"#اسأل_الرئيس" تتحول لمنصة ساخرة للهجوم على السيسي
٢١ يوليو ٢٠١٨
تحولت مبادرة #اسأل_الرئيس، التي أطلقها الموقع الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى منصة للهجوم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. عشرات النشطاء توجهوا بأسئلة وتعليقات تنم عن غضبهم واستيائهم من الأوضاع في مصر.
إعلان
أعلن الموقع الرسمي لصفحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرة أخرى عن تلقي أسئلة شباب الجامعات في المؤتمر الوطني للشباب، المقرر عقده في أواخر شهر يوليو/تموز 2018. ومرة أخرى يعود وسم (هاشتاغ) "#اسأل_الرئيس إلى قائمة الأعلى تداولاً في مصر، بعد أن أصبح منصة للسخرية والتهكم وطرح الأسئلة الهجومية والساخرة على الرئيس المصري. وكان الوسم ذاته قد حقق انتشاراً كبيراً لدى إطلاقه في شهر مايو/أيار الماضي، لدى انعقاد المؤتمر الوطني للشباب.
وكانت الصفحة الرسمية للسيسي قد غردت عبر تويتر: "انتظروا لقاء الرئيس مع شباب الجامعات في حوار مفتوح، لنتشارك معاً في صناعة المستقبل والتحديات التي تواجهنا، خلال جلسة اسأل الرئيس على هامش فعاليات المؤتمر الوطني للشباب القادم". وبدأت المبادرة في السابع عشرمن يوليو/تموز الجاري، وتنتهي في الرابع والعشرين من الشهر ذاته.
وبمجرد انطلاق الوسم وإعلان الصفحة عن المبادرة، انهالت التعليقات التي تنوعت ما بين الأسئلة المحرجة والساخرة من قِبل معارضي الرئيس المصري، وتلك الأسئلة التي طرحت بشكل لائق، وأغلبها من مؤيدي الرئيس المصري، ولكنهم معترضون على الأوضاع في مصر وكيفية تناول الحكومة لها.
تقول إحدى الناشطات معبرة عن استيائها من الغلاء في مصر: "الأسعار ولعت يا ريس والحاجات بتزيد كل شهر".
كما علقت نفس الناشطة على سوء الخدمات والنظافة في الشوارع قائلة: "هل هي قلة الإمكانيات التي تجعل الحكومة لا تهتم بالمدن من شوارع ونظافة؟
وقال آخر معلقاً على اكتشاف تابوت الاسكندرية
وعلى طريقة الفنانة فاتن حمامة في فيلم أفواه وأرانب قال مغرد، تعليقاً على الأوضاع الاقتصادية في مصر
وعن المشكلات التي يعاني منها المواطن المصري في الصحة والتعليم والمرتبات وغيرها، عبر ناشطون على تويتر عن مدى استيائهم وغضبهم.
وفي تغريدة أخرى طلب أحد النشطاء أن يقول له الرئيس كيف سيتمكن من أن يعيش براتب 2000 جنيه فقط، في إشارة إلى تدني الأجور مقابل ارتفاع الأسعار وسوء الخدمات.
ولعبت إحدى الناشطات على توتير دور المذيعة المصرية ريهام سعيد وعلقت قائلة:
ومن ضمن الأسئلة التي تلقتها الصفحة الرسمية للسيسي كانت مطالبات برحيله.
أما الأسئلة التي جاءت بشكل لائق فقد كانت قليلة مقارنة بالأسئلة الساخرة والهجوم الذي امتلأت به منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلقت مبادرة "اسأل الرئيس" للمرة الأولى في أبريل/نيسان عام 2017 كأحد فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب بمحافظة الإسماعيلية في مصر، ثم أصبحت بعد ذلك جزءاً أساسياً وثابتاً من المؤتمرات الوطنية للشباب التي يعقدها الرئيس السيسي.
س.م/ف.ي
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.