بعد قيام ماكس كروزه بمجموعة من التصرفات المثيرة للجدل، قرر يواخيم لوف استبعاد مهاجم فولفسبورغ عن تشكيلة المنتخب الألماني. قرار يبدو في ظاهره مبررا، لكنه أثار جدلا واسعا، خاصة وأنه لم يشمل لاعبين أساءوا التصرف في الماضي.
إعلان
استُبعد ماكس كروزه من تشكيلة المنتخب الألماني قبل خوض مباراتين وديتين أمام المنتخبين الإنجليزي والإيطالي، بعدما "نفد صبر" المدير الفني يواخيم لوف منمهاجم فولفسبورغ بداعي ارتكاب تصرفات "تفتقر إلى الاحترافية" خارج الملعب. وبرر لوف استغناءه عن مهاجم فولفسبورغ بالقول: "أريد لاعبين يركزون اهتمامهم على كرة القدم وعلى بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة. وما حدث نهاية الأسبوع لا يتماشى مع تطلعاتي. فماكس تصرف للمرة الثانية على التوالي بطريقة غير مهنية، وأنا لا أستطيع تقبل ذلك".
يقصد لوف بتصريحه ما حدث السبت الماضي في أحد نوادي برلين الليلية، حيث احتفل كروزه بعيد ميلاده الثامن والعشرين. خلال الاحتفال هاجم ماكس كروزه سيدة التقطت له عدة صور دون إذنه. وقام مهاجم فولفسبورغ بانتزاع هاتفها بالقوة ليمسح الصور التي قامت بالتقاطها السيدة التي تبين فيما بعد أنها صحفية تعمل في صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار.
كروزه يخل بدوره كقدوة
قبل ذلك، كان كروزه قد تصدر عناوين الصحف الألمانية بسبب تغريمه 25 ألف يورو من طرف فريقه فولفسبورغ بسبب تصرفات مثيرة للجدل من بينها نسيان 75 ألف يورو في سيارة أجرة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، إذ يٌعتقد أنه كان يشارك في جلسة بوكر، كما أن كروزه الذي انضم لفولفسبورغ من بوروسيا مونشنغلادباخ في 2015 تلقى تحذيرات مؤخرا من إدارة فولفسبورغ بشأن نظامه الغذائي.
وبحسب يواخيم لوف، فإن هذه الأسباب مجتمعة هي التي دفعته لاستبعاد كروزه عن تشكيلة المنتخب الألماني، خاصة وأنه "في حاجة إلى لاعبين يدركون جيدا حساسية الدور الذي يلعبونه كقدوة للشباب"، على حد قوله. لكن تسامح لوف مع لاعبين في المنتخب الألماني أخلّوا أيضاً بدورهم كقدوة، جعل البعض يتهم مدرب المنتخب الألماني بإتباع سياسة الكيل بمكيالين.
تساهل لوف مع حالات مماثلة
فعلى سبيل المثال سبق لنجم بوروسيا دورتموند ماركو رويس أن قاد سيارته بدون رخصة ست مرات على الأقل في الفترة مابين سبتمبر/ أيلول 2011 ومارس/ آذار من عام 2014، وهو ما جعله يدفع غرامة مالية هائلة تقدر بـ540 ألف يورو. لكن يواخيم لوف لم يستبعد رويس من تشكيلة المنتخب وكان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في بطولة كأس العالم التي احتضنتها البرازيل عام 2014 لولا الإصابة التي ألمت به أياما قليلة قبل انطلاق البطولة.
وفي عام 2009، قام مهاجم المنتخب الألماني لوكاس بودولسكي بتوجيه صفعة لزميله قائد المنتخب الألماني آنذاك ميشائيل بالاك خلال المباراة التي جمعت بين المنتخب الألماني ونظيره الويلزي. وشاهد ملايين المشاهدين حينها كيف رد بودولسكي بعنف على توبيخ بالاك. حينها علق مدرب المنتخب الألماني لوف قائلا" "إن بودولسكي تجاوز الحدود، لكنه يستحق منحه فرصة أخرى".
