استئناف الإجلاء من حلب ومساعي متواصلة لتثبيت الهدنة
١٨ ديسمبر ٢٠١٦
في انفراج جديد لعملية إجلاء المحاصرين في حلب، قال مسؤول أممي إن عمليات الإجلاء استؤنفت، بعد تعثر واتهامات متبادلة بين أطراف النزاع. وجهود ديبلوماسية متواصلة بين بوتين وأردوغان وفي نيويورك لإنقاذ اتفاق الهدنة.
إعلان
قال مسؤول بالأمم المتحدة في سوريا لرويترز إن عمليات الإجلاء من منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شرق حلب استأنفت في وقت متأخر اليوم الأحد (18 ديمسبر كانون الأول 2016) بعد ثلاثة أيام من التأجيل.
وقال المسؤول في رسالة بالبريد الإلكتروني "تم استئناف عمليات الإجلاء. تغادر حافلات وسيارات إسعاف شرق حلب الآن." وأضاف أن أول مجموعة غادرت شرق حلب في حوالي الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي (21:00 بتوقيت جرينتش).
ولم يكن لدى المسؤول أي معلومات على الفور بشأن عملية متزامنة مزمعة لإجلاء أشخاص من قريتين شيعيتين تحاصرهما فصائل المعارضة المسلحة قرب إدلب.
ومن جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان السماح لخمس حافلات بمغادرة شرق حلب إلى منطقة خاضعة للمعارضة بعد احتجازها لساعات. فيما قال أحمد الدبيس رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الاجلاء قرب خان العسل، التي تسيطر عليها المعارضة في غرب حلب "وصل خمسة باصات فيهم 350 شخص من حلب الشرقية من المناطق المحاصرة وهم في حالة مزرية".
وكان مسلحون قد أضرموا النار في خمس حافلات كان يفترض أن تستخدم في إجلاء أناس من قريتين في إدلب بسوريا اليوم الأحد ليعرقلوا اتفاقا يتيح للآلاف مغادرة الجيب الأخير المتبقي للمعارضة في شرق حلب حيث تكدس الناس في الحافلات لساعات انتظارا للتحرك.
جهود ديبلوماسية متواصلة
وتكثفت الجهود الديبلوماسية لإنقاذ اتفاق الهدنة الذي يتيح عمليات الإجلاء، وقالت مصادر في مكتب الرئيس التركي طيب إردوغان إنه تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد عن الوضع في حلب وأكدا ضرورة التغلب سريعا على العراقيل التي تقف في طريق عمليات الإجلاء من شرق المدينة.
وقالت المصادر إن إردوغان وبوتين تحدثا عن تكثيف الجهود للسماح بدخول مساعدات إنسانية والتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضافت أن الزعيمين بحثا مجددا فكرة عقد اجتماع في قازاخستان يحضره ممثلون من الحكومة والمعارضة السورية.
وفي نيويورك أفاد دبلوماسيون ان مجلس الأمن الدولي سيصوت الاثنين على مشروع قرار حول نشر مراقبين في حلب بعدما وافقت فرنسا على أخذ تحفظات روسيا حول قرارها، في الاعتبار.
وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر إن بعض الدول الاعضاء تحتاج إلى العودة لعواصمها لنيل الموافقة النهائية على مشروع القرار.
واعتبر نظيره الروسي فيتالي تشوركين ان مشروع القرار يشكل "نصا جيدا" موضحا ان التصويت سيتم عند الساعة 09,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ) الاثنين.
وكانت روسيا هددت في وقت سابق بعرقلة المشروع الفرنسي وذلك قبل تعديله بعد ثلاث ساعات من المشاورات المغلقة. وقال دولاتر للصحافيين إن الاعضاء الـ 15 توصلوا إلى "أرضية تفاهم" حول مشروع قرار "يستند بالضبط" الى المشروع الفرنسي.
وأوضح ان المراقبين الدوليين لن يكونوا بحاجة إلى موافقة الحكومة السورية للانتشار. ومن جانبها قالت السفيرة الأميركية سامنثا باور إن النص "يتضمن كل العناصر الأساسية التي تتيح إشراف الأمم المتحدة" مضيفة "نتوقع التصويت بالاجماع على هذا النص".
م.س ( أ ف ب، رويترز)
في صور: حلب بين الأمس واليوم
بعد 68 شهرا من الحرب السورية التي نالت منها حلب نصيبا كبيرا، اتخذت المدينة وجها آخر مختلفا، فاحتلت الأنقاض وبقايا البنايات مكان الأسواق التاريخية والمباني الأثرية التي اشتهرت بها المدينة، وتحولت صور الأمس إلى ذكريات.
صورة من: Reuterse/Sana
جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.
صورة من: Imago/imagebroker
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
صورة من: picture alliance/CPA Media/D. Henley
أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Bozzdogan
وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.
صورة من: AFP/Getty Images
قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.
صورة من: Imago/A.Schmidhuber
حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حلب الشرقية ما تزال تحت القصف..مقاتلو المعارضة ما يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، بعد تقدم كاسح لقوات نظام الأسد فيما تبقى من أحياء المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
المدنيون يحاولون الفرار من مناطق القصف في شرق حلب...منذ بدء هجوم قوات الأسد على شرق حلب في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 384 مدنيا بينهم 45 طفلا في حلب الشرقية جراء القصف والغارات والمعارك، فيما قتل 105 مدنيين في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
صورة من: Reuters/Sana
الأمم المتحدة أبدت قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.