف لقاح فان الانتعاش الاقتصادي يرتقب أن يتسارع. في المقابل فإن "موجات جديدة من انتشار الفيروس يمكن أن تكبح" النهوض وأن "تضيق بشكل سريع الظروف المالية ما يتسبب بفائض من الديون" بسحب غيتا غوبيناث كبيرة الخبراء الاقتصاديين في الصندوق.
خ.س/و.ب (أ ف ب، د ب أ)
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية... ظلال ثقيلة وبداية جديدة
كبدت أزمة كورونا شركات السيارات الأوروبية خسائر جسيمة، إذ تراجعت مبيعات وأرباح بعضها بشكل حاد مثل رينو الإيطالية ودايملر الألمانية، لكن يبدو أن الأمر سيبدأ في التحسن تدريجياً. تفاصيل أوفى في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
تدهور في الأرباح
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78 بالمئة في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.تدهور في الأرباح
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
انخفاض في المبيعات
شهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20 بالمئة. خلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15 بالمئة. هذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس/آذار
صورة من: Imago Images/A. Hettrich
توقف ثم عمل جزئي
منذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع، استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل/نيسان قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر نيسان/أبريل الجاري. يمس هذا القرار حوالي 80 بالمئة من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
البشائر الأولى
بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين (في الصورة عمال بمصنع سيارات دونجفنج هوندا أثناء الاستراحة). وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48 بالمئة في شهر مارس/آذار بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة في شهر فبراير/شباط. تعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الإقلاع من جديد
يعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكسفاغن، وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي السيارة التي تعول عليها فولكسفاغن كثيرا في المستقبل. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
صورة من: Oliver Killig
معايير نظافة صارمة
تتخذ شركة فولكسفاغن من مدينة فولفسبورغ بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل/نيسان. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكسفاغن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية. وسوف تقوم فولكسفاغن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Stratenschulte
تبخر السيولة
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20 بالمئة تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى 10،3 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Ena
مفاوضات مع النقابات
لم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29 بالمئة عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Brinon
في عين العاصفة
أما في إيطاليا، وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو/أيار. وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76 بالمئة في شهر مارس/آذار. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55 بالمئة. ترجمة سلمى حامد