وفيما استبعد لوف كروزه، كما سبق واستبعد قبله كيفن كوراني عام 2008 لأسباب انضباطية، باعتبارهما اسمين يمكن الاستغناء عنهما، عجز لوف عن استبعاد بودولسكي عام 2009 ورويس في 2014 باعتبارهما لاعبين مهمين يصعب الاستغناء عنهما.
"المانشافت" – أبطال العالم في صالات السينما
الفيلم الوثائقي "المانشافت" يقدم يوميات المنتخب الألماني خلال مونديال البرازيل. أبطال العالم بعدسة المخرج زونكه فورتمان، فيلم يشابه ذلك الفيلم الذي قدمه ذات المخرج في بطولة 2006 تحت اسم "أسطورة صيفية".
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
في 2002 و2006 كان المنتخب الألماني قريبا جدا من التتويج ببطولة العالم، ولكن لم تكتمل الفرحة. وفي مونديال 2014 في البرازيل تحقق الحلم، الذي يوثقه فيلم "المانشافت".
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
مصادر عدة للصور: مصورو الاتحاد الألماني لكرة القدم كانوا مع المنتخب في كل مكان. الفيفا أيضا منح مخرج الفيلم بعض الصور. كما توجد مقاطع كثيرة صُورت عبر الهاتف. الفيلم يحتوي على كثير من الصور الحصرية التي لم يسبق أن عُرضت.
صورة من: 2014 Martin Christ
في غرفة التدريب في كامبو باهيا: يواخيم لوف يقضي الليلة وحيدا، يدرس كل شاردة وواردة عن الفريق الخصم. يدون لوف كل ملاحظاته لمباراة الغد، قبل أن يضع اللمسات الأخيرة على الخطة.
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
باستيان شفاينشتايغر خرج للتو من المؤتمر الصحفي بعد أن أجاب عن أسئلة الصحفيين. ويجلس الآن خلف الكواليس للاستماع لبقية المؤتمر الذي يجريه المدرب لوف. ربما يكون هذا آخر مونديال يشارك فيه اللاعب العالمي.
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
"المانشافت لا يعيش على البساط الأخضر فحسب، ولكن أيضا خارجه"، كما يقول بير ميرتيساكر في الفيلم. الفريق أمضى يوما كاملا في زيارة لمدرسة في إحدى قرى البرازيل. سعادة الأطفال كانت فوق الوصف.
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
مسعود أوزيل يجلس وحيدا في غرفة تبديل الملابس، يستمتع بلحظة هدوء نادرة بعيدا عن التدريب والمباريات واللقاءات الإعلامية.
صورة من: 2014 Martin Christ
الفرق الأخرى لديها نيمار ورونالدو وميسي، أما ألمانيا فلديها "المانشافت". قوة المنتخب الألماني تكمن في جماعيته. هكذا يشجع المدرب لاعبي المنتخب الألماني قبل كل مباراة.
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
أصدقاء العمر: اللاعبان لوكاس بودولسكي وباستيان شفاينشتايغر، كانا حاضرين في "أسطورة صيفية" في مونديال 2006. وهاهما الآن يحتفلن البفوز باللقب العالمي 2014. صداقتهما باقية رغم لعبهما لناديين مختلفين.
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
توماس مولر تألق في مونديال 2010، بأهدافه الرائعة. وفي كأس العالم 2014 تألق أيضا، بعد تسجيله 5 أهداف لألمانيا خلال البطولة. وهنا يحتفل في الحافلة مع زملائه بعد تتويجهم باللقب العالمي.
صورة من: 2014 Constantin Film Verleih GmbH/DFB
يبدوا سعيدا ومرتاحا - تعابير لا يمكن مشاهدتها إلى نادرا على وجه المدرب يواخيم لوف. كيف لا وخلفه الكأس الذهبي، بعد أن قاد المنتخب الألماني للفوز التاريخي بمونديال البرازيل 2014. زيلكه فونش/ميريت النجار