استئناف عملية الإجلاء من جنوب الغوطة مع خروج ألفي شخص
٢٥ مارس ٢٠١٨
بدأ نحو ألفي مقاتل ومدني بالخروج من جنوب الغوطة الشرقية لليوم الثاني على التوالي في طريقهم إلى شمال غرب سوريا، بموجب اتفاق إجلاء مع روسيا، ما من شأنه أن يحكم سيطرة قوات النظام على آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق.
إعلان
بعد حصار محكم فرضته منذ العام 2013 وحملة عسكرية عنيفة بدأتها في 18 شباط/فبراير، باتت قوات النظام السوري تسيطر على أكثر من تسعين في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، التي تعد خسارتها ضربة موجعة لفصائل المعارضة. وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا وفيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقي إجلاء للمقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب (شمال غرب)، تم تنفيذ الأول ويستكمل تنفيذ الثاني الأحد (25 مارس/آذار)، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة بشأن مدينة دوما، معقل فصيل جيش الإسلام.
وبعد انتظار لساعات في نقطة التجمع في حرستا التي تشكل الوجهة الأولى للخارجين من مدينة عربين، بدأت الحافلات بالمغادرة تباعاً في طريقها إلى محافظة إدلب، وفق ما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس". وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" قبل ذلك أن "26 حافلة على متنها 1807 من المسلحين وعائلاتهم" كانت تستعد للخروج من الغوطة الشرقية.
وخلال شهر من العمليات العسكرية، قتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنياً بينهم نحو 330 طفلاً على الأقل.
وتخضع الحافلات قبل انطلاقها من حرستا لعملية تفتيش قبل أن يستقل جندي روسي كل حافلة لمرافقتها حتى بلوغ وجهتها. وشاهد مراسل "فرانس برس" العديد من مقاتلي الفصائل وهم يؤدون الصلاة أثناء انتظارهم وأسلحتهم الخفيفة معلقة على أكتافهم فيما عمل جنود روس على منع الصحافيين من الاقتراب من مكان التوقف. وينص الاتفاق الذي توصل إليه فيلق الرحمن إثر مفاوضات مع روسيا، على إجلاء نحو سبعة آلاف شخص من زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي، في عملية قد تتواصل خلال اليومين المقبلين.
موجة جديدة من القتل والتهجير في سوريا
يواجه المدنيون في سوريا موجة من القتل والتهجير. فالعمليات القتالية سواء في الغوطة الشرقية أو إدلب أوعفرين أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين ونزوح المئات نحو مناطق آمنة.
صورة من: picture-alliance/AP/A. Schalit
هجمات أكثر دموية مما مضى
تعيش منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة موجة جديدة من الإبادة والموت. إذ جددت قوات النظام الأربعاء (7فبراير/ شباط 2018) قصفها على الغوطة الشرقية المحاصرة في يوم أُعتُبر الأكثر دموية في المنطقة منذ أشهر.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Eassa
عشرات القتلى والجرحى
ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في سوريا إلى أكثر من 70 قتيلا فيما أصيب أكثر من مئتين بجروح، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
صورة من: picture alliance/AA/M. Bekkur
المدنيون هم الضحية
يبقى المدنيون هم الضحية الأولى عقب الهجمات التي تتعرض لها إدلب والغوطة الشرقية وكذلك في عفرين. حيث أسقطت العملية العسكرية (غصن الزيتون) هي الأخرى عددا مهما من القتلى والجرحى المدنيين. كما ساهمت في زيادة مأساة المدنيين بسوريا.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al-Bushy
اتهامات باستخدام غازات سامة
يواجه النظام السوري اتهامات دولية متزايدة لاحتمال استخدامه السلاح الكيميائي في هجمات عدة. وقد خصصت الأمم المتحدة لجنة تحقيق في تقارير تخص استخدام غاز الكلور في الغوطة الشرقية وإدلب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
دعوة إلى وقف الأعمال القتالية
دعت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء(6فبراير/ شباط2018)، إلى وقف فوري للأعمال القتالية المستمرة منذ نحو شهر في سوريا. كما وصفت الوضع في هذا البلد بأنه "معقد وعصيب".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Hajkadour
هل تتحول إدلب إلى حلب جديدة؟
إدلب هي الأخرى لم تسلم من موجة الموت وارتفاع عدد الضحايا المدنيين. حيث تشهد مناطق في ريف إدلب الجنوبي مواجهات بين قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي من جهة، وهيئة تحرير الشام التي تشكلت من جبهة النصرة الإرهابية وفصائل أخرى من جهة ثانية.
صورة من: picture-alliance/abaca/A. Rahal
تهجير نحو الشمال
نزح عشرات الآلاف من المدنيين شمالا بحثا عن الأمان في مخيمات مؤقتة على الجانب السوري من الحدود التركية. وكانت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة للسوريين الذين تم تهجيرهم من ديارهم في مناطق أخرى من سوريا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/M. Abdullah
هجوم جوي مكثف
يكثف الطيران السوري والروسي هجماته على مدينتي إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية، إذ تعرضت مناطق مختلفة فيهما للقصف الجوي مسجلة مقتل مدنيين وحالات اختناق كثيرة. إعداد: مريم مرغيش
صورة من: picture-alliance/AP/A. Schalit
8 صورة1 | 8
وتعد هذه القافلة الثانية التي تخرج من جنوب الغوطة الشرقية، غداة قافلة أولى نقلت السبت نحو ألف مقاتل ومدني من المنطقة وبلغت صباح الأحد قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، قبل توجهها إلى إدلب، وفق ما أفاد مراسل "فرانس برس" في المنطقة.
ومنذ ساعات الصباح، تجمع عشرات المقاتلين والمدنيين في عربين وسط حالة من الحزن، بعدما وضبوا ما أمكنهم من حاجياتهم في الحقائب وأكياس من القماش، قبل أن يستقلوا أولى الحافلات الى حرستا. ولم يتمكن الأهالي من حبس دموعهم وهم يهمون بالصعود إلى الحافلات التي وصلت صباحاً وتوقفت في شوارع مملوءة بالركام وعلى جانبيها أبنية مهدمة وأخرى تصدعت واجهاتها أو طوابقها العلوية جراء كثافة القصف، وفق ما أفاد مراسل "فرانس برس" في المدينة.
مصير دوما
في غضون ذلك، ما زال مصير مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، مجهولاً مع انتظار نتائج مفاوضات تجري مع مسؤولين روس. ويرجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة "مصالحة" على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي "جيش الإسلام" من دون دخول قوات النظام.
وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح من دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، وأفادت وكالة سانا بخروج 1092 مدنيا الأحد. ووضع النظام السوري، مطلع هذا العام، الأولوية لاستعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، التي تحظى برمزية كبيرة لقربها من العاصمة وتعد من أولى المناطق التي شهدت تظاهرات احتجاج مناهضة للنظام في عام 2011.
ف.ي/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
بسبب جحيم القصف.. الغوطة الشرقية تعيش كارثة إنسانية محققة
تشهد الغوطة الشرقية المحاصرة إحدى الفترات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في سوريا. معاناة مستمرة وعنف متواصل في الغوطة جعل المنظمات الدولية تندد بـ"الجرائم" المرتكبة في حق هؤلاء، محذرة من "خروج الوضع عن السيطرة".
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
قتل البراءة
تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.
صورة من: picture alliance/AA/Q. Nour
معاناة النساء
تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
عائلات مشردة
موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.
صورة من: picture alliance/AA/A. Al-Bushy
تدمير المستشفيات والمدارس
المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
في انتظار الموت
تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
من المسؤول؟
يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Almohibany
منظمات دولية تندد
الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش